موقع شاهد فور

وكنا نخوض مع الخائضين

June 28, 2024

08-05-2015, 10:30 AM #1 وكنا نخوض مع الخائضين لمَّا لم يسكن قلوبَنا من العلم والإيمان ما يُمتنع به من دعاة الباطل والغَواية، فكُنَّا نَنعق خلف كل ناعق دون فحص ولا بحث ولا تحقيق ولا تمحيص في دعواه أحق أم باطل؟! وكُنَّا كلما سَخِر ساخر أو اغتاب أو نمَّ سخرنا معه واغتبنا ونممْنا؛ هرَبًا من ظلمة الكآبة والشقاوة والحزن إلى وهم السعادة والانشراح والمسرَّة، وإنَّها لسَكرة! وكُنا كلما غَوى غاوٍ غوَينا معه رسمًا بالقلم للأراجيف والفواحش، وبثًّا باللسان للفضائح والشوائع؛ هربًا من الخمول إلى الشهرة، وحُبًّا في مجاراة القوم واكتساب ثنائهم. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ | تفسير القرطبي | المدثر 45. وكُنَّا نَخوض في دين الله بغير علم، ونتقول على الله الأقاويل؛ استكبارًا عن طلب الحق وسؤال أهله، وغرورًا بما لدينا من فتات علم مخلوط بظلمة البدع والشبهات، لو نفعنا لألجَمَ ألسنتَنا، ثم ماذا؟ لوثات قبيحة، ولطخات واضحة موحشة، وانتشار للأباطيل والأراجيف والفواحش، وهدم الروابط والصلات الاجتماعية، وصَدٌّ عن سبيل الله، وعواقِبُ مُخزية. فحطب كل فتنة: الخائضون بغير نور وبرهان من الحق، بهم تُوقد ويشبُّ ضرامها؛ قال صلى الله عليه وسلم: (( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظنُّ أن تبلُغ ما بلغَت؛ فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)).

  1. وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ | تفسير القرطبي | المدثر 45
  2. القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة المدثر - الآية 45
  3. ​​​​​​​مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
  4. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 45

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ | تفسير القرطبي | المدثر 45

{وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ} (45) ( وكنا نخوض مع الخائضين).. وهي تصف حالة الاستهتار بأمر العقيدة ، وحقيقة الإيمان ، وأخذها مأخذ الهزل واللعب والخوض بلا مبالاة ولا احتفال. ​​​​​​​مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ - خالد سعد النجار - طريق الإسلام. وهي أعظم الجد وأخطر الأمر في حياة الإنسان ؛ وهي الشأن الذي ينبغي أن يفصل فيه ضميره وشعوره قبل أن يتناول أي شأن آخر من شؤون هذه الحياة ، فعلى أساسها يقوم تصوره وشعوره وقيمه وموازينه. وعلى ضوئها يمضي في طريق الحياة. فكيف لا يقطع فيها برأي ولا يأخذها مأخذ الجد? ويخوض فيها مع الخائضين ، ويلعب فيها مع اللاعبين?

القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة المدثر - الآية 45

وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ قوله تعالى {كلا والقمر} قال الفراء {كلا} صلة للقسم، التقدير أي والقمر. وقيل: المعنى حقا والقمر؛ فلا يوقف على هذين التقديرين على {كلا} وأجاز الطبري الوقف عليها، وجعلها ردا للذين زعموا أنهم يقاومون خزنة جهنم؛ أي ليس الأمر كما يقول من زعم أنه يقاوم خزنة النار. ثم أقسم على ذلك جل وعز بالقمر وبما بعده، فقال {والليل إذا أدبر} أي ولى وكذلك {دبر}. وقرأ نافع وحمزة وحفص {إذ أدبر} الباقون {إذا} بألف و{دبر} بغير ألف وهما لغتان بمعنى؛ يقال دبر وأدبر، وكذلك قبل الليل وأقبل. وقد قالوا: أمس الدابر والمدابر؛ قال صخر بن عمرو بن الشريد السلمي: ولقد قتلناكم ثناء وموحدا ** وتركت مرة مثل أمس الدابر ويروي المدبر. وهذا قول الفراء والأخفش. وقال بعض أهل اللغة: دبر الليل: إذا مضى، وأدبر: أخذ في الإدبار. وقال مجاهد: سألت ابن عباس عن قوله تعالى {والليل إذا دبر} فسكت حتى إذا دبر قال: يا مجاهد، هذا حين دبر الليل. القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة المدثر - الآية 45. وقرأ محمد بن السميقع {والليل إذا أدبر} بألفين، وكذلك في مصحف عبدالله وأبي بألفين. وقال قطرب من قرأ {دبر} فيعني أقبل، من قول العرب دبر فلان: إذا جاء من خلفي. قال أبو عمرو: وهي لغة قريش.

​​​​​​​مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ - خالد سعد النجار - طريق الإسلام

وقوله ـ سبحانه ـ: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذًا مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْـمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا** [النساء: 140]. قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ: «وفي هذه الآية، الدلالة الواضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتدعة والفسقة، عند خوضهم في باطلهم» (1) ، وحديث: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء» لا يخفى على أحد. والذي يُقحم نفسه في هذه المجالس وما يكتبه أهلها؛ فلا شك أنه قد غامر بنفسه وعقيدته، والسلامة بعيدة. قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «لا تجالس أهل الأهواء: فإن مجالستهم ممرضة للقلب» (2). وقال أبو الجوزاء: «لأن أجالس الخنازير أحب إليَّ من أن أجالس أحداً من أهل الأهواء» (3). وقال أبو قلابة: «لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تحادثوهم، فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون» (4). وقال شعيب بن الحبحاب: «قلت لابن سيرين: ما ترى في السماع من أهل الأهواء؟ قال: لا نسمع منهم ولا كرامة» (5).

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة المدثر - الآية 45

ولم نك نطعم المسكين} إلى قوله {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} قال عبدالله بن مسعود: فهؤلاء هم الذين يبقون في جهنم؛ وقد ذكرنا إسناده في كتاب التذكرة. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير

واترك ناجم الشَّرِّ حصيدًا، وباب الفتنة مُغلقًا، واعلم أنَّ الباطل نَسوف عَصوف ولو بعد حين، واعلم أنَّ مَن اتَّقى الله، وآثر رضاه، وطلب ما عنده، أمسكَ لسانه، وأطبق فاه، وغَلَّبَ عقله، ودينَه على هواه، وجعل سعْيَه للآخرة، وتذكَّر قوله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

يعني شفاء ابن سيناء في الفلاسفة» (18) ، ويقول فيه الذهبي ـ رحمه الله ـ: «وحُبّب إليه إدمان النظر في كتاب (رسائل إخوان الصفا)، وهو داء عضال، وجرب مرد، وسم قاتل، ولولا أن أبا حامد من كبار الأذكياء، وخيار المخلصين؛ لتلف». فالحذار الحذار من هذه الكتب! واهربوا بدينكم من شُبه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة، فمَنْ رام النجاة والفوز ليلزم العبودية، وليدمن الاستغاثة بالله، والله الموفق، فبحسن قصد العالم يُغفر له وينجو إن شاء الله (19). فلا تغتر بما عندك، فلست بأذكى من هؤلاء، ولست بأنسك من أيوب، ولا عندك علم ابن سيرين ولا أبي الجوزاء، والنجاة لا عوض لها فكيف تغامر بدينك، وقد علمت أن أناساً كان عندهم أكثر مما عندك من العلم ففتحوا هذا الباب على أنفسهم فضلُّوا؟! ولا يعني هذا ترك دعوتهم ووعظهم، ولكن ليس كلٌّ يصلح لذلك. فاللهم! أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]