يشرح كتاب السماح بالرحيل لـ "ديفيد هاوكينز" الذى ينتمى لفئة التنمية البشرية، آلية بسيطة وفعالة يمكن من خلالها التخلص من السلبية، حيث كان الهدف الأساسى للمؤلف خلال عدة عقود من الممارسة النفسية السريرية هو إيجاد الوسائل الأكثر فعالية فى تخفيف معاناة البشر بجميع أشكالها، وقد وُجدت الآلية الداخلية للتسليم لتكون ذات منفعة عملية عظيمة وقد تم شرحها فى هذا الكتاب. السماح بالرحيل - ديفيد هوكينز. لقد ركزت كتب الدكتور هاوكنز السابقة على حالات الوعى المتقدمة والتنوير، وخلال هذه السنوات، طلب آلاف الطلاب تقنية عملية يمكن من خلالها أن يزيلوا المعوقات الداخلية للسعادة والفرح والحب والنجاح والصحة وأخيرا التنوير، وهذا الكتاب يقدم آلية للسماح برحيل هذه العوائق. اقتباسات من الكتاب - الخطوة الأولى أن تسمح لنفسك أن تشعر بالشعور بدون مقاومته، أو الهروب منه، أو الخوف منه، أو إدانته، أو تهذيبه. - نتعثر بالشوارع الجانبية المظلمة والطرق المسدودة، ويتم استغلالنا والاحتيال علينا وتخيب آمالنا ونضيق ذرعاً ومع هذا نستمر بالمحاولة. - كل شيء يمكن أن يؤخذ من الإنسان، ماعدا شىء واحد حريته فى اتخاذ موقف محدد فى ظروف معينه، حريته فى اختيار طريقه الخاص.
وفي حياة الفرد لكى يجرب المشاعر المختلفة عليه تجربة مواقف مختلفة، فيشعر الشخص بمشاعر تجاه ما يفعله، ولكل شئ تفعله عليك بسؤال نفسك سؤال لماذا لتكتشف سبب هذا الشعور وما الهدف الذي يخدمه في داخلك دون وعي منك. يقول الدكتور هاوكنز أن هناك مستويات للوعي تبدأ بالحد الأدنى وبالتوالي تزداد، وهم 16 مستوى للوعى يبدأ بمستوى وعى العار وينتهي بمستوى وعى السلام الذي لا يصل له سوى عدد قليل جداً من البشر، وهم التالي: مستوى وعى العار. مستوى وعى الشعور بالذنب. مستوى وعى اللامبالاة. مستوى وعى الحزن. مستوى وعى الخوف. مستوى وعى الرغبة. مستوى وعى الغضب. مستوى وعى الفخر. مستوى وعى الشجاعة. مستوى وعى الحياد. مستوى وعى الإرادة. مستوى وعى القبول. مستوى وعى السبب. مستوى وعى الحب. مستوى وعي المرح. مستوى وعى السلام. رغم أن المستويات العليا من الوعى تخلق مشاعر إيجابية إلا أن الناس تتجنبها لإن الوصول لها يحتاج طاقة فلا أحد يصل لمستوى وعى مرتفع دون بذل مجود عن قصد ليصل لتلك المرحلة. التعامل مع المشاعر بالكبت والقمع والهروب يعتبر سئ عندما يتم بدون وعي الشخص، ولكن إذا تم التعامل مع هذه المشاعر بوعي سوف يختلف الأمر، ويمكنك أن تستخدم التعبير عن المشاعر لتقل ضغطها ثم تقوم بالتدرج والتخلي عن جزء تلو الأخر منها.
وبدون الوعي بمعنى المال على المستوى العاطفي بالنسبة لنا سنكون تحت تاثيره فينا وستحركنا معتقداتنا اللاواعية حيال المال وكل البرمجات المرتبطة به. الشيئ الاكثر اهمية من المال نفسه هو الاشباع العاطفي الذي نرغب في تحقيقه من خلال استخدامه. هل احب مشاهدة البرامج التليفزيونية التي تحتوي على مشاهد ضرب وصراخ وعراك بالايدي وقتل وتعذيب وجريمة وغيرها من اشكال العنف؟ اذا كان الشخص مركز على هذا النوع من البرامج فهو معرض للامراض بنسبة كبيرة جدا.
أيها المسلمون! وكما حظي حسن الجوار بالأجر الجزيل؛ فقد باء سوؤه بالوزر الوبيل، فالذنب في الجار مضاعف عشراً، فقد سأل رسول - صلى الله عليه وسلم - أَصْحَابَهُ عَنِ الزِّنَا فقَالُوا: حَرَامٌ؛ حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: "لِأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ أيسرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ"، وَسَأَلَهُمْ عَنِ السَّرِقَةِ فقَالُوا: حَرَامٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: "لِأَنْ يَسْرِقَ مِنْ عَشرَةِ أَهْلِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يسرق من بيت جاره" رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وإيذاء الجار سبب للعنة الجبار - جل وعلا - ولعنة الخلق، شَكَا رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - جَارَهُ، فَقَالَ: "احْمِلْ مَتَاعَكَ، فَضَعْهُ عَلَى الطَّرِيقِ، فَمَنْ مَرَّ بِهِ يلعنُه". كلام عن الجاره. فَجَعَلَ كُلُّ مَنْ مَرَّ بِهِ يَلْعَنُهُ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: مَا لَقِيتُ مِنَ الناس؟ فقال: "إِنَّ لَعْنَةَ اللَّهِ فَوْقَ لَعْنَتِهِمْ" رواه البيهقي وقال الألباني: حسن صحيح. فإن تسبب أذاه في خروج جاره من منزله فقد باء بالهلاك، كان ثوبان - رضي الله عنه - يقول: "مَا مِنْ جارٍ يَظْلِمُ جَارَهُ وَيَقْهَرُهُ حَتَّى يَحْمِلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلَّا هَلَكَ" رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
وبعدُ - أيها الإخوة - قد تجلّى سموُّ قدر الجوار في الإسلام، وسوء إخفار ذمة الله فيه. وذلك يقضي أن نرعى ما رعى الله بالقيام بما أوجب من حق الجوار؛ كفاً للأذى، وبذلاً للمعروف، والنصحَ والوعظَ لمن قصّر في ذلك الحق، ومباشرةَ الإصلاح بين الجيران المتخاصمين بجهد فردي أو جماعي ينبثق من لجان الإصلاح التي يحسن إقامتها في الحارات [1]. وَلِلْجَارِ حَقٌّ فَاحْتَرِزْ مِنْ إذَائِهِ وَمَا خَيْرُ جَارٍ لَا يَزَالُ مُؤَاذِيًا [1] في لسان العرب (4/225): "والحَارَة: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنازِلُهم ؛ فَهُمْ أَهل حارَةٍ".
وصاة الإسلام بالجار شديدة بلغت منزلة القرابة الموجبة للتوارث، فعن رجل من الْأَنْصَار أنه قَالَ: خرجت مَعَ أَهلِي أُرِيد النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - وَإِذا بِهِ قَائِم، وَإِذا رجل مقبل عَلَيْهِ، فَظَنَنْت أَن لَهُ حَاجَة، فَجَلَست، فوَاللَّه! لقد قَامَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى جعلت أرثي لَهُ من طول الْقيام، ثمَّ انْصَرف، فَقُمْت إِلَيْهِ، فَقلت: يَا رَسُول الله، لقد قَامَ بك هَذَا الرجل حَتَّى جعلت أرثي لَك من طول الْقيام، قَالَ: "أَتَدْرِي من هَذَا"؟ قلت: لَا، قَالَ: جِبْرِيل - صلى الله عليه وسلم - مَا زَالَ يوصيني بالجار؛ حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورِّثه". رواه أحمد وجوّده المنذري. وقال أبو أُمَامَة - رَضِي الله عَنهُ -: سَمِعت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ على نَاقَته الجدعاء فِي حجَّة الْوَدَاع يَقُول: " أوصيكم بالجار " حَتَّى أَكثر، فَقلت: إِنَّه يورثه. رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد جيد. وبات الجوار معياراً لإيمان المرء زيادة ونقصاً، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَه" رواه البخاري ومسلم، وقال: "وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ" قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ" أي: شروره.