وأما إذا كانت العبادات مما لا تداخل بينها أو كانت كلها مقصودة لذاتها فلا يصح التشريك كصيام القضاء أو المنذور مع الستة من شوال بنية التشريك، فهذا لا يصح لأن القضاء والنذر والستة من شوال كلها مقصودة لذاتها، وكما لو صادف يوم عاشوراء الخميس، فلا يصح أن ينوي الاثنين معاً فيجعل ذلك اليوم الواحد عن عاشوراء وسنة صيام الخميس، لكن للخروج من الخلاف في هذه الحالة ينوي يوم عاشوراء وحده لعدم صحة التشريك، ويُرجى له حصول ثواب سنة صيام الخميس، لكنه لا يكون مثل صيامه منفرداً. قال الطبلاوي في حاشيته على تحفة المحتاج: قال في النهاية: "وَلَوْ صَامَ فِي شَوَّالٍ قَضَاءً أَوْ نَذْرًا أَوْ غَيْرَهُمَا أَوْ فِي نَحْوِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ حَصَلَ لَهُ ثَوَابُ تَطَوُّعِهَا كَمَا أَفْتَى بِهِ الْوَالِدُ رحمه الله تعالى تَبَعًا للبارزين والأسفون والناشرين وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَغَيْرِهِمْ لَكِنْ لَا يَحْصُلُ لَهُ الثَّوَابُ الْكَامِلُ الْمُرَتَّبُ عَلَى الْمَطْلُوبِ".
أما الرأي الآخر فلا يجوز الصيام بنيتين، وهذا ما ذهب إليه عَنْ الْحَسَنِ، وَالزُّهْرِيِّ، حيث كان يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَرِهَهُ. هل يجوز الجمع بين نيتين في صيام النوافل والقضاء؟. والجدير بالذكر أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، فقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ". ومن خلال الحديث السابق للنبي صلى الله عليه وسلم يمكننا القول بأنه لا يجوز صيام العشر من ذي الحجة بنيتين سواء كانت النية الأخرى بغرض القضاء أو حتى التطوع، وإن كان هناك قضاء فيكون في غير تلك الأيام. إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، لذلك النية هي دافع يسبق العبادة كي تتقبل من العبد، كالصلاة والصوم والصدقة والذكاة، وما إلى ذلك، فبدون استحضار النية لن يتقبل العمل. حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام العشر الأوائل من ذي الحجة: (ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة).
ومن هنا علينا القول بأن صيام تلك الأيام يعد من الأمور المستحبة، والعبادة التي تقرب العبد من ربه. لكن صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ليس بفرض على كل مسلم ومسلمة، لأنه لا يوجد آية قرآنية أو حديث شريف ينص على فريضة صيام هذه الأيام. ويعزز المسلم تقربه من الله عز وجل في هذه الأيام بحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، والصيام، والصدقات، والزكاة، وقراءة القرآن الكريم. والجدير بالذكر أن هذه الأيام تستجاب فيها الدعوات وقبول التوبة، لأن أبواب السماء تكون مفتوحة للعباد، وخاصة في يوم عرفة. فضل صيام العشر من ذي الحجة كما ذكرنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة: "ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة"، وتوصلنا إلى أن صوم هذه الأيام ليس فريضة كصوم شهر رمضان المبارك مثلا، لكنها من أحب الأيام إلى الله عز وجل. فيكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف فضل صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة بأنه يفوق فضل الجهاد والتطوع في سبيل الله. حيث قال عبد الله بن العباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).
قال تعالى (الحج أشهر معلومات) ومن بينهم اختار الله يوم عرفة ويقصد الله عز وجل به أيام معلومات أي العشر الأوائل من شهر ذو الحجة. وقال عز وجل (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات). كما قال ابن عباس رضي الله عنه يقصد بالأيام المعلومات وهم العشر من ذو الحجة الشهر الحرم. كما أقسم بهم الخالق في كتابه الكريم وعلى عظيم أجرهم وفضلهم. وكذلك علو شأنهم قال تعالى (وليال عشر) أي تم ذكرهم في عدة سور من كتاب الله عز وجل. والتي لهم عظيم الفضل بهم من أعمال وذكر وتسبيح وغيرها من أدعية. من فضل يوم عرفة عند الله على مدار العام والتي تم تفضيل الأعمال الخيرية فيه والإلحاح في الدعاء والتلبية. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ما من عمل أزكي عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) قال تعالي (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) حيث أن يوم عرفة يليه مباشرة يوم العيد وهو لأهل الموقف أي الحجيج. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب) اقرأ أيضًا: لماذا نصوم يوم عرفة خاتمة: هل يصوم الحاج يوم عرفة وما الادعية التي يجب قولها وفضل ذلك اليوم كلها معلومات تم ذكرها وللمزيد من المعلومات ليوم عرفة قم بزيارة مجلة البرونزية.
بقلم: صالح الطبور في يوم الحادي والعشرين من أذار من كل عام يستذكر الناس الأم بيوم الأم في الوطن العربي في هذا اليوم كم من عاق يدعي حبها وكم من أم ماتت قتلا أو وضعت بدار المسنين هل البر يكون في يوم مخصص فقط. إن الإسلام جعل للأم مكانة رفيعة وجعل لها في كل يوم عيد وأوصى ببرها على مدار الحياة قال تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ). ما أجمل دعاء الأم في كل صباح الله يوفقك يا يمه الله يرضى عليك الله يحبب خلقه فيك...... رب اوزعني ان اشكر نعمتك دعاء. دعوات أجمل من الذهب وأغلى من الألماس والذ من العسل نحتاجها في كل يوم وإن لم تسمعها تشعر أنك قد فقدت شيء عظيم. إن بر الأم لا يكون على المواقع فقد بل لابد من الواقع بحسن المعاملة والتلطف وحسن الكلام والتودد لها أسال الله أن يحفظ امهاتنا وأن يرحم كل أم فارقت الحياة. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ { حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً}: وصى سبحانه عباده بالإحسان والبر بالوالدين وخص بالذكر ما تعانيه الأم من متاعب وآلام في سبيل ولادة الأبناء فمن الأحرى أن يحسن إليها ولدها وخاصة في نهاية عمرها فكما حملته وتحملته في أشد حالات ضعفها عليه أن يحملها على رأسه وفي قلبه ويبرها وكذلك الوالد الذي نذر نفسه وحياته ووقفها على أسرته. حتى إذا بلغ الإنسان عامه الأربعين وقد تحمل من خبرات الحياة ومن مقدرات العيش والقوى ما حمل, فعليه وهو في أوج قوته أن يشكر لله نعمته وأن يبادر بالصالحات من الأعمال وينأى بنفسه عن المنكرات فلا يبارز الله بنعمه ويسأل الله هداية الذرية فهي خير امتداد لأعماله الصالحة من بعده وأن يراجع نفسه ويسارع بالتوبة من كل ذنب فقد بلغ مبلغاً اقتربت معه النهاية ويالها من نهاية سعيدة تلك نهاية التائب الآيب العائد إلى الله الطائع المقبل على الصالحات من الأعمال حتى آخر أنفاسه. هؤلاء من يتقبل الله منهم الصالحات ويغفر لهم الزلات ويرفع لهم الدرجات.