موقع شاهد فور

لهم قلوب لا يفقهون بها

June 26, 2024

فوصفهم ربُّنا جل ثناؤه بأنهم: " لا يفقهون بها " ، لإعراضهم عن الحق وتركهم تدبُّر صحة [نبوّة] الرسل، (5) وبُطُول الكفر. لهم قلوب لا يفقهون بهار. وكذلك قوله: (ولهم أعين لا يبصرون بها) ، معناه: ولهم أعين لا ينظرون بها إلى آيات الله وأدلته, فيتأملوها ويتفكروا فيها, فيعلموا بها صحة ما تدعوهم إليه رسلهم, وفسادِ ما هم عليه مقيمون، من الشرك بالله، وتكذيب رسله; فوصفهم الله بتركهم إعمالها في الحقّ، بأنهم لا يبصرون بها. (6) وكذلك قوله: (ولهم آذان لا يسمعون بها) ، آيات كتاب الله، فيعتبروها ويتفكروا فيها, ولكنهم يعرضون عنها, ويقولون: لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ، [سورة فصلت: 26]. وذلك نظير وصف الله إياهم في موضع آخر بقوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ، [سورة البقرة: 171]. والعرب تقول ذلك للتارك استعمالَ بعض جوارحه فيما يصلح له, ومنه قول مسكين الدارمي: أَعْمَــى إِذَا مَــا جَـارَتِي خَرَجَـتْ حَــتَّى يُــوَارِيَ جَــارَتِي السِّـتْرُ (7) وَأَصَــمُّ عَمَّـا كَـــانَ بَيْنَهُمَــا سَــمْعِي وَمَـا بِالسَّـمْعِ مِـنْ وَقْــرِ فوصف نفسه لتركه النظر والاستماع بالعمى والصمم.

لهم قلوب لا يفقهون بهار

ومن الولاء حب الزوج لزوجته والزوجة لزوجها، وينتقل الولاء الصادق من مجرد حب إلى عبادة يؤجر عليه المرء ويُثاب، وهنا يفيدنا الفقيه الكرباسي: (إذا أحبَّ أو أظهر ودَّه لزوجته أو بالعكس قربة إلى الله تعالى أصبح عبادة، وإذا كان من باب الولاء الذي دعا إليه الإسلام فهو عبادة، وهكذا سائر الحب والولاء). ومن نافلة القول أنَّ الأجر إذا كان على قدر المشقَّة، فإن الولاء على قدر القرب من أولياء الله والحب في الله والبغض في الله في كل شاردة وواردة، وليس لأحد أن ينتقص من ولاء الآخر، لأن الطريق إلى عسل الولاء المصفى بعدد أنفاس البشر ومشاربهم. خالد الجندي لمنكري المعراج: الله لديه معارج.. وعلماء الأزهر بخير - أخبار مصر - الوطن. الرأي الآخر للدراسات- لندن تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط د. نضير الخزرجي

( ولهم أعين لا يبصرون بها) طريق الحق وسبيل الرشاد ، ( ولهم آذان لا يسمعون بها) مواعظ القرآن فيتفكرون فيها ويعتبرون بها ، ثم ضرب لهم مثلا في الجهل والاقتصار على الأكل والشرب ، فقال: ( أولئك كالأنعام بل هم أضل) أي: كالأنعام في أن همتهم في الأكل والشرب والتمتع بالشهوات ، بل هم أضل لأن الأنعام تميز بين المضار والمنافع ، فلا تقدم على المضار ، وهؤلاء يقدمون على النار معاندة ، مع العلم بالهلاك ، ( أولئك هم الغافلون)

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]