سورة يس بصوت افضل القراء سورة يس مكتوبة مع امكانية نسخ النص يحتوي التطبيق على تفسير السورة مع وجود طريقة سهلة لحفظ السورة
سورة يس بدون نت 2021 يمكنك من قراءتها والاستماع لها بدون نت مميزات تطبيق سورة يس: - حجم يناسب جميع الهواتف - بدون نت - قراءة سورة ياسين بخط كبير وواضح - مسبحة الكترونية للاستغفار محتويات التطبيق: - قراءة سورة يس - الاستماع لسورة يس بصوت عدة قراء جميلين الاصوات - مسبحة الكترونية تساعدك على التسبيح والصلاة عالنبي سورة ياسين من السور التي تتحقق بما نويت بقراءتها ف سورة يس من السور ذات الخصوصية ننصحكم بقراءتها دائما
منقول من قناة نفحات الدكتور محمد راتب النابلسي. source
الجمعة 22-04-2022 02:32 مكة المكرمة جدول البث
حمد حسن التميمي قيل إن رجلاً جاء إلى سقراط يتبختر في مشيته ويتباهى بجمال هيبته وأناقة مظهره، فقال له سقراط: «تكلم حتى أراك»، ويقصد الفيلسوف اليوناني الشهير بمقولته تلك أن قيمة الإنسان لا تكمن في مظهره الخارجي، بل فيما يحمله من أفكار ويكتنزه من معرفة يعبر عنهما عندما يشرع في الكلام. فإذا كنت تريد أن تعرف قدر امرئ ومدى علمه ومستوى أخلاقه، فعليك أن تصغي السمع له وتتلمس من وراء كلماته التي ينطق بها حقيقة أمره. وعليه، ما أكثر أصحاب العقول الفارغة والنفوس الضعيفة في مجتمعاتنا المعاصرة التي استشرت السطحية بين جنباتها، وأصبح الإنسان فيها عبداً للمال لا هم له سوى جنيه وزيادة تدفقه. من قائل تكلم حتى اراك. إن العالم الجديد اليوم بما أتاحه من وسائل التواصل المتنوعة أصبح للأسف الشديد مرتعاً للسذج، وحقلاً مفروشاً بالأزاهير لكل تافه يجد في متناول يديه كل ما يلزمه لنشر أفكاره الهابطة، ومنصة عالمية لكل جاهل يريد أن يعبر عما يجيش في عقله المتهالك ووجدانه الضحل من أفكار ومشاعر دونية لا تسمن ولا تغني من جوع. ضمن هذا الواقع الحديث، قلما تجد شاعراً حقيقيّاً تعب كثيراً حتى أتقن نظم الشعر، وفيلسوفاً مخضرماً أفنى عمره في البحث عن الحقيقة، وكاتباً مبدعاً لا مجرد دخيل على عالم الكتابة، وحكيماً عالماً بحق ينير الدرب أمام الضائعين، لا مدعياً كاذباً يضلل الناس ليكسب المال والشهرة.
أيها المدوّن تكلم حتى أراك.. أيها الزعيم تكلم حتى أراك.. أيها القائد تكلم حتى أراك.. وإلا كن مسيحاً دجالاً.. أو مهدياً منتظراً.. أو صورة بلا معنى.. أو كلمة بلا صدى أو موجة بلا بحر.. فالأمر حينها سواء. تكلم حتى أراك | قارئ جرير. أزمة الكلمة هي من أزمة المعنى وأزمة المعنى من أزمة القيم الجماعية حين تحولت زعامة الجماعات إلى جماعة الزعامات.. وتحوّل خطيب الجماعة إلى وسيط مُلقّن -بفتح القاف- ومهرجان من الزخرف والزينة دون مضمون أو معنى أو قدرة على أن يرى وقد غاب خلف صورة الغرور والاستعلاء والعجز والبهرج والصمت المقدس.
بئس ذلك من مجتمع. بئس مجتمع لا يعرف كيف يحل خلافاته بالكلام و الحوار. بئس مجتمع تعود الناس فيه على المقاطعة و التحارب لأتفه الأسباب. للكلام هدف وغاية. بالكلام نفهم على بَعضنا و نتعرف على بَعضنا على نحو أفضل. تكلم حتي اراك عمر بن الخطاب. بالكلام نكتب قصصنا و اختراعاتنا ونوصلها إلى غيرنا من البشر. بالكلام نتواصل و نتحاور و تتقدم بيننا أفكار افضل. الأفكار و الحكم الكبيرة التي نتداولها ليست خلاصة عبقرية لأشخاص عاشوا منفردين، بل خلاصة بيئة فكرية متطورة ساد فيها التعلم و التحاور فأنجبت أعلاماً صرنا نعرفهم بأقوالهم. سقراط لم يكن له أن يصبح ذلك الفيلسوف من خلال صمته، بل من خلال بيئته التي اتسمت بالتحاور المنظم في حلقات فكر كان اهتمامها تطوير كيف نفكر. فقط بالحوار و بالكلام الهادف فيما بيننا نصبح بحق مجتمعاً قادراً على حل عقده وأزماته بنفسه، وعلى تطوير عادات وقيم أفضل و مناخاً داعماً للتطور.