• ولا تنفك حياتنا من معلقين جهلة، ونقاد مغلقين، لا هم لهم إلا مجرد التعقب والتعليق بلا ثمرة ولا إنتاج، ولو آثروا الصمت لحازوا الحكمة ، واستبدلوا أنفسهم بعاملين ذوي دراية وإتقان واتساع.! • ويُفترض استدامة التعلم والاطلاع، والمغامرة المعرفية في البحث والتفتيش وعدم الاكتفاء برتبة محرجة، أو شهادة عقيمة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلّم). ومن درر العلامة ابن المبارك رحمه الله:(لا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم، فقد جهل) والله الموفق.
• ومع صنف الجهال، الناقدون بلا علم، والمتعقبون بلا دراية، إلا محاولة تسجيل موقف ، أو التماس العثرات بلا مسوغات، فهم من فئات فاقدي الشئ ، وقد تتعب كثيرا في إقناعهم بمستواهم ومحتواهم. • وكل ائتلاف تشاوري بلا تقارب عقلي وعلمي مصيره إلى الفشل والضياع، وعدم الاتفاق، بسبب فقدان أدوات المعرفة الأولى، والتي من شأنها تحسين مجريات الحوار، والخروج بنتيجة مرضية ونافعة للجميع. • وفِي ظل طغيان المناصب والرتب الإدارية والاجتماعية على الحياة الحديثة صار من الصعب الاتفاق ، وحرص كل فرد على التصدر والتزعم، وتكريس الأنانية،وفِي الحديث الصحيح: ( وإعجاب كل ذي رأي برأيه). • وذلك المُعجَب المبالغ، غالبا لا يبالي بالآخرين، ويتناسى جهله أو تقصيره وعدم درايته، ويحاول الاقتحام والتجاسر في مواطن لا يحسنها، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه، وفِي القرآن الحكيم [ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى] سورة النجم. • ولو تقيّد كل إنسان بما يحسن ويدري، لأنتج ونفع لأن قيمته وجدواه في ذلك، ومن حِكم الخليفة الراشد علي رضي الله عنه الروائع، بعد الكتاب والسنة:(قيمةُ كل امرئ ما يحسنه). ولأثمر ذلك التأدب والانضباط، واكتفى الناس بالأصول والمعالم.