موقع شاهد فور

ويسبح الرعد بحمده – لاينز

June 16, 2024

وروى مالك عن عامر بن عبد الله عن أبيه أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحانه الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ، ثم يقول: إن هذا وعيد لأهل الأرض شديد. وقيل: إنه ملك جالس على كرسي بين السماء والأرض ، وعن يمينه سبعون ألف ملك وعن يساره مثل ذلك; فإذا أقبل على يمينه وسبح سبح الجميع من خوف الله ، وإذا أقبل على يساره وسبح سبح الجميع من خوف الله. ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ذكر الماوردي عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب ومجاهد: نزلت في يهودي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبرني من أي شيء ربك; أمن لؤلؤ أم من ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأحرقته. ويسبح الرعد بحمده تفسير. وقيل: نزلت في بعض كفار العرب; قال الحسن: ( كان رجل من طواغيت العرب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - نفرا يدعونه إلى الله ورسوله والإسلام فقال لهم: أخبروني عن رب محمد ما هو ، ومم هو ، أمن فضة أم من حديد أم نحاس ؟ فاستعظم القوم مقالته; فقال: أجيب محمدا إلى رب لا يعرفه! فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه مرارا وهو يقول مثل هذا; فبينا النفر ينازعونه ويدعونه إذ ارتفعت سحابة فكانت فوق رءوسهم ، فرعدت وأبرقت ورمت بصاعقة ، فأحرقت الكافر وهم جلوس; فرجعوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستقبلهم بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: احترق صاحبكم ، فقالوا: من أين علمتم ؟ قالوا: أوحى الله إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ويسبح الرعد بحمده - ووردز

قوله: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ [الرعد:11] هذا اللفظ يحتمل وجهين، رجح أحدهما إمام المفسرين ابن جرير الطبري ، ورجح الجمهور الوجه الثاني، والكل يحتمله اللفظ. لَهُ [الرعد:11] أي: لله عز وجل مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [الرعد:11] أي: ملائكة، يحفظوننا ليل نهار، لو تركنا بدونهم لتخطفتنا الشياطين والجان، لكن من فضل الله تعالى أن جعل لنا معقبات من بين أيدينا ومن خلفنا يحفظوننا من أمر الله. قوله: مِنْ أَمْرِ اللَّهِ [الرعد:11] أمر الله: خلقه للجان والشياطين الذين يؤذون، ومن أراد الله أن يصاب يصاب، لكن من أجل أن نأمن ونكون آمنين جعل لنا ملائكة يحفظوننا، وإلا فسنعيش خائفين، ترتعد فرائصنا. ونظيره والمقابل له: للإنسان المالك والسلطان معقبات من جيوش وحرس يحفظونه من أمر الله، متى أراد الله أن يحفظ، فإذا أراد أن يهلك لا يغني عنه حرس، ولا جيش، ولا شيء. نعم. ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. الملك، السلطان، ذو المال يأمن إذا وضع له حرس، وتطمئن نفسه، ولكن ليس معنى هذا أنه يخرج عما كتب الله وقدر، والله ما كان، ولهذا بعض المتوكلين على الله لا يقبلون ذلك لعلمهم بما يقع، ولكن من باب سنة الله عز وجل -كما قدمنا- يجعل لنا ملائكة بالليل وملائكة بالنهار يحرسوننا، فإذا شعرنا، وعلمنا أننا محروسون من قبل الملائكة لا نخاف، ولا ترتعد فرائصنا، فنمشي، ونقعد، ونعمل، ونحن آمنون بأننا محروسون من قبل الله عز وجل، عشرة ملائكة، فكذلك ذو السلطان أو الجاه إذا وضع له حرساً يأمن، فلا يعيش يرتعد خائفاً، ولكن هل هذا يغني عنه من الله شيئاً؟ لا يغني.

وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ (13) { وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ} وهو الصوت الذي يسمع من السحاب المزعج للعباد، فهو خاضع لربه مسبح بحمده، { و} تسبح { الْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} أي: خشعا لربهم خائفين من سطوته، { وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ} وهي هذه النار التي تخرج من السحاب، { فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} من عباده بحسب ما شاءه وأراده وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ أي: شديد الحول والقوة فلا يريد شيئا إلا فعله، ولا يتعاصى عليه شيء ولا يفوته هارب. فإذا كان هو وحده الذي يسوق للعباد الأمطار والسحب التي فيها مادة أرزاقهم، وهو الذي يدبر الأمور، وتخضع له المخلوقات العظام التي يخاف منها، وتزعج العباد وهو شديد القوة - فهو الذي يستحق أن يعبد وحده لا شريك له.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]