المدن العثمانية في البلقان والأناضول وفي كتابه "المدن العثمانية في البلقان"، اعتبر المؤرخ المعماري الفرنسي بيير بينون أن تخصيص حي للتجارة كان أمرا أساسيا للمدينة العثمانية، والإسلامية عموما. وبالمثل كتب مواطنه المؤرخ أندريه ريموند أن "المدينة العربية قبل كل شيء، هي مدينة سوق". وعلى الرغم من أن ريموند ينتقد التعميمات في الحكم على المدن، فإنه يقر بانتشار الأسواق بوصفها سمة مركزية لجغرافيا وتخطيط المدن الإسلامية، مؤكدا أن "المحل" أو "الدكان" هو العنصر الأساسي لهذه الأسواق القديمة. ويؤكد ريموند على مركزية السوق في الحياة العربية الحضرية القديمة والجغرافيا العثمانية بشكل عام، بدءا من البلقان إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتقول الباحثة إن هذه الملاحظة يمكن تعميمها في مدن عديدة من بينها دمشق وسراييفو وقيصري وغيرها. وعلاوة على ذلك، كانت هذه الأسواق مرتبطة اقتصاديا عبر طرق التجارة القديمة بين الجزء الشرقي والجزء الغربي من الشرق الأوسط القديم. وتقول الباحثة إن كلمة "تشارشي" (çarşı) التركية/العثمانية التي تعني السوق، مشتقة من جذور فارسية (çehar-su) وتعني "4 طرق" أو "الجوانب الأربعة"، ربما للدلالة على مركزية "البازار" المحلي في المدينة الكلاسيكية العثمانية والشرق أوسطية.