الايمان بالقضاء والقدر في تعريف القضاء هو تدبير الله عزوجل في كل الامور والاشياء التي تحدث في الطبيعة، كما واشار العلماء بان ليس هناك فرق بين القضاء والقدر، وانما القدر هو توجيه الاسباب بقدر معلوم، لكل ما يوقع علي الانسان، وان لا يكتمل ايمان الانسان الا بالايمان بالقضاء والقدر، والتسليم لامر الله عزوجل، سواء كان شر او خير، فان رب الخير لا يأتي الا بخير، وان يبدو لنا شرا، وهذا ما ورد في قوله تعالي " فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ". مراتب الايمان بالقضاء والقدر ان للايمان مراتب تتراتب علي بعضها، والتي توصل الي الايمان الكامل، وهي كما وضحها العلماء، حيث ان الايمان بالقضاء والقدر ياتي بترتيب كالتالي: العلم. الكتابة. الايمان بنفاذ حكم الله. الخلق والايجاد. من اثار الايمان بالقدر ان للايمان بالقدر اثار وثمار عظيمة تعود علي الفرد والمجتمع بصورة ايجابية، وحسنات لا عد لها ولاحصي، وهذا ما وعد الله عزوجل بها، كذلك فان الاثار التي تترتب الايمان بالقدر والتي تتمثل في البنود التالية: يعتبر حافز قوي للمسلم من اجل تقديم عظائم الامور بثبات وعزم ويقين بالله عزوجل. ان يعرف الانسان قدر نفسه، وان لا يتكبر ولا ينغر بالحياة والدنيا، وذلك لانه عاجز عن معرفة المقدور، ما يحمل المستقبل له.
(أخرجه الترمذى) قال تعالى " إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ " (القمر: 49) معنى القضاء والقدر فقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف القضاء والقدر فمنهم من عرفهما مجتمعين،وجعلهما شيئاً واحداً، ومنهم من عرف القضاء تعريفاً مغايراً للقدر فقالوا: هو علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل. والقضاء: هو إيجاد الله للأشياء حسب علمه وإرادته. وسئل الإمام أحمد عن القدر؟ فقال القدر: قدرة الرحمن، وقد أخذ هذا من قول الله تعالى قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [آلعمران:154]. القدر خيره وشره " والقدر قسمان ": قدر خير وقدر شر. فما كان نافعًا لنا فهو من أقدار الخير ، كالإيمان والعلم والصحة ، وما كان ضارًّا لنا فهو من أقدار الشر ، كالمعصية والجهل والمرض. وعلينا أن نؤمن بالقدر خيره وشره ، وأنه سبحانه قدر الخير والشر قبل خلق الناس. فالمؤمن يعتقد أن القدر كله من الله- تعالى- ، ولا يقع شيء في هذا الكون إلا بعلمه وتقديره ، ولا يستطيع أحد أن يخالف قدر الله - عز وجل ، خيره وشره, وتقدير الله تعالى للشر إنما يكون لحكمة عظيمة ، فقد يقدر المرض على العاصي ليكفر عنه من سيئاته ، وقد يقدره على الطائع ليرفع له درجاته ، ويزيد من حسناته.
ودعاهم -سبحانه وتعالى- إلى الإيمان به وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ فلا يسع أحداً يريد نيل الموعود السابق إلا أن يؤمن بهذه الأركان الستة التي هي معاقد السعادة في الدنيا والآخرة.