الرحمة صفة لله عز وجل، وهي أكثر ما ورد في القرآن الكريم، نحو قوله عز وجل: { ورحمتي وسعت كل شيء} (الأعراف:156)، وقوله سبحانه: {وربك الغني ذو الرحمة} (الأنعام:133). الرحمة بمعنى (الجنة)، قوله تعالى: {أولئك يرجون رحمة الله} (البقرة:218). الرحمة بمعنى (النبوة)، قوله سبحانه: {والله يختص برحمته من يشاء} (البقرة:105)، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يختص برحمته: أي: بنبوته، خصَّ بها محمداً صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: {وآتاني رحمة من عنده} (هود:28). الرحمة بمعنى (القرآن)، قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} (يونس:58). فـ (الرحمة). الرحمة بمعنى (المطر)، قوله تعالى: {وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته} (الأعراف:57)، قوله عز وجل: {فانظر إلى آثار رحمة الله} (الروم:50). فوائد الرحمة وآثارها. الرحمة بمعنى (النعمة والرزق)، قوله سبحانه: {أو أرادني برحمة} (الزمر:38)، وقوله أيضا: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} (الإسراء:100)،وقوله عز وجل: {ما يفتح الله للناس من رحمة} (فاطر:2). الرحمة بمعنى (النصر)، من ذلك قوله تعالى: {قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة} (الأحزاب:). الرحمة بمعنى (المغفرة والعفو)، قوله تعالى: {كتب ربكم على نفسه الرحمة} (الأنعام:54)، وأيضاً قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} (الزمر:53)، أي: لا تيأسوا من مغفرته وعفوه.
(٤) رواه الترمذي (٢٥١٨)، والنسائي (٥٧١١). وقال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه النووي في ((المجموع)) (١/ ١٨١)، وصححه الوادعي في ((الصحيح المسند)) (٣١٨). (٥) رواه البخاري (٢٠٧٩)، ومسلم (١٥٣٢). (٦) ((المدارج)) (٢/ ٣١٥). (٧) ((الرائد... دروس في التربية والدعوة)) لمازن بن عبد الكريم الفريح (٣/ ٢٥٥). بتصرف يسير.
تابع " فوائد الاستقامة وآثارها في الدارين " ثالثًا: البشارة والتطمين ومغفرة الذنوب: وذلك بحسن الخاتمة عند الوفاة والممات؛ فالفاجر والفاسق والكافر يكون نزع روحه شديد، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم كنزع الشوك من الصوف المبلول، وسكرات الموت عليه عظيمة، تبشره الملائكة بالعذاب فيجتمع عليه الأذى والعذاب الحسي والمعنوي ( كما في حديث البراء ابن عازب الصحيح الذي رواه أحمد في المسند وصححه الذهبي وابن القيم والألباني). أما المستقيم على شرع الله... تابع " فوائد الاستقامة وآثارها في الدارين " - الكلم الطيب. فتأتيه الملائكة أن لا تحزن على ما مضى ولا تحزن على أولادك وأهلك ومالك، فالله سيحفظهم؛ ولا تخف على ما يأتيك ويستقبلك من أحوال سواء في القبر أو بعده، ثم تبشره بجنة عرضة السماوات والأرض ( كما في حديث البراء السابق) فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين!! وتخبره أن له ما يشتهي ويريد فيها؛ لأن الله وعده بذلك. وكل هذا كرم وفضل وضيافة من الله الغفور الرحيم، وتأمل معي قوله تعالى في وصف هذا المشهد العظيم، الذي يأخذ بمجامع القلوب، ويلين القلب القاسي، ويهد ويحطم الجبال الرواسي: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ " [فصلت: 30، 31].
التسامح من فوائد صوم رمضان أنه يعمل على الحد من الحقد والغل والخصام بين أفراد العائلة والمجتمع، ويحرص الكثيرين على تصفية الخصومات والتحلي بروح الجماعة وفتح القلوب المنغلقة بمفاتيح التسامح. وتنعكس هذه الخصال الجميلة على سلوك الفرد في المجتمع، ويحرص البعض على أن تكون المسافات بينه وبين الآخرين بلون الثلج الأبيض النقي. تجعل الأفراد يتحلون بروح التسامح والإنسانية، وإبراز الفطرة الطيبة التي خلقنا الله بها، وأننا مهما وصلنا لمرحلة غضب فينطفئ الغضب في لحظة ونعود أصفياء. يحرص الأشخاص في رمضان على استقبال الشهر الفضيل بقلوب خالية من المشاحنات والكراهية والعفو عن كل من أساؤوا لهم. حسن الخلق يربي الصوم الإنسان على حسن الخلق، والتحلي بالروح والأخلاق الكريمة مع الجميع. من فوائد الصوم أنه يربي إنسانا فاضلا لا يخضع لهواه، بل لخالقه. تحلي النفس بالصبر والثبات والعزيمة القوية من خلال منع رغباتها، والقيام بالأعمال الصالحة التي تعود بالنفع على البشرية والمجتمع. يتحلى الفرد بكل الصفات والخصال الجميلة ويتعود عن البعد عن كل ما يغضب الله حتى بالقول الفاحش والألفاظ البذيئة وغيرها، وقال سيدنا محمد (فإنِ امرؤ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ إنِّي صائمٌ.