عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تَعَاهَدُوا هَذا الْقُرْآنَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا ". ما صحة حديث: «بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن»؟. * * * القرآن الكريم كتاب هداية ومنهج حياة، بين الله فيه للناس ما يجب لهم وما يجب عليهم، وما يحل لهم وما يحرم عليهم، وذلك في قواعد كلية يندرج تحتها كل ما جد ويجد من شئون الحياة، فما من صغيرة ولا كبيرة يحتاج الناس إليها إلا شملها تشريعه ووسعها بيانه. { كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (سورة هود:1). وهو الكتاب المهيمن على سائر الكتب السماوية، جمع ما تفرق منها، وصحح ما حرفته الأيدي العابثة، وأظهر ما أنكرته القلوب المريضة، ورد إليها قداستها بعد أن استخفت بها النفوس الأمارة بالسوء وذلك بأسلوبه البياني المعجز. فعرف منه أهل الحق ما أدخله فيها أهل الباطل من زيف وضلال، فصار القرآن ميزاناً لهذه الكتب السماوية يزنون به ما جاء فيها من أحكام وأخبار، فما كان موافقاً له كان صحيحاً، وما كان مخالفاً كان رداً على من أتى به إذ الكتب السماوية كلها قد خرجت من مشكاة واحدة لتعبر عن دين واحد هو الإسلام.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لَوْ أَنـزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)... الآية، يعذر الله الجبل الأصمّ، ولم يعذر شقيّ ابن آدم، هل رأيتم أحدًا قط تصدّعت جوانحه من خشية الله (وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ) يقول تعالى ذكره: وهذه الأشياء نشبهها للناس، وذلك تعريفه جلّ ثناؤه إياهم أن الجبال أشدّ تعظيمًا لحقه منهم مع قساوتها وصلابتها. وقوله: (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) يقول: يضرب الله لهم هذه الأمثال ليتفكروا فيها، فينيبوا، وينقادوا للحق.
وفضائل القرآن على سائر الكتب السماوية أكثر من أن تحصى فلا نطيل الكلام فيها هنا. ولكن ينبغي أن نبادر إلى القول بأن حفظه من أجل السنن وأسماها، بل إن حفظه فرض كفاية – إذا قام به البعض سقط عن الباقين. وحفظ بعضه بالقدر الذي تؤدي به الصلاة واجب على كل مسلم قادر على الحفظ.
قال العوفي: عن ابن عباس في قوله: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا) إلى آخرها ، يقول: لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه ، لتصدع وخشع من ثقله ، ومن خشية الله. فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع. ان هذا القرآن يهدي للتي. ثم قال: كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون. وكذا قال قتادة ، وابن جرير. وقد ثبت في الحديث المتواتر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما عمل له المنبر ، وقد كان يوم الخطبة يقف إلى جانب جذع من جذوع المسجد ، فلما وضع المنبر أول ما وضع ، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ليخطب فجاوز الجذع إلى نحو المنبر ، فعند ذلك حن الجذع وجعل يئن كما يئن الصبي الذي يسكن ، لما كان يسمع من الذكر والوحي عنده. ففي بعض روايات هذا الحديث قال الحسن البصري بعد إيراده: " فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجذع ". وهكذا هذه الآية الكريمة ، إذا كانت الجبال الصم لو سمعت كلام الله وفهمته ، لخشعت وتصدعت من خشيته فكيف بكم وقد سمعتم وفهمتم ؟ وقد قال تعالى: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) الآية [ الرعد: 31].
فالتعاهد لفظ يقتضي المشاركة، فكأنه بتجديد تلاوته يعاهد القرآن أن يستمر في حفظه، ويعاهده القرآن أن يكون له مجيباً. وفي رواية للبخاري: " اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإنَّه أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ ". ومعنى " اسْتَذْكِرُوا ": واظبوا على تلاوته واطلبوا ذكره. فهو بمعنى "تَعَاهَدُوا". وقوله: " لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلتاً " أي أسرع انصرافاً عن الذاكرة، فهو نعمة من أجل النعم، والنعمة تستدعي المحافظة عليها باستذكارها وترك التغافل عنها. وقد شبه تفلته بتفلت الأبل من عقلها، وهو تشبيه منتزع من الواقع المشاهد عندهم في شبه الجزيرة العربية، والتشبيه يجسد المعاني، ويبرزها في صور محسة حتى تتضح غاية الاتضاح. ان هذا القران يهدي للتي هي. "والعقل" – بضم العين والقاف – جمع عقال، وهو ما يربط به البعير. وفي رواية: "بعقلها" ، و: "من عقلها" والمعنى متقارب. وقد أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بالقسم الذي اعتاده في توكيد كل أمر عظيم. وهو قوله: " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ "، ولا يخفى ما في هذا القسم من التسليم لله في الأمر كله، وإظهار الخضوع إليه والتواضع لعظمته، وتمام الافتقار إلى خالقه ومولاه جل شأنه.
(كادر) أسّست لميس مدني علامتها التجاريّة "نعانيع" يهدف إلى إحياء الموروث المديني عبر تحضير الشاي وشربه، تقوم فكرتها على جمع الأعشاب العطرية التي تنمو في بساتين المدينة المنوّرة الخصبة، وتجفيفها وتعبئتها بطريقة عصرية ، للحصول على منتج عالي الجودة بطريقة عصرية وسهلة الاستخدام، شاركت لميس بعلامتها التجارية "نعانيع" في فعاليات مهرجان "الشاي والقهوة الأول حول العالم" والذي نظمته الجمعية الأولى بمدينة جدة مؤخرا، وحاز"نعانيع" على تقة وإعجاب زوار المعرض كمنتج صحي وطبيعي 100%.
© 2022 - جميع الحقوق محفوظة لموقع مشاهير
ما هي نعانيع وما معناها وما علاقتها بالمدينة المنورة ؟ نعانيع هو اسم لتوليفة الأعشاب العطرية التي تنمو في بساتين المدينة المنورة مثل (الحبق، الدوش، العطرة... غيرها) التي توضع في فنجان الشاي أو داخل البراد لتحسين وإضافة طعم مميز للشاي، كبرنا وكبرت معنا عادة فنجان الشاي بالنعانيع العطرية المختلفة من بركة أرض المدينة الطيبة.. وكبرت معنا هذه الصورة النمطية عن طعم وريحة الشاي بالنعانيع المشكلة. واليوم، و من وحي هذا التراث، اتولدت فكرة المنتج (نعانيع). ويعتبرمنتج نعانيع المدينة حلقة الوصل بين اليوم و بين ذكريات و طقوس شرب الشاي لأهل أول... صحة المدينة المنورة - مشاهير. وهي عباره عن مجموعة حكايات تبدأ من طريقة التجهيز ( نصبه الشاهي التي تحتوي على السماور، وأنواع النعناع المديني المشكل) وطريقة التحضير(عمل الخلطات المختلفه من التلقيمات العطرية) والتقديم ( الطعم عبارة حزمة من المشاعر و الذكريات الجميلة) من خيرات وبركات المدينة المنورة. اليوم نجد مشاكل الشاي بالنعانيع تتركز في اختلاف جودة، وطعم توليفة الأعشاب الطازجة في طريقة الزراعة و مصدرها، و استمرارية اختلاف الطعم بحسب التوليفة و كميتها. و عدم سهولة الوصول و تخزين توليفة الأعشاب الطازجة، ومع تسـارع نمط الحياة العصرية أصبح الجميع بحاجة لمنتجات عملية وسهلة توفر عليهم الوقت والجهد ليتمكنوا من الإنجاز أكثر خلال يومهم.
جميع الحقوق محفوظة © 2022 أراجيك
حيث كانت و لازالت عادة فنجان الشاي بطعم وريحة النعانيع العطرية المشّكلة من بركة أرض المدينة الطيبة هي جزء من تراث أهل أول.