والاختلاس: هوالاختطاف، وهو أخذ الشيء بسرعة؛ يعني: إنّ الشيطان يسترق من العبد في صلاته التفاته فيها، ويختطفه منه اختطافًا حتى يُدخِل عليه بذلك نقصٌ في صلاته وخللٌ فيها، فإنهُ يوجب إعراض الله من عبده في تلك الحال؛ وفي الحديث: ( (إِنَّ اللهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلَا تَلْتَفِتُوا) " رواه أحمد". فالحكمة في التنفير من الالتفات ما فيه من نقص الخشوع والإعراض عن الله تعالى وذلك؛ لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أُناسًا يرفعون أبصارهم إلى السماء، ولا ينظرون إلى موضع سجودهم، قال:(ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتدَّ قوله في ذلك حتى قال: لينتهُنَّ عن ذلك أو لتخطفنَّ أبصارهم). الالتفات في الصلاة قسمان: أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى، وهو التفات معنوي، ونعالج هذه المشكله بأنّ يَنْفلَ عن يسارهِ ثلاثاً، ويستعيذُ بالله من الشيطان الرجيم. التفات البصر، وكلاهما منهيٌّ عنهُ، ويُسمّى الحسّي، ونعالجه بالتوجُّهُ مباشرةً إلى القبلة موضع السجود. الأعمال التي تعينُ المسلم على عدم الالتفات في الصلاة: – تحقيق الإخلاص لله تعالى، فإذا توجّه القلب لله تعالى والدار الآخرة وتخلّص من حظوظ الدنيا: خشع في صلاتهِ.
فالصلاة طهارة تؤهل العبد للإقبال على الله والوقوف بين يديه؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]، والخشوع هو إقبال القلوب وتذللها لعلام الغيوب؛ ولهذا قيل: لكل شيء ثمرة، وثمرة الصلاة الإقبال على الله؛ ولذلكم فإنه من الأهداف التي يسعى إليها إبليس اللعين، صرف العبد عن الإقبال على الله، ومن وسائله في ذلك: إشغال العبد بالالتفات في الصلاة؛ ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: (( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد)) [6]. الاختلاس: الاختطاف، وهو أخذ الشيء بسرعة [7] ؛ يعني: إن الشيطان يسترق من العبد في صلاته التفاته فيها، ويختطفه منه اختطافًا حتى يُدخِل عليه بذلك نقص في صلاته وخلل [8] ، فإنه يوجب إعراض الله من عبده في تلك الحال؛ وفي الحديث: ((وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت)) [9]. فالحكمة في التنفير من الالتفات ما فيه من نقص الخشوع والإعراض عن الله تعالى [10] ؛ ولذلكم لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا يرفعون أبصارهم إلى السماء، ولا ينظرون إلى موضع سجودهم قال: ((ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم)) [11].
الإلتفات في الصلاة. أمثلة على الإلتفات في الصلاة. الإلتفات في الصلاة قسمان. الأعمال التي تعين المسلم على عدم الإلتفات في الصلاة. حكم الإلتفات في الصلاة. الالتفات في الصلاة هو: أن ينظر المُصلّي عن يمينهِ وعن يسارهِ ولا يخشع في الصّلاة. فيجب على المسلم أنّ يُحسن الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة، مُستحضراً عظمة الله تعالى، وما يجب لهُ من الخشوع والإخبات، فقال ابن القيم رحمهُ الله: " للْعَبد بَين يَدي الله موقفان: موقف بَين يَدَيْهِ فِي الصَّلَاة، وموقف بَين يَدَيْهِ يَوْم لِقَائِه، فَمن قَامَ بِحَق الْموقف الأول هوّن عَلَيْهِ الْموقف الآخر، وَمن استهان بِهَذَا الْموقف وَلم يوفّه حقّه شدّد عَلَيْهِ ذَلِك الْموقف". أمثلة على الالتفات في الصلاة: ومن أهمِّ الأمثلة في بعض الأحاديث والأقوال: إنّ الالتفات في الصلاةِ اختلاسٌ يختلسهُ الشيطانُ من الصلاة. سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم؟ هو اختلاسٌ يختلسهُ الشيطان من صلاة العبد. حدثنا أبو حاتم مسلم بن حاتم البصري، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب، قال: قال أنس بن مالك: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يا بُنيَّ إياك والالتفات في الصلاة فإنَّ الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لا بدّ ففي التطوع لا في الفريضة).
وسلف فقهه، في باب من دخل ليؤم الناس. ثم ذكر بعده حديث عائشة أيضًا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى في خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَقَالَ: "شَغَلَتْنِي أَعْلَامُ هذِه، اذْهَبُوا بِهَا إلى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنبِجَانِيَّةٍ". وهذا الحديث سلف أيضًا في باب: إذا صلى في ثوب له أعلام (٣). (١) "المستدرك" ١/ ٢٣٧. (٢) نقل ذلك أيضًا عنه ابن رجب في "الفتح" ٦/ ٤٤٥. (٣) سبق برقم (٣٧٣) كتاب الصلاة.
وانظر: "مغني المحتاج" (1/ 386) ، "حاشية العدوي على كفاية الطالب" (2/ 401) ، "الموسوعة الفقهية" (27/102). والمشهور من مذهب الحنابلة: أن ابتداء السلام يكون مع التفاته ، وذهب جماعة منهم إلى أنه يستقبل القبلة حال قوله: " السلام عليكم " ثم يلتفت بالرحمة ، قال المرداوي رحمه الله: " الصَّحِيحُ مِنْ الْمَذْهَبِ: أَنَّ ابْتِدَاءَ السَّلَامِ يَكُونُ حَالَ الْتِفَاتِه.... وَذَكَرَ جَمَاعَةٌ: يَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ بالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، وَيَلْتَفِتُ بِالرَّحْمَةِ ". انتهى من "الإنصاف" (2/ 82-83) ، وانظر: " المغني " (1/398). وهذه مسألة فرعية من مسائل الخلاف السائغ ، والأمر فيها قريب إن شاء الله ، وليس هناك نص واضح على تحتم أي من الأمرين ، بل قد نص العلماء على أن الواجب هو التسليم ، أما كيفيته فهي سنة من السنن ، فتصح الصلاة على أي كيفية كان التسليم. " وَلَوْ سَلَّمَ التَّسْلِيمَتَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ ، أَوْ عَنْ يَسَارِهِ ، أَوْ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ ، أَوِ الْأُولَى عَنْ يَسَارِهِ ، وَالثَّانِيَةَ عَنْ يَمِينِهِ: صَحَّتْ صَلَاتُهُ وَحَصَلَتْ تَسْلِيمَتَانِ، وَلَكِنْ فَاتَتْهُ الْفَضِيلَةُ فِي كَيْفِيَّتِهِمَا ".
أسعى لتقديم خدمة إخبارية متميزة فى كافة الأقسام والمجالات وأهم الأخبار على المستوى المحلى المصري، والعربي والخليجي، بالإضافة لأهم الأخبار العالمية وأحداث الساعة لحظة بلحظة.
احمد حلمى روبى نسرين امين عمرو عبد الجليل احمد مالك سيد رجب سارة ايهاب احمد حلمي احمد حلمى