موقع شاهد فور

وما أصابكم من مصيبة

June 28, 2024

قوله تعالى: وما أصابكم الآية. أخرج أحمد، وابن راهويه، وابن منيع، وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وأبو يعلى، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه، والحاكم عن [ ص: 163] علي بن أبي طالب قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير وسأفسرها لك يا علي؛ ما أصابكم من مرض أو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم والله أكرم من أن يثني عليكم العقوبة في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يعود بعد عفوه. وأخرج سعيد بن منصور وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن البصري قال: لما نزلت هذه الآية: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر. وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ – إخوان الدقهلية. وأخرج عبد بن حميد والترمذي، عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر. وقرأ: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. [ ص: 164] وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في "الكفارات"، وابن أبي حاتم ، والحاكم وصححه والبيهقي في "شعب الإيمان" عن عمران بن حصين أنه دخل عليه بعض أصحابه وكان قد ابتلي في جسده فقال: إنا لنبتئس لك لما نرى فيك.

وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ – إخوان الدقهلية

قال: فلا تبتئس لما ترى فإن ما ترى بذنب وما يعفو الله عنه أكثر ثم تلا: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير. وأخرج ابن المبارك ، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الشعب" عن الضحاك قال: ما تعلم أحد القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه ثم قرأ هذه الآية: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم وقال: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن. وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم ، عن العلاء بن بدر أن رجلا سأله عن [ ص: 165] هذه الآية وقال: قد ذهب بصري وأنا غلام صغير! قال: ذلك بذنوب والديك. وما اصابكم من مصيبة فبما. وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، عن قتادة: وما أصابكم من مصيبة الآية. قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا يصيب ابن آدم خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر. وأخرج ابن مردويه عن البراء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يعفو الله عنه أكثر. وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة - أن أسماء بنت أبي بكر الصديق - كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول: بذنبي وما يغفره الله أكثر.

ثالثاً: المصائب التي يصاب بها المؤمن في الدنيا ، ترفع في درجاته وتكفر عنه سيئاته. ولذلك ينبغي للمؤمن أن يرضى بما يقدره الله تعالى عليه من المصائب ، ويعلم أن ذلك خير له. عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا). رواه البخاري (5640) ومسلم (2572). وما اصابكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم. وروى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً ، أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ). والله أعلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]