موقع شاهد فور

انفروا خفافا وثقالا

June 28, 2024

فأبى ، فركب البحر فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنوه فيها إلا بعد تسعة أيام ، فلم يتغير ، فدفنوه بها. وهكذا روي عن ابن عباس ، وعكرمة وأبي صالح ، والحسن البصري ، وشمر بن عطية ، ومقاتل بن حيان ، والشعبي وزيد بن أسلم: أنهم قالوا في تفسير هذه الآية: ( انفروا خفافا وثقالا) قالوا: كهولا وشبابا ، وكذا قال عكرمة والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وغير واحد. وقال مجاهد: شبابا وشيوخا ، وأغنياء ومساكين. وكذا قال أبو صالح ، وغيره. وقال الحكم بن عتيبة: مشاغيل وغير مشاغيل. وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى: ( انفروا خفافا وثقالا) يقول: انفروا نشاطا وغير نشاط. وكذا قال قتادة. وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: ( انفروا خفافا وثقالا) قالوا: فإن فينا الثقيل ، وذا الحاجة ، والضيعة والشغل ، والمتيسر به أمر ، فأنزل الله وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا خفافا وثقالا وعلى ما كان منهم. انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا. وقال الحسن بن أبي الحسن البصري أيضا: في العسر واليسر. وهذا كله من مقتضيات العموم في الآية ، وهذا اختيار ابن جرير. وقال الإمام أبو عمرو الأوزاعي: إذا كان النفير إلى دروب الروم نفر الناس إليها خفافا وركبانا ، وإذا كان النفير إلى هذه السواحل نفروا إليها خفافا وثقالا وركبانا ومشاة.

  1. انفروا خفافاً و ثقالاً – الدكتور محمد عبدالرحمن المرسي

انفروا خفافاً و ثقالاً – الدكتور محمد عبدالرحمن المرسي

قلت: من العلماء من حمله على الوجوب ثم إنه نسخ. قال ابن عباس: نسخت هذه الآية بقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} الآية. وقال السدي: نسخت بقوله: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى} الآية ومنهم من حمل هذا الأمر على الندب. قال مجاهد: إن أبا أيوب الأنصاري شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون بعده فقيل له في ذلك، فقال: سمعت الله يقول: {انفروا خفافًا وثقالًا} ولا أجدني إلا خفيفًا أو ثقيلًا وقال الزهري: خرج سعيد بن المسيب وقد ذهبت إحدى عينيه فقيل له: إنك عليل صاحب ضر فقال: استنفر الله الخفيف والثقيل فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد أو حفظت المتاع. وقال صفوان بن عمرو: كنت واليًا على حمص فلقيت شيخًا قد سقط حاجباه على عينيه من أهل دمشق على راحلته يريد الغزو فقلت يا عم أنت معذور عند الله، فرفع حاجبيه وقال: يا ابن أخي استنفرنا الله خفافًا وثقالًا إلا أنه من يحبه يبتليه والصحيح. انفروا خفافاً و ثقالاً – الدكتور محمد عبدالرحمن المرسي. هو القول الأول أنها منسوخة وأن الجهاد من فروض الكفايات ويدل عليه أن هذه الآيات نزلت في غزوة تبوك وأن النبي صلى الله عليه وسلم خلف في المدينة في تلك الغزوة النساء وبعض الرجال فدل ذلك على أن الجهاد من فروض الكفايات ليس على الأعيان والله أعلم.

وأخرجا عن مجاهد قال: قالوا إن فينا الثقيل وذا الحاجة والصنعة والشغل والمنتشر به أمره فأنزل الله تعالى: {انفروا خِفَافًا وَثِقَالًا} وأبى أن يعذرهم دون أن ينفروا خفافًا وثقالًا وعلى ما كان منهم، فما روي في تفسيرهما من قولهم: خفافًا من السلاح وثقالا منه أو ركبانًا ومشاة أو شبانًا وشيوخًا أو أصحاء ومراضا إلى غير ذلك ليس تخصيصًا للأمرين المتقابلين بالإرادة من غير مقارنة للباقي. انفروا خفافا وثقالا اعراب. وعن ابن أم مكتوم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أعلى أن أنفر؟ قال: نعم. حتى نزل: {لَّيْسَ عَلَى الاعمى حَرَجٌ} [النور: 61]. وأخرج ابن أبي حاتم وغيره عن السدى قال: لما نزلت هذه الآية اشتد على الناس شأنها فنسخها الله تعالى فقال: {لَّيْسَ عَلَى الضعفاء وَلاَ على المرضى} [التوبة: 91] الآية. وقيل: إنها منسوخة بقوله تعالى: {وَمَا كَانَ المؤمنون لِيَنفِرُواْ كَافَّةً} [التوبة: 122] وهو خلاف الظاهر، ويفهم من بعض الروايات أن لا نسخ فقد أخرج ابن جرير والطبراني والحاكم وصححه عن أبي راشد قال: رأيت المقداد فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص يريد الغزو فقلت: لقد أعذر الله تعالى إليك قال: أبت علينا سورة البحوث يعني هذه الآية منها.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]