كان بين النبي صلى الله عليه وسلم واليهود موادعةٌ، وكانوا إذا مر بهم الرجل من أصحاب النبي، جلسوا يتناجون بينهم، حتى يظن المؤمن أنهم يتناجون بقتله أو بما يكره، فإذا رأى المؤمن ذلك خشيهم، فترك طريقه عليهم، فنهاهم النبي عن النجوى، فلم ينتهوا وعادوا إلى النجوى، فأنزل الله: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ... يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم. ﴾ [4]. وقوله: ﴿ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ ﴾؛ أي: يتحدثون فيما بينهم بالإثم، وهو ما يختص بهم، ﴿ وَالْعُدْوَانِ ﴾: وهو ما يتعلق بغيرهم، ومنه معصية الرسول ومخالفته، يصرون عليها، ويتواصون بها، وقوله: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ ﴾، عن عائشة قالت: دخل على رسول الله يهود، فقالوا: السام [5] عليك يا أبا القاسم، فقالت عائشة: وعليكم السام، فقال رسول الله: ((يا عائشة، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش))، قلت: ألا تسمعهم يقولون: السام عليك؟! فقال رسول الله: ((أَوَسمعتِ ما أقول: وعليكم؟))؛ فأنزل الله: ﴿ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ... ﴾ [6] ، وفي رواية الصحيح أنها قالت لهم: عليكم السام والذَّامُ واللعنة، وأن رسول الله قال: ((إنه يُستجاب لنا فيهم، ولا يُستجاب لهم فينا))، وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سلَّم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك)) [7] ، وفي رواية أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب، فقولوا: وعليكم)) [8].
قال الشيخ أبو بكر الجزائري: اختُلف في جواز ومنع السلام على أهل الكتاب، والذي عليه الجمهور جوازه للسنة الصحيحة في ذلك، ويرى بعضهم وجوب الرد؛ لعموم قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء: 86]؛ " أيسر التفاسير "؛ الجزائري ج2 ص: 1596.
فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أن رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف، فأما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر عند الله؟ قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. فقمنا إليه رجلًا رجلًا يأخذ علينا بشرطه العباس ويعطينا على ذلك الجنة. النقباء الإثنى عشر: 1. أسعد بن زرارة. 2. عوف بن الحارث. 3. معاذ بن الحارث. 4. ذكوان بن عبد قيس. 5. عبادة بن الصامت. 6. متى كانت بيعة العقبة الأولى. قطبة بن عامر بن حديدة. 7. عقبة بن عامر السلمي. 8. العباس بن عبادة. 9. يزيد بن ثعلبة. 10. رافع بن مالك. 11. عويم بن ساعدة. 12. مالك بن التيهان
[٢] الصحابة الذين شهدوا بيعة العقبة الأولى بلغ عدد الصحابة الذين بايعوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- اثنا عشر رجلاً، هم [٤] أسعد بن زُرارة الخزرجيّ. رافع بن مالك الخزرجيّ. قُطبة بن عامر الخزرجيّ. عُقبة بن عامر الخزرجيّ. عوف بن الحارث الخزرجيّ. معاذ بن الحارث الخزرجيّ. ذكوان بن عبد القيس الخزرجيّ. عبادة بن الصامت الخزرجيّ. يزيد بن ثعلبة الخزرجيّ. متى كانت بيعة العقبة الأولى - موقع كل جديد. العبّاس بن عبادة الخزرجيّ. أبو الهيثم بن التيهان الأوسيّ. عُويم بن ساعدة الأوسيّ.
الحمد لله. أولًا: الصحيح من كلام العلماء المحققين أن المبايعة في العقبة الأولى كانت على السمع والطاعة في العسر واليسر، وفي المنشط والمكره، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقول الحق، وأن لا يخافوا في الله لومة لائم، وعلى الولاء والنصرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قدم عليهم المدينة، وأن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأزواجهم، وأولادهم. وأما المبايعة على مثل بيعة النساء فقد كانت بعد ذلك. متى كانت بيعة العقبة الأولى - مقال. انظر: "صحيح البخاري" (7055)،(7056)،(7199)،(7200) ، و"صحيح مسلم" (1709)،(42). ثانيًا: ذكر "ابن إسحاق" أن بيعة العقبة الأولى كانت على بيعة النساء ، والمقصود ببيعة النساء ما ورد في سورة الممتحنة ، في الآية/12، يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. وقد أشكل هذا على العلماء ، فذهبوا مذاهب في الإجابة عليه: 1- أن مراده: وفق ما نزلت عليه آية بيعة النساء بعد ذلك عام الحديبية.
بنود ببيعة العقبة الأولى ودلالاتها كانت هناك بعض الشروط والبنود لبيعة العقبة الأولى، وهذه البنود بايع الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عليها وأن من وفى بهذه الشروط فأجره على الله، ومن أهم هذه الشروط ما يلي: التوحيد بالله سبحانه وتعالى وألا يشرك به شيئًا. وعدم الزنا والسرقة وقتل الأولاد. وألا يأتي الرجل منهم ببهتان يكذبونه بين أيديهم وأرجلهم. عدم القيام بالمعصية في معروف. ونلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم ركز على هذه البنود وذلك لأنها تشكل القضية الأساسية في بناء الدين الإسلامي، وهي التوحيد بالله سبحانه وتعالى وأنه هو القادر على كل شيء. متى كانت بيعة العقبة الاولى. أيضا تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم على الجانب الأخلاقي في وضع بنود بيعة العقبة دليل كبير على مدى أهمية الأخلاق، وذلك لأن الأخلاق قادرة على بناء المجتمعات. ومن الدلالات أيضًا على بنود بيعة العقبة تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية الطاعة، وهي طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع أوامره ونواهيه ولأن الدين الإسلامي قائم على طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم. لم يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم موضوع الجهاد في البيعة الأولى وهذا دليل على التدرج في التربية والأخلاق.