موقع شاهد فور

مقطع عجيب .. ما اضعف الانسان هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ! - Youtube

June 28, 2024

هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا (1) يعني جلّ ثناؤه بقوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ) قد أتى على الإنسان، وهل في هذا الموضع خبر لا جحد، وذلك كقول القائل لآخر يقرّره: هل أكرمتك؟ وقد أكرمه؛ أو هل زرتك؟ وقد زاره، وقد تكون جحدا في غير هذا الموضع، وذلك كقول القائل لآخر: هل يفعل مثل هذا أحد؟ بمعنى: أنه لا يفعل ذلك أحد. والإنسان الذي قال جل ثناؤه في هذا الموضع: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ): هو آدم صلى الله عليه وسلم كذلك. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ) آدم أتى عليه ( حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) إنما خلق الإنسان ها هنا حديثا، ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان. هل اتى على الانسان حين من الدهر. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) قال: كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) قال: آدم.

[1] قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} الآية:1 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت

وإذا قلنا: إن الذكر هنا بمعنى القيمة والشأن فهو حينما كان طيناً لا قيمة له، وكذلك الإنسان حينما يكون نطفة وعلقة ومضغة لا قيمة له، النطفة مِّن مَّاء مَّهِينٍ [سورة المرسلات:20]، فالله يخبر عن الإنسان أنه مضى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، أي: قبل خلقه، قبل خلق جنس الآدميين كانوا في عالم العدم، لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ، وقبل خلق الإنسان المعين، يقول: أنت أيها المخلوق، أيها الإنسان المتكبر، لماذا تتكبر وقد كنت لا شيء؟! لم تكن شيئاً يذكر ثم صار حولك هالة، وصرت تعظم نفسك، وتريد من الناس أن يعظموك، وأن يقوموا لك في المجالس، وأن تخضع لك نفوسهم، وتذل رقابهم، لماذا هذا كله وأنت لم تكن شيئاً يُعبأ به أو يُكترث به أو يذكر؟! لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ، حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ غير محدد، قبل أن يخلق الإنسان، وحينما كان نطفة، كل ذلك لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم ابتدأ الله  خلقه، وأنشأه وسواه حتى تحول من العدم إلى هذا الخلق السوي العجيب.

في معنى “الدَّهر” في القرآنِ العظيم – التصوف 24/7

فالإنسانُ لا يريدُ أن يُصدِّقَ ما لا تريدُ له نفسُه أن يصدِّقَه! والإنسانُ إذ ينظرُ إلى ما تبقَّى من آثارِ آبائه الأولين فإنه لا يرى منها إلا عظاماً وتراباً ورفاتاً قد أكلَ الدهرُ عليها وشرب! وهذا في ظنِّ الإنسانِ هو كلُّ ما يتبقى منه بعد أن يموتَ ويهلك! ولقد فنَّدُ قرآنُ اللهِ العظيم ظنَّ الإنسانِ هذا ودحضَه بقولِه (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ) (4 ق). فالدهرُ إذ يمضي سنينَ وأعواماً وأحقاباً، فإنه لا يُهلكُ من الإنسانِ إلا ذاك الذي خُلِقَ من الترابِ وكان لابد وأن يعودَ إليه. أما ما هو ليس بذي صلةٍ بترابِ الأرضِ التي منها خُلِق، فلا قدرةَ للدهرِ على أن يُهلكَه وإن تطاولَ سنينَ وأعواماً وأحقاباً! ولذلك قال اللهُ تعالى في معرضِ دحضِه وتفنيدِه لزعمِ أولئك الذين ينكرون البعث: "وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الانسان. فاللهُ تعالى يحتفظُ بـ "شيءٍ من الإنسان"، وذلك من بعد أن يموتَ، في "كتابٍ حفيظ" يلبثُ فيه (هذا الشيء) حتى يومِ البعث. وهذا المعنى لكلمة "الدهر" في القرآنِ العظيم هو عينُ ما بوسعنا أن نتبيَّنَه بتدبُّرِ الآيةِ الكريمة (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا).

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الانسان

أما بالنسبة لذكر الله تعالى وعلمه ، فالبشر كلهم مذكورون في العلم الأزلي ، مكتوبون في اللوح المحفوظ ، وللرسل والأنبياء جميعا ذكر خاص في المرتبة العليا ، فهم أفضل البشر ، وذكرهم في علم الله تعالى يناسب رفيع مقام النبوة والرسالة التي وهبهم الله إياها.

ولهذا فالأصل اللغوي في معنى نطفةٍ أمشاجٍ، هي الماء القليل المحتوي على خليط من المواد أو المركبات الأخرى. [1] قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} الآية:1 - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. ما هي هذه المركبات والمواد، من الممكن ان نفترض أنها عضوية، أو منى الرجل وبويضة المرأة معًا، وهما ان كانا إثنان إلا أنهما يتكونان أيضًا من خليط مركبات عضوية، وهما ما يتكون الجنين من اجتماعهما، وعليه فمعنى نطفة إمشاج يصح كما قال المفسرون، ويصح أيضًا أن يكون ابتداء خلق الحياة – ومنها الإنسان – من ماء وخليط مركبات عضوية أو كربونية أو من أي مواد أخرى، أي هو الخليط الكيميائي الذي يعتقد العلماء أنه الذي نتج منه أول خلية حية. وقد وردت نطفة في الآيتين السابقتين من سورتي النجم والقيامة بالمعنى الذي يخص الحمل وتطور الجنين في الرحم لأنها حددت بأنها نتجت عن المني، ويمكن أن يكون خلق أو جعل الزوجين الذكر والأنثى، هو جعل أو خلق في الرحم، وهذا يبين مرحلة متأخرة في سلسلة الخلق ومستمرة، فمن المني والبويضة نطفة، وهذه الخلية النطفة من صفاتها أنها تنقسم على نفسها مرات عديدة، ثم تتعلق في جدار الرحم، فتكون علقة، فجنين إما ذكر أو أنثي. وعلى هذا المعنى، يكون معنى الآية 46 من سورة النجم: من نطفة إذا تُمنى البويضة.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]