موقع شاهد فور

ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

May 17, 2024

أولاً: أتفق مع الجميع على أن القاعدة تقول: (السياق والسباق واللحاق من المقيدات) ولكن هل فعلاً السياق والسباق واللحاق هنا يعتبر مقيداً لهذه الآية ، أم أنها تندرج تحت القاعدة القائلة: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)؟ فلنناقش هذه القضية. يقول ربنا سبحانه وتعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب). 05 من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه..). والآية معلوم أنها نزلت فى واقعة تقسيم الفئ الذى أفاءه الله على رسوله وعلى المؤمنين من بنى النضير ، فهل هى قاصرة على هذا يعن معنى الآية الكريم: (أيها المؤمنون خذوا الفئ الذى يعطيه لكم رسول الله)؟ هل هذا معنى الآية؟ لا والدليل ما هو آت. ولننظر لكل حرف فيها جيداً. 1- حرف الواو ، وهو حرف عطف ، والعطف يفيد المغايرة فعندما نقول جاء زيد وعمرو ، فهذا يعنى أن عمرو غير زيد ، ولكنهم يشتركان فى فعل المجئ ، فما بعده يختلف عن ما قبله ، فهو منفصل عنه ، فهذه الجملة منفصلة عما قبلها وغير مترتبة عليها ، فلو أريد فيها أن تترتب على ما سبقها لقال تعالى: (فما) ولكنه قال (وما) ذلك أن الفاء هى المختصة بالترتيب ، فتفيد أن ما بعدها مترتب على ما قبلها. أما الواو فتفيد الفصل.

وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ - طريق الإسلام

قوله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) هذه الآية نستدل بها على حجية السنة النبوية المطهرة. وهناك من يقول أنها لا تعنى هذا ، حيث يقولون أنها دليل خاص بواقعة الفئ. وأقول أنه إذا بطل الاستدلال بها على حجية السنة ، فإنه سوف يكون قد بطل دليل واحد على حجية السنة. أما إذا ثبت أنها دليل صحيح على حجية السنة فإن هذا الدليل يكفى على هذا. وتطبيقاً نقول: هذا دليل ونص ثابت من القرآن الكريم. والدليل نوعان: عام وخاص. وينقسم كل منهما إلى فرعين. فيصير المجموع أربعة: 1- عام أريد به العموم. 2- عام أريد به الخصوص. وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ - طريق الإسلام. 3- خاص أريد به العموم. 4- خاص أريد به الخصوص. مثال عندما نقول: ضرب المدرس الولد ، فهل هذا يعنى أنه ضرب جميع جسده؟ لا ولكن يقصد أنه ضرب يده فقط ، وهذا مثال على العام الذى أريد به الخصوص. وقس على هذا. ولكن قوله تعالى: (وما آتاكم... ) يندرج تحت أى من هذه البنود الأربعة السابقة. أهل السنة والجماعة يقولن أنه دليل عام أريد به العموم ، ومنكرو السنة يقولون أنه دليل خاص أريد به خصوص حالة الفئ ، وأخطأوا. ودعنا نتأمل فى هذه الآية تأملاً موضوعياً ، ودون الرجوع لأى من التفاسير لا تفاسير السنة ولا حتى الشيعة ، فقط بما تقتضيه اللغة العربية من قواعد.

05 من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه..)

وقد قال الشافعي: " على أهل العلم طلب الدلالة من كتاب الله، فما لم يجدوه نصّا في كتاب الله، طلبوه في سنة رسول الله، فإن وجدوه فما قبلوا عن رسول الله فعن الله قبلوه، بما افترض من طاعته ". شبهة: الاستغناء بالقرآن عن السنة: لا يمكن الاستغناء بالقرآن الكريم عن سُنَّة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحال من الأحوال، بل لا يمكن أن يُفهم الكتاب بمعزل عن السُنَة، وأي دعوة لفصل أحدهما عن الآخر إنما هي دعوة ضلال وانحراف، وهي في الحقيقة دعوة إلى هدم الدين، وتقويض أركانه والقضاء عليه من أساسه، واعتقاد البعض أن القرآن يكفيهم ضلال، ورد للقرآن الذي أمرنا صراحة بطاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كل ما أمر ونهى، قال تعالى: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}(الحشر: 7). ملتقى الشفاء الإسلامي - قواعد قرآنية مفسرة وضرورية لكل مسلم. وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لا أَلْفِيَنَّ أحدَكم مُتَّكِئًا على أَرِيكته يأتِيه أمرٌ مِمَّا أمرْتُ به أو نَهيتُ عنه فيقول: لا أدري، ما وجدْنا في كتابِ الله اتبعناه) رواه أبو داود. وعن المقداد بن معد يكرب ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان علي أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإنَّ ما حرَّمَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما حرم الله) رواه أبو داود.

ملتقى الشفاء الإسلامي - قواعد قرآنية مفسرة وضرورية لكل مسلم

وقد ثبت في الصحيحين أيضًا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه [3]. رابعًا: لفظ الإيتاء يصدق على الأمور المعنوية كما يصدق على الأمور الحسية؛ كما قال تعالى: ﴿ ما كانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤتِيَهُ اللَّهُ الكِتابَ وَالحُكمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقولَ لِلنّاسِ ﴾ [آل عمران: ٧٩]. خامسًا: إن طريقة القرآن هي أوسع وأكبر مما اعترض به منكرو السنة، ذلك أن الخطاب القرآني كثيرًا ما يأتي بقاعدة عامة يختم بها سلسلة أشياء محددة نهى عنها أو أمر بها، فتكون هذه الخاتمة شاملة للمناسبة المحددة في السياق، وفي ذات الوقت قاعدة عامة لكل شيء يصلح للدخول في معناها، ففي آيات الحج تكلم الله عن شعائر محددة، ثم قال: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]. وقال تعالى: ﴿ ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّت لَكُمُ الأَنعامُ إِلّا ما يُتلى عَلَيكُم فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثانِ وَاجتَنِبوا قَولَ الزُّور ِ﴾ [الحج: ٣٠]. ففي هذه ونظائرها هل نقول: نقتصر في تعظيم شعائر الله على ما جاء في السياق فقط، وكذلك الحرمات، فنقول: إنما جاء بتعظيم الحرمات التي دل عليها السياق فقط وهي المتعلقة بالحج؟ كل مسلم أُوتي حظًّا من الفهم لأسلوب القرآن ينزه كلام الله عن هذا [4].

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا بسم الله الرحمن الرحيم فى محاولة أهل التراث إثبات تراثهم الشركى، يقتطعون الآيات سواء من سياقها أو يأتوا بجزء من الآية لكي يتوافق مع فهمهم وما يريدوا أن يمرروه ويضلوا به الناس. الشاهد أنه فى نقاشك مع عبيد التراث تجده يقول لك ( وما أتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فأنتهوا) لا يذكر لك لا إسم السورة ولا يأتى بالآية كاملة ولكن فقط يقطتع الجزء المراد تمريره لكى يدلس عليك. فتقول له ما هو عمل الرسول تحديداً ؟ ولماذا وردت ما أتاكم الرسول، وليس ما أتاكم النبى ؟ تجد إجابة واهية لا تعبر عن شىء إجابة من عينة كل رسول نبى وليس كل نبى رسول! ولكن القرآن فصَّله الله، وسوف نجد آيات تقول يا أيها النبى ولماذا لم ترد يا أيها الرسول ؟ القرآن الكريم أوضح تماما، ما هو عمل النبى تحديداً، وما هو عمل الرسول تحديدا فى آيات بينات واضحات لا لبس فيها. الرسول - قولا واحدا - هو صفة البلاغ لآيات الله والتى تُطبق على النبى نفسه مثله مثل المؤمنين، والنبى.. هو الصفة الدعوية للإنسان البشر محمد فهو صفة دعوة فقط كما جاء فى سورة الأحزاب والتى فيها أيضاً آيات تعريف بعمل الرسول تحديداً.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]