موقع شاهد فور

رمضان شهر الصدقات - النيلين

June 28, 2024
يقول الحق فى الآية (190) من سورة البقرة: «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ». سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتاق هو وصحابته إلى البيت الحرام، وأرادوا أن يعتمروا، فجاءوا فى ذى القعدة من السنة السادسة من الهجرة. وأرادوا أن يؤدوا العمرة. فلما ذهبوا وكانوا فى مكان اسمه الحديبية، ووقفت أمامهم قريش وقالت: لا يمكن أن يدخل محمدٌ وأصحابه مكة. وقامت مفاوضات بين الطرفين. ورضى رسول الله بعدها أن يرجع هذا العام على أن يأتى فى العام القادم، وتُخلى لهم مكة ثلاثة أيام فى شهر ذى القعدة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بأنهم سيدخلون المسجد الحرام محلقين ومقصرين. مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي - أسهل إجابة. وشاع ذلك الخبر، وفرح به المسلمون وسعدوا، ثم فوجئوا بمفاوضات رسول الله ورجوعه على بعد نحو عشرين كيلو متراً من مكة وحزن الصحابة. حتى عمر بن الخطاب رضى الله عنه غضب وقال للنبى صلى الله عليه وسلم: ألست رسول الله؟ ألست على الحق؟ فرد عليه سيدنا أبو بكر قائلا: الزم غرزك يا عمر إنه لرسول الله. وقد أظهرت هذه الواقعة موقفا لأم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها، وهو موقف يعبر عن الحنان والرحمة والمشورة اللينة الهينة.

مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي - أسهل إجابة

ومع ذلك، فإن الله يحتمل له ذلك كله، ويحبه ويكرمه، لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مواجهة فرعون، لديه رصيد كبير عند الله، صبر على إصلاح بني إسرائيل أشد الصبر، فكانت هذه الأمور كالشعرة في البحر". وذكر خالد أن "الأعمال تشفع لصاحبها عند الله، وتذكر به إذا وقع في الشدائد، وهذا ما كان سببًا في خروج يونس من بطن الحوت، فقد كان مازال لديه رصيد، (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)، أما فرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له، وقال: (قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ)، قال له جبريل: (الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)". واستطرد: "لهذا من رجحت حسناته على سيئاته، أفلح ولم يعذب ووهبت له سيئاته لأجل حسناته، النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن عفان، الذي أنفق من ماله في تجهيز جيش العسرة: (ما ضر بن عفان ما يفعل بعد اليوم، افعل ما شئت يا عثمان، فقد رضى الله عنك)". مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما ها و. وقال خالد إنه "حتى الدول لها رصيد أيضًا، قوما عاد وثمود فقدا رصيدهما واستمرا في العصيان فأهلكهما الله: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ)".

بعد نزول الآية عرف المسلمون أن الامتناع كان لعلة ولحكمة، فلما جاءوا فى العام التالى قال الله لهم: «الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قِصَاصٌ» «البقرة: 194». وكان الحق يطمئنهم، فالذين صدوكم فى ذى القعدة من ذلك العام ستقاتلونهم وستدخلون فى ذى القعدة من العام القادم. وخاف المسلمون إن جاءوا فى العام المقبل أن تنقض قريش العهد وتقاتلهم. ونزل قول الحق: «وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ الله الذين يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تعتدوا إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين» «البقرة: 190». وعندما نتأمل قوله تعالى: «وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ الله» فإننا نجد أن الحق سبحانه يؤكد على كلمة «فِى سَبِيلِ الله» لأنه يريد أن يضع حداً لجبروت البشر، ولابد أن تكون نية القتال فى سبيل الله لا أن يكون القتال بنية الاستعلاء والجبروت والطغيان فلا قتال من أجل الحياة، أو المال أو لضمان سوق اقتصادي. وإنما القتال لإعلاء كلمة الله، ونصرة دين الله، هذا هو غرض القتال فى الإسلام. «وَقَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ الله الذين يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تعتدوا إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ المعتدين» والحق ينهى عن الاعتداء، أى لا يقاتل مسلم من لم يقاتله ولا يعتدي.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]