من أنواع الأذكار التسبيح والحمد تُعرف الأذكار المأثورة؛ بأنّها الأذكار التي جاء الأمر بها من النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو جاء حثٌّ منه على تعلُّمها، أو نقل عنه -صلى الله عليه وسلم- أنّه قالها في واقعة خاصَّة، أو غير خاصّة، وتعدّ الأذكار القرآنية كالتسبيح والتحميد من أنواع الأذكار المأثورة، ولكلّ نوع من أنواع الأذكار المأثورة تأثير خاصّ على قلب العبد المسلم؛ كالزيادة في صلته بربه -تبارك وتعالى-، أو زيادة الحرص على القيام بواجب العبودية لله -تعالى- على أكمل وجه.
♦ ((إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَأَفضَلَ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)) [11]. ♦ ((الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)) [12]. [1] البخاري، 7/ 168، برقم 6405، ومسلم، 4/ 2071، برقم 2691، وانظر: فضل من قالها مائة مرة إذا أصبح وإذا أمسى، ص 65 من هذا الكتاب. [2] البخاري، 7/ 67، برقم 6404، ومسلم بلفظه، 4/ 2071، برقم 2693، وانظر: فضل من قالها في اليوم مائة مرة: الدعاء رقم 93، ص 66 من هذا الكتاب. [3] البخاري، 7/ 168، برقم 6404، ومسلم، 4/ 2072، برقم 2694. [4] مسلم، 4/ 2072، برقم 2695. [5] مسلم، 4/ 2073، برقم 2698. [6] أخرجه، الترمذي، 5/ 511، برقم 3464، والحاكم، 1/501، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر: صحيح الجامع، 5/531، وصحيح الترمذي، 3/160. [7] البخاري مع الفتح، 11/ 213، برقم 4206، ومسلم، 4/ 2076، برقم 2704. إسلام ويب - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - كتاب أسماء الله تعالى - ثواب التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير- الجزء رقم1. [8] مسلم، 3/ 1685، برقم 2137. [9] مسلم، 4/ 2072، برقم 2696، وزاد أبو داود، 1/ 220، برقم 832: فلما ولّى الأعرابي قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد ملأ يده من الخير)).
- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه. قوله: (( أيعجز أحدكم)) الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار، وهذا في قوة النهي؛ معناه: لا يعجز أحدكم عن الكسب في كل يوم ألف حسنة. وإنما يكتب له ألف حسنة بالتسبيح مئة مرة؛ لأن كل حسنة بعشر أمثالها، قال الله تعالى: " مَنْ جَاءَ بِالْـحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا" ( [7]). – (6) (( مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللـهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ)) ( [8]). - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضى الله عنهما. قوله: (( غرست)) يقال غرست الشجرة غرساً؛ إذا نصبتها في الأرض. قوله: (( نخلة)) أي: غرست له بكل مرة يقول فيها هذا الذكر (( نخلة في الجنة)). خصت النخلة لكثرة منفعتها،وطيب ثمرها، والله أعلم. – (7) وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (( يَا عَبْدَ اللـهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلاَ أدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الـجَنَّةِ؟)) فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللـهِ، قَالَ: (( قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللـهِ)) ( [9]). قوله: (( يا عبدالله بن قيس)) هو أبو موسى الأشعري رضى الله عنه. قوله: (( ألا)) كلمة تنبيه، ينبه المتكلم السامع على أمر عظيم الشأن.
معنى التسبيح والتحميد كلمة التسبيح " سبحان الله " تدل على معنى عظيم من معاني توحيد الله سبحانه ألا وهو تنزيهه عن النقائص والعيوب وكل ما يتوهمه العقل من الأوهام الفاسدة التي لا تليق به عز وجل. وأما كلمة التحميد فمعناها يدور على الثناء والمدح، وقد ذكر ابن القيم تعريفاً جامعاً للحمد بأنه الإخبار عن محاسن المحمود مع الشعور بالمحبة والتعظيم له. مراتب ذكر الله سبحانه ذكر الله عز وجل يكون على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: أن يذكر بلسانه ويستحضر بقلبه ، وهذه المرتبة هي أفضل مراتب الذكر وأكملها. المرتبة الثانية: أن يذكر بقلبه فقط. المرتبة الثالثة: أن يذكر بلسانه فقط، وهي أضعف المراتب، ومع ذلك ففائدتها بأن ينشغل اللسان عن النميمة والغيبة، وتعويده على الذكر. المصدر: