العام الهجري: 1 ق هـ الشهر القمري: ذو الحجة العام الميلادي: 622 تفاصيل الحدث: في العام الثالث عشر وفي الوقت الذي اطمأن المسلمون المهاجرون بين إخوانهم الأنصار في المدينة المنورة، وبقاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مكة يُلاقي عنت قريش وأذاها، قدِمَ وفد من الأنصار في موسم الحج فبايعوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيعة العقبة الثانية، والتي تعرف في السيرة النبوية ببيعة العقبة الكبرى (1). عن جابرٍ قال: مكث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بمكَّةَ عشرَ سِنينَ يَتْبَعُ النَّاسَ في منازلِهم بعُكاظٍ ومَجَنَّةَ، وفي المَواسمِ بمِنًى، يقول: مَن يُؤْوِيني؟ مَن يَنصُرني حتَّى أُبَلِّغَ رسالةَ رَبِّي وله الجَنَّةُ. حتَّى إنَّ الرَّجلَ لَيخرُجُ مِنَ اليمنِ أو مِن مُضَرَ، فيأتيه قومُه فيقولون: احْذرْ غُلامَ قُريشٍ لا يَفْتِنُكَ. ويمشي بين رجالِهم وهُم يُشيرون إليه بالأصابعِ حتَّى بعثنا الله إليه مِن يَثْرِبَ فآوَيناهُ وصدَّقناهُ، فيخرُج الرَّجلُ مِنَّا فيُؤمِنُ به ويُقرِئُهُ القُرآنَ فيَنقلِبُ إلى أهلهِ فيُسلِمون بإسلامهِ، حتَّى لمْ يَبْقَ دارٌ مِن دورِ الأنصارِ إلَّا وفيها رَهطٌ مِنَ المسلمين يُظهِرون الإسلامَ، ثمَّ ائْتَمروا جميعًا فقُلنا: حتَّى متى نَترُك رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُطْرَدُ في جبالِ مكَّةَ ويخافُ.
قال فقُمنا إليه فبايَعناهُ فأخذ علينا وشَرَطَ ويُعطينا على ذلك الجنَّةَ(2). لقد بايع رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم ـ في بيعة العقبة الثانية من الأوْس والخزْرج ثلاثة وسبعون رجُلاً، وامرأتان وهما: أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنيَّة وأم منيع أسماء بنت عمرو بن عدي - رضي الله عنهما ـ. قال ابن إسحاق: " فجميع من شهد العقبة من الأوس والخزرج ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان منهم، يزعمون أنهما قد بايعتا، وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يصافح النساء ، إنما كان يأخذ عليهن، فإذا أقررن، قال: اذهبن فقد بايعتكن ". (3) _______________________________ (1) الشبكة الإسلامية (2) الدرر السنية (3) الشبكة الإسلامية 10 2 11, 658
[4] النبي(ص) وقبائل العرب أخذ النبي بتتبع الحجّاج في مِنى ، ويسأل عن القبائل قبيلة قبيلة، ويسأل عن منازلهم ويأتي إليهم في أسواق المواسم، وهي: عكاظ، ومجنة، وذو المجاز، فلم يجيبه أحد، كما جاء في الأخبار من أنّ النبي كان يعرض نفسه على الناس في الموقف ويقول: ألا رجل يعرض عليّ قومه، فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربيّ. [5] بيعة العقبة الأولى منطقة منى، التي التقى عندها النبي بالأشخاص الستة في السنة الحادية عشرة للبعثة وبعد أن كان النبي يعرض نفسه على القبائل عند العقبة، لقيَ ستة أشخاص من الخزرج من يثرب ، هم: أسعد بن زرارة ، وعوف بن الحارث ، ورافع بن مالك ، وقُطبَة بن عامر بن حديدة ، وعُقبة بن عامر بن نابي ، وجابر بن عبد الله ، وقيل: إنّ موضع هذا اللقاء كان بالقرب من تلك العقبة، ومعنى العقبة: الأكمة أو التل، وهو الموضع الذي بويع فيه النبي ، وهي عَقَبَةٌ بين منى ومكة ، وتبعد عن مكة نحو خمسة كيلو مترات، [6] وقيل: كان لقائهم في مِنى. [7] إسلام الأنصار عندما لقيَ النبي الأشخاص الستة في العقبة سألهم عن هويتهم، فقالوا له: إنهم من الخزرج، فقال لهم: هل أنتم من حلفاء اليهود ومعاهديهم، فقالوا: نعم، فأخذ النبي يحاورهم، ودعاهم إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن ، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم.