موقع شاهد فور

لا تبحث عن الحب

June 28, 2024
البعض يصف العصر الحالي بعصر العلاقات العابرة التي لا علاقة لها بالحب أو الجدية لا من قريب أو بعيد.. وهم على حق بشكل أو بآخر. حالياَ العلاقات تبدو أكثر خفة وأقل جدية.. وطبعاً هذا أمر لا يمكن تعميمه على الجميع فهناك فئة لا تكترث ولا تهتم بالعلاقات العابرة ولا تعرف كيف يصار الى تكوينها. كل شخص يبحث عن شيء معين، البعض يريد الحب، والبعض يريد الحب والزواج، وفئة تريد الزاوج ولاحقاً ربما تحظى بالحب، وفئة لا تريد لا الحب ولا الزواج بل التسلية. هم ليسوا بالضرورة من الفئة التي تستغل غيرها عن سابق إصرار وتصميم، بل في الواقع الامر قد يرتبط بشخصياتهم وتعقيداتها التي تمنعهم من الحب. هذه الأبراج لا تبحث عن الحب بل تسعى للتسلية. الجوزاء 21 مايو / أيار - 21 يونيو/ حزيران الجوزاء يجيد تكوين الصداقات وهو بارع جداً في عدم تكوين الروابط خصوصاً مشاعر التعلق بغيره. البرج هذا يعاني من مشكلة جدية تمنعه من الإلتزام بأي شيء، لذلك حين يجد نفسه أمام فرصة للدخول في علاقة لا إلتزامات فيها ولا مسؤوليات فهو لا يمانع على الإطلاق. الجوزاء قد يستغل الاخرين لانه حين ينتهي من التسلية وتصبح العلاقة في مكان ما لم يعد يمنحه المرح الذي جذبه منذ البداية فهو سيرحل بكل بساطة فحتى انهاء العلاقة سيتم بخفة وببساطة.

لا تبحث عن الحب قصير

وبخصوص الجزء الثاني من الشرط الثاني "كون الشريك قادراً على تلبية احتياج شريكه أم لا" كانت لدي صديقة تُعاني دائماً في علاقتها مع حبيبها من أن كلاً منهما يحتاج إلى شيء مختلف تماماً عن الآخر، وأن كلاً منهما ليس لديه القدرة على تلبية احتياج الآخر لأنهما في البداية كانا يجهلان أساساً ما يحتاجه كل منهما، وأدركا هذا بعد أن كان الأوان قد فات فانتهى كل شيء، فمعرفة كل من الشريكين بما يحتاج إليه شريكه، وما يحتاجه هو نفسه يقصر المسافات بينهما كثيراً. معرفة احتياجك يقصر المسافات من هنا نعود إلى الشرط الأول، الذي ربما يواجه الكثيرون مشكلة عدم توافره، فكثيراً ما يجهل الإنسان ما يحتاج إليه، فيشعر طوال الوقت أنه يبحث عن شيء، وبحاجة إليه، لكن هذا الشيء بالنسبة إليه أمر مجهول، فهو لا يعرف عن أي شيء يبحث لكنه شعور بأن هناك ما ينقصه، فيظل يبحث ويبحث عن شيء مبهم، ونصف المشكلة حلها في أن تعرف الشيء الذي تحتاج إليه، لأنك قد تمر على ما تحتاج إليه أثناء رحلة بحثك، ولا تتوقف عنده، وبالتالي لن تصل إلى مرحلة الإشباع منه، لأنك ببساطة لم تكن تدري أن هذا الشيء هو الذي كنت تبحث عنه منذ البداية. عبرت الكاتبة إريكا يونغ في الجزء الأول من سيرتها الروائية "الخوف من الطيران" عن هذا المعنى في سياق آخر، فقالت "إعطاء اسم للشيء، جعله أقل إثارة للخوف" فكلما فهمت معنى إحساسك، أعطاك ذلك إحساساً بالارتياح، فيقل الضباب، وتتضح أمامك صورة ولو لم تكن مُكتملة.

لا تبحث عن الحب بالانجليزي

القوس يضع الكثير من الجواجز التي تمنعه من التعرف بشكل جيد على غيره او السماح لهم بإكتشاف ما هو عليه فعلاً لانه لا يريد المساومة على نمط حياته او تعديله. البرج هذا خلق من أجل الحرية والمرح والقفز من مكان لاخر، لذلك العلاقات العابرة التي لا إلتزامات فيها مثالية له. حتى علاقات التسلية الخاصة بالقوس تكون سريعة جداً ومختصرة، فهو يمل بسرعة ويقرر بأنه حان الوقت للمضي قدماً. جزء من الإيقاع السريع جداً الخاص بالقوس يرتبط بواقع انه رغم كرهه للإرتباط والإلتزام ولكنه يدخل كل علاقة، الجدية منها وغير الجدية، على أمل العثور على إمرأة ستتمكن من تغيير وجهة نظره عن الحب والإرتباط. وبطبيعة الحال لن يعثر على هكذا امرأة لان المشكلة لا تكمن في الطرف الاخر بل بشخصه الرافض وبشكل كلي التخلي عن حريته من اجل اي شيء اخر. الدلو 20 يناير/ كانون الثاني - 18 فبراير / شباط الدلو في الواقع يختبر صراعاً داخلياً فهو لا يعرف ما ان كان يريد علاقة عابرة أم علاقة جدية. ولكن علاقة التسلية سهلة بالنسبة لهذا البرج لانه يبحث عن الصداقة معظم الوقت لا الحب. الدلو كما القوس يقدر حريته بشكل كبير، وهو يدرك بأن علاقات الحب تميل لان تصبح معقدة بعد فترة وهذا سيؤثر على الالية التي تسير بها حياته وهذا ما لا يريده لنفسه.

وهنا يمثل هجران صديقها "توم" لها، الحدث الذي يزيح الستار عن عُقدها الشخصية التي سكَّنها "وهمُ الحُب الكبير". العُقد التي خلّفتها تربيتها الدينية المحافظة في مجتمع متحرر، وتلك التي اعتقدت أنها تخلصت منها، أو أخرجتها من اللاوعي إلى الوعي. لكنها ما زالت تحكم حياتها ونظرتها لذاتها وللآخر. بدا الحدث إحدى تلك الصدمات التي تُخرج إلى السطح حتى أغبى وأتفه الأفكار والمخاوف، فتبدو سردية من الكوميديا السوداء، كتفكير أليسون بقلق بأنها ستكون "عانس العائلة"! على أن العُقدة الكبرى التي حكمت حياتها النفسية وخلقت لديها حساسية عالية اتجاه رؤيتها لذاتها ورؤية الآخر لها، وهي ثيمة أساسية في الرواية، تتعلق بأنها محدودة التجارب في العلاقات الحميمية، وهو ما كان يشعرها على الدوام باحتمال افتقارها للخبرة اللازمة لجعل حياتها الخاصة أفضل مما هي عليه. وهو السبب ذاته الذي كان يشعرها بأن العالم كله يمتلك خبرة في العلاقات الإنسانية تُهيئه لتبادل الإشارات والرموز طوال الوقت، حول الرغبات والتفضيلات، بلباقة تعفي صاحبها/صاحبتها من مناقشة الأمر. بينما كانت أليسون، في الجانب المقابل، تشعر بالعناء اتجاه كل حركة تصدر منها نحو الآخر.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]