ولما لحق أبو الدرداء بجوار ربه رأى عوف بن مالك الاشجعى (صحابي من الشجعان الرؤساء ، كانت معه راية (أشجع) يوم الفتح ، نزل حمص وسكن دمشق) فيما يراه النائم مرجا أخضر فسيح الأرجاء وارف الأفياء فيه قبة عظيمة من أدم (جلد). حولها غنم رابضة لم تر العين مثلها قط ، فقال: لمن هذا؟ فقيل له: لعبد الرحمن بن عوف. فطلع عليه عبد الرحمن من القبة ، وقال له: يا بن مالك ، هذا ما أعطانا الله عز وجل بالقرآن ولو أشرفت على هذه الثنية (الطريق) لرأيت ما لم تر عينك وسمعت ما لم تسمع أذنك ووجدت ما لم يخطر على قلبك ، فقال ابن مالك: ولمن ذلك كله يا أبا محمد ، فقال: أعده الله عز وجل لأبي الدرداء لأنه كان يدفع عنه الدنيا بالراحتين والصدر.
أثر الرسول في تربيته كان للنبي صلي الله عليه وسلم الأثر الأكبر في تربية أبي الدرداء رضي الله عنه، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصيه كثيرًا بما يجلب عليه الخير في الدنيا والآخرة؛ ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر». وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي الدرداء رضي الله عنه فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق، فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه، فجسّ وسادة فإذا هي برذعة، وجسّ دثاره فإذا كساء رقيق. قال عمر رضي الله عنه: ألم أوسِّع عليك؟! ألم أفعل بك؟! افضل انواع الذكر القوليه التي كان النبي يداوم عليها - موقع محتويات. فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه: أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أيُّ حديث؟ قال: «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب». قال: نعم. قال: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ قال: فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا. من ملامح شخصية أبي الدرداء الزهد في الدنيا قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد، ما أقول: إن الله لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
كاتب الموضوع رسالة محمد الغزالى الضيفى محب عدد المساهمات: 85 تاريخ التسجيل: 31/03/2011 موضوع: دعاء ابى الدرداء رضى الله عنه الجمعة أبريل 01, 2011 1:36 pm بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد ناصر الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم وعلى اله وصحبه وسلم دعاء ابى الدرداء رضى الله عنه _____________________________ قيل لابى الدرداء رضى الله عنه "قد احترقت دارك وكانت النار قد وقعت فى محلته فقال ما كان الله ليفعل ذلك فقيل له ذلك ثلاثا وهو يقول ما كان الله يفعل ذلك ثم اتاه ات فقال يا ابا الدرداء ان النار حين دنت من دارك طفئت.
لم يترك أبو الدرداء التجارة فحسب وإنما ترك الدنيا ، وأعرض عن زينتها وزخرفها ، واكتفى منها بلقمة خشنة تقيم صلبه وثوب صفيق (خشن) يستر جسده فقد نزل به جماعة فى ليلة شديدة القر (البرد) قاسية البرد ، فأرسل إليهم طعاما ساخنا ولم يبعث إليهم باللحف ، فلما هموا بالنوم جعلوا يتشاورون فى أمر اللحف ، فقال واحد منهم: أنا أذهب إليه وأكلمه فقال له آخر: دعه فأبى ومضى حتى وقف على باب حجرته فرآه قد اضطجع ، وامرأته جالسة قريبا منه ليس عليها إلا ثوب خفيف لا يقى من حر ولا يصون من برد. فقال الرجل لأبي الدرداء: ما أراك بت إلا كما نبيت نحن ، أين متاعكم فقال: لنا دار هناك نرسل إليها تباعا كل ما نحصل عليه من متاع ، ولو كنا استبقينا فى هذه الدار شيئا منه لبعثنا به إليكم ، ثم إن فى طريقنا الذى سنسلكه إلى تلك الدار عقبة كؤودا (صعبة المرتقى) المخف فيها خير من المثقل ، فأردنا أن نتخفف من أثقالنا علنا نجتاز ، ثم قال للرجل: أفهمت فقال: نعم فهمت وجزيت خيرا. وفى خلافة الفاروق رضوان الله عليه أراد من أبى الدرداء أن يلى له عملا في الشام فأبى ، فأصر عليه فقال أبو الدرداء: إذا رضيت منى أن أذهب إليهم لأعلمهم كتاب ربهم ، وسنة نبيهم وأصلى بهم ذهبت ، فرضى منه عمر بذلك ، ومضى هو إلى (دمشق) فلما بلغها وجد الناس قد أولعوا بالترف وانغمسوا فى النعيم ، فهاله ذلك ودعا الناس إلى المسجد فاجتمعوا عليه فوقف فيهم.
قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ. فنام ثم ذهب يقوم، فقال: نَمْ. فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه". فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان». موقفه مع أبي بن كعب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا على المنبر، فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب، فقلت له: يا أبيّ، ومتى أنزلت هذه الآية؟ قال: فأبى أن يكلمني. ثم سألته، فأَبَى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبيّ رضي الله عنه: ما لك من جمعتك إلا ما لغيت. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته، فقلت: أَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنك تلوت آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب، فقلت له: متى أنزلت هذه الآية؟ فأبى أن يكلمني، حتى إذا نزلتَ زعم أبيّ رضي الله عنه أنه ليس لي من جمعتي إلا ما لغيت. فقال: «صدق أبيّ، إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ». من مواقفه مع التابعين موقفه مع أهل الشام عن الضحاك قال: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا أهل دمشق، أنتم الإخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء، ما يمنعكم من مودتي، وإنما مؤنتي على غيركم، ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجُهّالكم لا يتعلمون، وأراكم قد أقبلتم على ما تُكفّل لكم به، وتركتم ما أمرتم به، ألا إن قومًا بنوا شديدًا، وجمعوا كثيرًا، وأمَّلُوا بعيدًا، فأصبح بنيانهم قبورًا، وأملهم غرورًا، وجمعهم بورًا، ألا فتعلّموا وعلِّموا؛ فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما".