موقع شاهد فور

فقدموا بين يدي نجواكم صدقة

June 26, 2024
فكان ذلك يشق على المسلمين ، لأن الشيطان كان يلقي في أنفسهم أنهم ناجوه بأن جموعا اجتمعت لقتاله. قال: فأنزل الله تبارك وتعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول الآية ، فلم ينتهوا فأنزل الله هذه الآية ، فانتهى أهل الباطل عن النجوى ، لأنهم لم يقدموا بين يدي نجواهم صدقة ، وشق ذلك على أهل الإيمان وامتنعوا من النجوى ، لضعف مقدرة كثير منهم عن الصدقة فخفف الله عنهم بما بعد الآية. الثانية: قال ابن العربي: وفي هذا الخبر عن زيد ما يدل على أن الأحكام لا تترتب بحسب المصالح ، فإن الله تعالى قال: ذلك خير لكم وأطهر ثم نسخه مع كونه خيرا وأطهر. ﴿إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ | هدى القرآن. وهذا رد على المعتزلة عظيم في التزام المصالح ، لكن راوي الحديث عن زيد ابنه عبد الرحمن وقد ضعفه العلماء. والأمر في قوله تعالى: ذلك خير لكم وأطهر نص متواتر في الرد على المعتزلة. والله أعلم. الثالثة: روى الترمذي عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة سألته قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " ما ترى دينارا " قلت: لا يطيقونه. قال: " فنصف دينار " قلت: لا يطيقونه.

﴿إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ | هدى القرآن

وذكره بتمامه ، مثله ، ثم قال: " هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من هذا الوجه ". ثم قال: ومعنى قوله: " شعيرة ": يعني وزن شعيرة من ذهب ورواه أبو يعلى ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن يحيى بن آدم به. النسخ في الآية (12) من سورة المجادلة. وقال العوفي ، عن ابن عباس في قوله: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) إلى ( فإن الله غفور رحيم) كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة ، فلما نزلت الزكاة نسخ هذا. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: ( فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى شقوا عليه ، فأراد الله أن يخفف عن نبيه ، عليه السلام. فلما قال ذلك صبر كثير من الناس وكفوا عن المسألة ، فأنزل الله بعد هذا: ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) فوسع الله عليهم ولم يضيق. وقال عكرمة ، والحسن البصري في قوله: ( فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) نسختها الآية التي بعدها ( أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة) إلى آخرها. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ، ومقاتل بن حيان: سأل الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أحفوه بالمسألة ، فقطعهم الله بهذه الآية ، فكان الرجل منهم إذا كانت له الحاجة إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة ، فاشتد ذلك عليهم ، فأنزل الله الرخصة بعد ذلك: ( فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) وقال معمر ، عن قتادة: ( إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) إنها منسوخة: ما كانت إلا ساعة من نهار.

قال: وكان المنافقون ربما ناجوا فيما لا حاجة لهم فيه، فقال الله عزّ وجلّ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ قال: لأن الخبيث يدخل في ذلك. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا يحيى بن واضح، عن الحسين، عن يزيد، عن عكرِمة والحسن البصري قالا قال في المجادلة: ( إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، فنسختها الآية التي بعدها، فقال: أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. وقوله: ( فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا) يقول تعالى ذكره: فإن لم تجدوا ما تتصدّقون به أمام مناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) يقول: فإن الله ذو عفو عن ذنوبكم إذا تبتم منها، رحيم بكم أن يعاقبكم عليها بعد التوبة، وغير مؤاخذكم بمناجاتكم رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قبل أن تقدّموا بين يدي نجواكم إياه صدقة.

النسخ في الآية (12) من سورة المجادلة

( ذلك خير لكم) يعني: تقديم الصدقة على المناجاة ( وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) يعني الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به معفو عنهم.

تاريخ النشر: الأربعاء 29 جمادى الأولى 1423 هـ - 7-8-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 20744 24400 0 507 السؤال اذكر سورة من القرآن اسمها المناجاة الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا نعلم سورة في القرآن تسمى بسورة المناجاة وإنما الذي نعرفه آية المناجاة، وهي الآية رقم: 12 من سورة المجادلة، يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَة [المجادلة:12] روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: آية في كتاب الله لم يعمل به أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة. انتهى من تفسير البغوي وروي عن مجاهد في الآية أنهم نهوا عن النجوى حتى يتصدقوا، فلم يناجِه إلا علي بن أبي طالب قدم ديناراً فتصدق به ثم نزلت الرخصة. وعن قتادة: قال سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة فوعظهم الله بهذه الآية، وكان الرجل تكون له الحاجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم فأنزل الله الرخصة بعد ذلك: فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم انتهى من تفسير الطبري 12/20 والله تعالى أعلم.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - الآية 12

ولا ريب أيضا في أن حسن ذلك لا يختص بوقت دون وقت. ودلت الآية الثانية على أن عامة المسلمين - غير علي بن أبي طالب عليه السلام - أعرضوا عن مناجاة الرسول صلى الله عليه واله وسلم إشفاقا من الصدقة، وحرصا على المال. سبب نسخ صدقة النجوى: ولا ريب في أن إعراضهم عن المناجاة يفوت عليهم كثيرا من المنافع والمصالح العامة. ومن أجل حفظ تلك المنافع رفع الله عنهم وجوب الصدقة بين يدي المناجاة تقديما للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وعلى النفع الخاص بالفقراء، وأمرهم بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإطاعة الله ورسوله. وعلى ذلك فلا مناص من الالتزام بالنسخ، وأن الحكم المجعول بالاية الاولى قد نسخ وارتفع بالاية الثانية. ويكون هذا من القسم الاول من نسخ الكتاب - أعني ما كانت الاية الناسخة ناظرة إلى انتهاء أمد الحكم المذكور في الاية المنسوخة - ومع ذلك فنسخ الحكم المذكور في الاية الاولى ليس من جهة اختصاص المصلحة التي اقتضت جعله بزمان دون زمان إذ قد عرفت انها عامة لجميع أزمنة حياة الرسول صلى الله عليه وآله إلا أن حرص الامة على المال، وإشفاقها من تقديم الصدقة بين يدي المناجاة كان مانعا من استمرار الحكم المذكور ودوامه، فنسخ الوجوب وابدل الحكم بالترخيص.

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن علي بن علقمة الأنماري ، عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما ترى ، دينارا ؟ ". قال: لا يطيقون. قال: " نصف دينار ؟ ".

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]