مفردة اليأس تلك لا ترد في الكتاب السلوكي الذي تقرأ فيه قيادة المملكة، بل لا يُلحظ في اللغة التي تستخدمها لإبلاغ القريب والبعيد بقراراتها وتوجهاتها وسياساتها، ومن ضمن ذلك ما يتصل بنا نحن في لبنان، برغم أن لبنانيين كثر أصابهم اليأس والقنوط من أداء أصحاب السلطة والنفوذ والفعل والقرار في لبنان، ومن إمكانية حصول تعديل جذري في سلوكياتهم التي دمرت جلّ المقومات السيادية والاقتصادية والمالية والسياسية للبلد، وتكاد أن تدمر القليل الباقي منها. الصندوق السعودي الفرنسي الذي يشتمل على مبلغ يتراوح بين سبعين ومئة مليون دولار (وجلّها من المملكة في الواقع)، والذي وضعت آليات عمله في باريس بين وفد الرياض بقيادة المستشار اللامع نزار العلولا، ومعه السفير السعودي في بيروت اليقظ والمجتهد وليد البخاري، سيطلق من بيروت نفسها. وأهمية الأمر أكبر من حجم الأموال المرصودة لإعانة اللبنانيين على الدهر ونوائبه ومساعدتهم في تدبير بعض شؤونهم الخدماتية والحياتية بمختلف عناوينها، أهميته الأولى في كونه دلالة على أن عودة المملكة إلى لعب دورها الوازن في المعادلة الوطنية اللبنانية هي مدخل لإعادة ثقة المجتمع الدولي والمجموع العربي والجهات المانحة، دولاً ومؤسسات بلبنان، وذلك في بدئه وخلاصاته يثبت ويؤكد الدور التاريخي للمملكة إزاء لبنان وكونه حجر الرحى في بناء أي تحرك داعم وإيجابي إزاء أوضاعه ومشاكله وأزماته على مدى تاريخه الحديث.
الأحد 27/مارس/2022 - 11:29 م أحمد زكي في البيه البواب في مبنى عتيق بشارع معمل السكر في قصر العيني بوسط القاهرة، ترتسم ملامح عرفتها الشاشة المصرية جيدًا في فيلم «البيه البواب» جدران علقت بذاكرة المشاهدين لتمتزج مع بطلها الفنان الراحل أحمد زكي الذي مرّ من هنا في رحلة تصوير المسلسل قبل عقود. 17 عامًا منذ أن غادر الإمبراطور عالمنا في السابع والعشرون من مارس، كانت أنفاسه الأخيرة تغادر دنيا الفن الذي معه وله سنوات عمره راسمًا الابتسامة على شفاه الجمهور في الوطن العربي، وزيرًا في مرة، بوابًا في أخرى، رياضي رشيق في طلة أخرى، وغيرها من الأدوار التي قدم خلالها فن جعله على قيد الحياة بعد أن وارى جسده الثرى. صورة ابو سحاب زوج وجدان عبدالعزيز – بطولات. البيه البواب «البواب عبد السميع» كان حاضرًا في تلك العمارة التي تقع في حي جاردن سيتي الراقي، التفت الجماهير حول موقع التصوير لتشاهد معشوقها ونجم الشاشة الأول أحمد زكي وهو يرتدي جلبابه، مقنعًا بالعمامة، يعلو وجهه شارب طويل في شخصية اتقنها وعاشها في الفيلم. البية البواب حمدي الضوي كان واحدًا ممن وقفوا يشاهدون بلهفة، اقترب من عمارة شويكار ليسترق نظرات للنجم الأول في عصره لا زالت نظراته عالقة في ذاكرته، ليروي لـ«الدستور» أنها كانت سعيدة للغاية بالنسبة له كونه شاهد الفنان الذي استطاع أن يجسد حياة المصريين بفئاتهم المختلفة، ويقدم فن راقي ما زال يعيش في وجدان بني الوطن، مضيفًا أنه لا أحد يمكنه أن يحل محل «زكي»، وأن محاولات نسخ شخصيته؛ لن تُجدي نفعًا بالتأكيد.
عبدالله الغذامي: (وهذا معناه اننا دلفنا مع النص الجديد وبسببه الى عصر ثقافي جديد هو عصر القاريء ، ويكون الإبداع نفسه عملية قراءة للزمن وللكون ، وعاقد الربط ـ هنا ـ هو "التشريح" النصوصي ابداعاً وقراءة ، فالمبدع يشّرح ذاكرته الحضارية مستنداً الى حسه الجمعي بذاته وبعالمه الدائر فيه عطاءاً وأخذاً. والقاريء يشّرح النص بناءاً على "تلاحمه" معه ، بعد أن أصبح انبثاقاً لغوياً لعالمه الذي يشترك فيه مع "المبدع" ومع الموروث الرافد للإبداع ، ومع الحس الجمعي الذي صاغ فكره ووجدانه وتفاعل بهما مع النص. وهذا يعني أن النص عالم ينتصب أمام الزمن أو هو "مجرة من الإشارات" كما يقول التشريحيون) ، وعطفاً على هذا فان القصيدة الحديثة تحاول تنمية الوجدان ، لكي يصبح وجداناً جمعياً مثلما تحاول تهذيب العقل ليكون انفعالياً ، أي بمعنى أن شاعرنا سلمان داود محمد قد دجن العقل وروضه أن يكون انسانياً أو هو ترقية للعاطفة وترفيع لها لتكون انتظامية مهذبة ، وعبر طرح مشروعه الجديد في مواقع التواصل الإجتماعي إذ حاول أن يزاوج بين الصورة المجردة والصورة اللغوية المصنوعة خصيصاً في مختبرات شعرية هذا الشاعر ، وبالتالي خلق عولمة ثقافية لقصيدته ، وفتح لها نوافذ عديدة للقراءة بلغات العالم الأخرى ….