موقع شاهد فور

ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

June 30, 2024

﴿ تفسير البغوي ﴾ ( ختامه) أي طينه ( مسك) كأنه ذهب إلى هذا المعنى ، قال ابن زيد: ختامه عند الله مسك ، وختام [ خمر] الدنيا طين. وقال ابن مسعود: " مختوم " أي ممزوج ختامه أي: آخر طعمه وعاقبته مسك ، فالمختوم الذي له ختام ، أي آخر ، وختم كل شيء الفراغ منه. وقال قتادة: يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك. وقراءة العامة " ختامه مسك " بتقديم التاء ، وقرأ الكسائي " خاتمه " وهي قراءة علي وعلقمة ، ومعناهما واحد ، كما يقال: فلان كريم [ الطابع والطباع] والختام والخاتم ، آخر كل شيء. ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله - عز وجل -. وقال مجاهد: فليعمل العاملون ، [ نظيره قوله تعالى: " لمثل هذا فليعمل العاملون " ( الصافات - 61)] وقال مقاتل بن سليمان: فليتنازع المتنازعون وقال عطاء: فليستبق المستبقون ، وأصله من الشيء النفيس الذي تحرص عليه نفوس الناس ، ويريده كل أحد لنفسه وينفس به على غيره ، أي يضن. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - ووردز. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وقوله: ( خِتَامُهُ مِسْكٌ) وقرأ الكسائى ( خاتمه) والخاتم والختام يتقاربان فى المعنى إلا أن الخاتم الاسم ، والختام المصدر.. واسم الإِشارة فى قوله - تعالى -: ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون) يعود للرحيق المختوم ، الدال على صلاح بالهم ، وحسن أحوالهم.

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون - ووردز

والصواب من القول عندنا في ذلك ما عليه قرأة الأمصار، وهو ( خِتَامُهُ) لإجماع الحجة من القرّاء عليه، والختام والخاتم وإن اختلفا في اللفظ، فإنهما متقاربان في المعنى غير أن الخاتم اسم، والختام مصدر؛ ومنه قول الفرزدق. فَبِتْـــنَ بِجَـــانبيَّ مُصَرَّعــاتٍ وَبِــتُّ أفُــضُّ أغْــلاقَ الخِتــامِ (8) ونظير ذلك قولهم: هو كريم الطبائع والطباع. ---------------- الهوامش: (8) البيت للفرزدق ( ديوان طبعة الصاوي 836) من قصيدة يمدح بها هشام بن عبد الملك. روى الفراء في معاني القرآن عند قوله تعالى: { ختامه مسك} بإسناد له إلى علي بن أبي طالب أنه قرأ { خاتمه مسك}. وبإسناد آخر له عن علقمة وقيس: { خاتمه مسك}. وقال أما رأيت المرأة تقول للعطار: اجعل لي خاتمة مسكا ، تريد آخره. والخاتم والختام: متقاربان في المعنى ، إلا أن الخاتم الاسم ، والختام: المصدر. وقال الفرزدق: " فبتن... " البيت. ومثل الخاتم قولك للرجل: هو كريم الطابع والطباع. وتفسير ذلك أن أحدهم إذا شرب ، وجد آخر كأسه ريح المسك. ا هـ. ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 185) مختوم: له ختام. وقوله: ( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) يقول تعالى ذكره: وفي هذا النعيم الذي وصف جل ثناؤه أنه أعطى هؤلاء الأبرار في القيامة، فليتنافس المتنافسون.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا حاتم بن وردان، قال: ثنا أبو حمزة، عن إبراهيم والحسن في هذه الآية: ( خِتَامُهُ مِسْكٌ) قال: عاقبته مسك. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا أبو حمزة، عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء ( خِتَامُهُ مِسْكٌ) فالشراب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها، لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها. وقال آخرون: عُنِي بقوله: ( مَخْتُومٍ) مُطَيَّن ( خِتَامُهُ مِسْكٌ) طينه مسك. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح. عن مجاهد، قوله: ( مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ) قال: طينه مسك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَخْتُومٍ) الخمر ( خِتَامُهُ مِسْكٌ): ختامه عند الله مسك، وختامها اليوم في الدنيا طين. وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب قول من قال: معنى ذلك: آخره وعاقبته مسك: أي هي طيبة الريح، إن ريحها في آخر شربهم يختم لها بريح المسك. وإنما قلنا: ذلك أولى الأقوال في ذلك بالصحة؛ لأنه لا وجه للختم في كلام العرب إلا الطبع والفراغ، كقولهم: ختم فلان القرآن: إذا أتى على آخره، فإذا كان لا وجه للطبع على شراب أهل الجنة، يفهم إذا كان شرابهم جاريًا، جري الماء في الأنهار، ولم يكن معتقًا في الدنان فيطين عليها وتختم، تعين أن الصحيح من ذلك الوجه الآخر وهو العاقبة والمشروب آخرًا، وهو الذي ختم به الشراب.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]