موقع شاهد فور

كلمة حق عند سلطان جائر

May 17, 2024

تاريخ النشر: الثلاثاء 7 محرم 1437 هـ - 20-10-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 310840 92085 0 357 السؤال هل لكم أن تشرحوا لنا حديث: أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ـ والتوفيق بينه وبين عدم الخروج على الحاكم؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالمقصود بالجهاد في هذا الحديث هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من عبادات اللسان، ولذلك قال: كلمة الحق ـ والكلام إنما يؤدى باللسان! وهذا ليس من الخروج على الأئمة، وإنما هو من النصح لهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم. وإنما كان ذلك من أعظم الجهاد، لما فيه من المخاطرة بالنفس وتوطينها على تحمل الأذى في ذات الله تعالى، قال الخطابي في معالم السنن: إنما صار ذلك أفضل الجهاد، لأن من جاهد العدو وكان متردداً بين رجاء وخوف لا يدري هل يَغْلِب أو يُغلَب، وصاحب السلطان مقهور في يده، فهو إذا قال الحق وأمره بالمعروف فقد تعرض للتلف وأهدف نفسه للهلاك، فصار ذلك أفضل أنواع الجهاد من أجل غلبة الخوف. الدرر السنية. اهـ. ونقل الطيبي في شرح المشكاة عن المظهر سببا آخر، فقال: لأن ظلم السلطان يسري في جميع من تحت سياسته وهو جم غفير، فإذا نهاه عن الظلم فقد أوصل النفع إلى خلق كثير، بخلاف قتل كافر.

  1. الدرر السنية

الدرر السنية

جاهدوا هؤلاء المفسدين بألسنتكم كما أمركم نبيكم "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، فو الذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل"، وقال: "إنٌ أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"؛ فلِمّ الصمت المطبق! ؟ لا يليق ذلك بمقام العالم الصادق. فعلى علماء أمتنا أن يقتدوا بأمثال سعيد ابن جبير، والحسن البصري، وسفيان الثوري وإمامنا مالك وأحمد بن حنبل، والعز بن عبد السلام ـ الذي استغنى عن دنيا الملوك، ولم يستغن الملوك عن دينه ـ فما كان هؤلاء أذنابا لسلاطين الجور، إنٌ السلطان إذا كان ظالما، قائدا للعالم، فهو قائده إلى الهاوية، مورده إلى النار {وبيس الورد المورود}، ولا يرضى بذلك عاقل، فالعلماء قادة، والمتقون سادة، فالعالم يأمر والسلطان ينفذ. أفيقوا من سكرتكم فقد بلغ السيل الزُبى ـ احتلال هنا وهناك، وتسليم مفاتيح القدس للصهاينة... ـ أحقوا الحق وأبطلوا الباطل، وإن نُشرتم بالمنشار وأدخلتم السجون، ففي ذالك عزكم وشرفكم، وإلا فلا تنتظرون في هذه الدنيا إلاٌ الهوان، وفي الآخرة الأوبة بالخسران. اصبر واثبت يا سفر فقد عز نظيرك، وإنٌ الله ناصرني وناصرك وناصر الثلة الصادعة بالحق، وهازم عدوي وعدوك وعدو الفئة المنكرة للباطل، {وعد الله لا يخلف الله الميعاد}: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم... } ، هؤلاء الظالمون كفروا بأنعم الله عليهم، فصرفوها فيما يسخط الله، {فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون}.

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 9/8/2020 ميلادي - 20/12/1441 هجري الزيارات: 128114 شرح حديث أبي سعيد: أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر عَنْ أبي سعيدٍ الخدري - رضي الله عنه- عنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «أفضلُ الجهادِ كلمةُ عدلٍ عند سلطان جائرٍ" رواه أبو داود، والترمذي، وقال: حديث حسنٌ. قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله- فيما نقله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطان جائر». فللسطان بطانتان: بطانة السوء، وبطانة الخير. بطانة السوء: تنظر ماذا يريد السلطان، ثم تزينه له وتقول: هذا هو الحق، هذا هو الطيب، وأحسنت وأفدت، ولو كان - والعياذ بالله - من أَجْورِ ما يكون، تفعل ذلك مداهنة للسلاطين وطلبًا للدنيا. أما بطانة الحق: فإنها تنظر ما يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتدل الحاكم عليه، هذه هي الباطنة الحسنة. وكلمة الباطل عند سلطان جائر، هذه - والعياذ بالله- ضد الجهاد. وكلمة الباطل عند سلطان جائر، تكون بأن ينظر المتكلم ماذا يريد السلطان فيتكلم به عنده ويزينه له. وقول كلمة الحق عند سلطان جائر من أعظم الجهاد.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]