موقع شاهد فور

الصبر على البلاء وانتظار الفرج القريب

June 29, 2024

أما الصحابة -رضي الله عنهم- والذين اتبعوهم بإحسان فما كان لهم أن يغفلوا عن هذا الأمر العظيم بعقيدة وصبر ويقين، فالصبر قرين اليقين: قال –جل وعلا-: { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة. ولذلك قال سفيان –رضي الله عنه-: "بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين"! الأمة لن تنال ما تصبو إليه إلا بالصبر على الشدائد والمحن؛ والناس معادن، وعند الابتلاء يبين المعدن الصافي مما تشوبه الشوائب 11. اللهم أصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا, ووفقنا إلى ما تحب وترضى, وصلى الله على نبينا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, ولحمد لله رب العالمين. 1 رواه مسلم -4663- (12/443). 2 رواه أبو داود -2688- (8/338) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم ( 37). 3 رواه مسلم -4664- (12/444). 4 رواه البيهقي في شعب الإيمان -3434- (20/344) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم (3434). الصبر على البلاء وانتظار الفرج بعد الشدة. 5 رواه البخاري – 5221 – (17/391). 6 رواه البخاري -1171- (4/472). 7 رواه مسلم -4767- (13/80). 8 خطب مختارة (اختيار وكالة شئون المطبوعات والنشر بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد).

الصبر على البلاء وانتظار الفرج القريب

يُبتلى الناس بالأمراض والمصائب والأحزان، فتحتاج إلى ما يذكرها ويعينها على الصبر، أمام الجوع والفقر، والحصار والقتل والدمار، والتعذيب والحرمان، ومع إقبال المسلمين في شهر رمضان على قراءة القرآن وتمر عليهم قصص الأنبياء بما فيها من عبر وعظات لكل مريض ومحزون، ومهموم ومكروب ومغموم، لهم فيها تسلية وتثبيت وتذكير. الصبر على البلاء وانتظار الفرج في. يقول الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، ويقول أيضًا: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 - 3]. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فواهًا). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وَصَبٍ ولا هم ولا حزنٍ (حزنٍ) ولا أذًى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)؛ [صحيح البخاري].

٤٠٢٧ - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، كُسِرَتْ رَبَاعِيَةُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَشُجَّ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، وَجَعَلَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، وَيَقُولُ: "كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهِمْ بِالدَّمِ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ؟ " فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: ١٢٨] (١). = الموتى، فإبراهيم أولى بأن لا يشك ولا يرتاب، وفيه الإعلام أن المسألة من قِبل إبراهيم لم تعرض من جهة الشك، لكن من قِبل طلب زيادة العلم، واستفادة معرفة كيفية الإحياء، والنفس تجد من الطمأنينة بعلم الكيفية ما لا تجده في العلم النظري البرهاني، والعلم في الوجهين حاصل، والشك مرفوع. وقد قيل: إنما طلب الإيمان بذلك حِسًّا وعيانًا؛ لأنه فوق ما كان عليه من الاستدلال، والمستدل لا يزول عنه الوساوس والخواطر، وقد قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ليس الخبر كالمعاينة".

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]