موقع شاهد فور

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله

June 28, 2024
لأن الاستغفار من الذنب إنما هو التوبة منه والندم ، ولا يعرف للاستغفار من ذنب لم يواقعه صاحبه ، وجه. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما أصر من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة ". 7863 - حدثني بذلك الحسين بن يزيد السبيعي قال: حدثنا عبد الحميد الحماني ، عن عثمان بن واقد ، عن أبي نصيرة ، عن مولى لأبي بكر ، عن أبي بكر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ ص: 226] فلو كان مواقع الذنب مصرا ، لم يكن لقوله "ما أصر من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة " ، معنى لأن مواقعة الذنب إذا كانت هي الإصرار ، فلا يزيل الاسم الذي لزمه معنى غيره ، كما لا يزيل عن الزاني اسم "زان " وعن القاتل اسم "قاتل " ، توبته منه ، ولا معنى غيرها. وقد أبان هذا الخبر أن المستغفر من ذنبه غير مصر عليه ، فمعلوم بذلك أن "الإصرار " غير المواقعة ، وأنه المقام عليه ، على ما قلنا قبل. واختلف أهل التأويل ، في تأويل قوله: " وهم يعلمون ". فقال بعضهم: معناه: وهم يعلمون أنهم قد أذنبوا. والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله عليه. 7864 - حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: أما "وهم يعلمون " ، فيعلمون أنهم قد أذنبوا ، ثم أقاموا فلم يستغفروا.

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله عليه

تلقت دار الافتاء سؤال نصه كالتالي: لي صديق يبلغ من العمر حوالي 36 سنة، وقد ارتكب وهو صبي عدة كبائر: منها الزنا، وشرب الخمر، والقمار، والحصول على أموال وأشياء ليست من حقه، ولا يستطيع ردها؛ لأنه غير قادرٍ ماديًّا.

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله على

[٢٢] يدخل المؤمنون الجنّة يوم القيامة بفضل الله -تعالى- ورحمته لا بأعمالهم، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ). [٢٣] يُخرج الله -تعالى- من النار يوم القيامة كلّ من كان في قلبه ذرّةً من الإيمان، حيث يأمر الله ملائكته: (فيقو:لُ اذهبوا فلا تدَعوا في النَّارِ أحدًا في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ إيمانٌ إلَّا أخرجتُموهُ، قال: فلا يبقى إلَّا من لا خيرَ فيهِ). والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - الجبهة السلفية. [٢٤] يرحم الله -تعالى- عباده يوم القيامة، فيُخرج من النار أناساً لم يفعلوا الخير قطّ في دنياهم، قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (فيقول الله عز وجل، شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوماً لم يعملوا خيراً قط قد عادوا حمماً). [٢٥] قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (لو يعلَمُ الكافرُ ما عندَ اللهِ مِن الرَّحمةِ ما قنَط مِن جنَّتِه أحَدٌ). [٢٦] قال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-: (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها).

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله عليه وسلم

ثم ذكر اعتذارهم لربهم من جناياتهم وذنوبهم، فقال: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم} أي: صدر منهم أعمال [سيئة] كبيرة، أو ما دون ذلك، بادروا إلى التوبة والاستغفار، وذكروا ربهم، وما توعد به العاصين ووعد به المتقين، فسألوه المغفرة لذنوبهم، والستر لعيوبهم، مع إقلاعهم عنها وندمهم عليها، فلهذا قال: { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}

والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا ه

والفاحشة الفَعلة المتجاوزة الحدّ في الفساد ، ولذلك جمعت في قوله تعالى: { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} [ النجم: 32] واشتقاقها من فَحُش بمعنى قال قولاً ذميماً ، كما في قول عائشة: «لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحّشاً» ، أو فعلَ فعلاً ذميماً ، ومنه { قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} [ الأعراف: 28]. ولا شك أنّ التَّعريف هنا تعريف الجنس ، أي فعلوا الفواحش ، وظلمُ النفس هو الذنوب الكبائر ، وعطفها هنا على الفواحش كعطف الفواحش عليها في قوله: { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} [ النجم: 32]. وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ | البوابة. فقيل: الفاحشة المعصية الكبيرة ، وظلم النَّفس الكبيرة مطلقاً ، وقيل: الفاحشة هي الكبيرة المتعدية إلى الغير ، وظلم النَّفس الكبيرة القاصرة على النَّفس ، وقيل: الفاحشة الزنا ، وهذا تفسير على معنى المثال. والذكر في قوله: { ذكروا الله} ذكر القلب وهو ذِكر ما يجب لله على عبده ، وما أوصاه به ، وهو الَّذي يتفرّع عنه طلب المغفرة؛ وأمّا ذكر اللّسان فلا يترتّب عليه ذلك. ومعنى ذكر الله هنا ذكر أمره ونهيه ووعده ووعيده. والاستغفار: طلب الغَفْر أي الستر للذنوب ، وهو مجاز في عدم المؤاخذة على الذنب ، ولذلك صار يعدّي إلى الذنب باللام الدالة على التَّعليل كما هنا ، وقوله تعالى: { واستغفر لذنبك} [ غافر: 55].

والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم – ومن يغفر الذنوب إلا الله؟ – ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون.. والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها. ولكن سماحة هذا الدين لا تطرد من يهوون إليها، من رحمة الله. ولا تجعلهم في ذيل القافلة.. قافلة المؤمنين.. إنما ترتفع بهم إلى أعلى مرتبة.. مرتبة المتقين.. يالسماحة هذا الدين! إن الله – سبحانه – لا يدعو الناس إلى السماحة فيما بينهم حتى يطلعهم على جانب من سماحته – سبحانه وتعالى – معهم. ليتذوقوا ويتعلموا ويقتبسوا: إن المتقين في أعلى مراتب المؤمنين.. ولكن سماحة هذا الدين ورحمته بالبشر تسلك في عداد المتقين "الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم".. وَالَّذينَ إِذا فَعَلوا فاحِشَةً أَو ظَلَموا أَنفُسَهُم ذَكَرُوا اللَّهَ | القارئ: منصور السالمي - YouTube. والفاحشة أبشع الذنوب وأكبرها. مرتبة المتقين.. على شرط واحد. شرط يكشف عن طبيعة هذا الدين ووجهته.. أن يذكروا الله فيستغفروا لذنوبهم، وألا يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أنه الخطيئة، وألا يتبجحوا بالمعصية في غير تحرج ولا حياء.. وبعبارة أخرى أن يكونوا في إطار العبودية لله، والاستسلام له في النهاية. فيظلوا في كنف الله وفي محيط عفوه ورحمته وفضله. إن هذا الدين ليدرك ضعف هذا المخلوق البشري الذي تهبط به ثقلة الجسد أحيانا إلى درك الفاحشة، وتهيج به فورة اللحم والدم فينزو نزوة الحيوان في حمى الشهوة، وتدفعه نزواته وشهواته وأطماعه ورغباته إلى المخالفة عن أمر الله في حمى الاندفاع.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]