موقع شاهد فور

اغنية عيد ميلاد مريم راشد الماجد

June 27, 2024

ومن سمائها تراقب حياتنا وتقدّم لنا ابنها مصدر حياتنا المسيحيّة ونهايتها. أيتها العذراء مريم ، أُمّ الله وأُمّنا! أعطنا ابنٓكِ ، نوراً لدربنا في وادي الدموع ، واجعلي من هذه الدموع ، إبتساماتِ إيمان ورجاء ومحبة. تشفعي لأجلنا لنكون في حياتنا ، هياكل حيّة ، نحملُ للعالم البائس واليأس ، المُخلّص الحبيب يسوع المسيح.

عيد ميلاد مريم اغنيه

ميلاد مريم العذراء غيّٓر وجه الأرض المشوه بالخطيئة ، وحوّل تيار التاريخ. وبواسطة هذا الميلاد ، أعاد الله ، الرب الخالق للخليقة رونقها وبهاءها الأصليين. وكان هذا الميلاد صفعة بوجه البشرية المتدنيّة ، فلم تستطع الخطيئة ونتائجها ، من الكراهية والبغض والشهوة والأنانية ، السيطرة على مريم ، فحُبِل بها بلا خطيئة أصلية. فاستمتعت مسبقاً بإنعام المسيح الفادي الخلاصية. تأمل : عيد ميلاد العذراء مريم - الكنيسة الكاثوليكية بمصر. والله الآب أدهش بإختياره العذراء مريم " أُمّاً " لإبنه الوحيد ، وبميلادها العجيب ، الشعب المختار وخاصة رؤسائه ، المتشرد بفلسفات مختلفة ، والبعيدة كل البعد عن منطقه الإلهي ، ودعاه للرجوع إلى أصالته: " من أجل قساوة قلوبكم ، سمح لكم موسى في طلاق نسائكم ، ولم يكن الأمر منذ البدء هكذا " ( متى ١٩: ٨). واختيار الله الآب مريم العذراء من بين بنات جنسها ، الغير المدّنسة ، والتي عاشت ببساطة قروية ، وعملت بوداعة ابناء الله. وعند إنتهاء ازمنة الإنتظار: " أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة ، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داؤد ، اسمه يوسف ، واسم العذراء مريم ، فدخل إليها فقال: افرحي ، أيتها الممتلئة نعمةً ، الرب معكِ " ( لوقا ١: ٢٦ – ٢٨).

عيد ميلاد مريم الدباغ

وأصبح ميلاد العذراء مريم ، ميلاد حياة جديدة. فبينما كان الكبار والوجهاء يترقبون من الجميع ، والتكريم من الصغير والكبير ، والطاعة من عامة الشعب ، والخدمة من الخدم …. وأتت العذراء مريم لتقلب هذه المعتقدات. فها هي التي بعدما سمعت من الملاك خبر نسيبتها اليصابات المفاجئ: " ها إنّ نسيبتك اليصابات قد حبِلت هي ايضاً بإبن في شيخوختها ، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي تدعى عاقراً. فما من شيء يعجز الله " … " قامت مريم فمضت مسرعة إلى الجبل إلى مدينة في يهوذا ، ودخلت بيت زكريا ، فسلّمت على اليصابات " ( لوقا ١: ٣٦ – ٤٠). عيد ميلاد مريم الدباغ. مريم العذراء ، كانت تدرك كل الإدراك عظمتها ، فاعترفت أنّ كل شيء هو من الله: " تعظّم نفسي الرب ، وتبتهج روحي بالله مخلّصي لإنه نظر إلى تواضع أمته. سوف تهنئني بعد اليوم جميع الأجيال لأن القدير صنع إليّ اموراً عظيمة " ( لوقا ١: ٤٧ – ٤٨). بميلادها المجيد ، فتحت مريم البتول صفحة جديدة في تاريخ البشرية: " ظهر المسيح فيما بيننا وهو الجالس هنا على الهيكل. سُمع صوت السلام ، وأُعطيت القبلة المقدّسة ، واضمحلّت العداوة وشملت المحبة كل واحد ". ( من الليتورجية الأرمنية) ميلاد مريم العذراء على الأرض ، مروراً بمراحل هذه الحياة الفانية ، والمتجوهرة بأتون صعوبات العمر ، يصبح حياة ممجّدة وأبديّة بانسجام كلّي مع حياة الثالوث الأقدس وفيها.

عيد ميلاد مريم بلقيس فتحي

بالميلاد ، العجيب بنوعه ، قٓلٓبٓ المسيح المفاهيم ، مُفتشاً لميلاده مكاناً في مدينة صغيرة لا في القصور ، واختار ابنة من بيت متواضع ، لا ملكة او أميرة: " وانتِ يا بيت لحم ، أرض يهوذا لستِ أصغر ولايات يهوذا ، منك يخرج الوالي الذي يرعى شعبي إسرائيل " ( متى ٢: ٥). ولمًا ظهر لها ، سيد السماء والأرض ، لم يفرض إرادته عليها ، بل اقترح عليها ما كان مزمعاً القيام به ، وانتظر موافقتها " ها أنا أمة الرب فليكن بحسب قولك ". فالمحبّة لا ترغم ولا تجبر أحداً ، بل تجذبه إليها. والمحبة لا تُكبّل أحداً ، بل تحرره من كل ما يستعبده. والمحبة لا تعمل بالغوغاء والفوضى ، بل تُبدع بالهدوء والصمت. وميلاد العذراء مريم أصبح أيضا ميلاداً لعقلية جديدة. لأن المحبة تحث على الإدراك والمعرفة الكاملة والحقيقية. ولمّا سمعت مريم سلام الملاك ، وادركت جوهر رسالته وإرادته الإلهية ، ادركت بوضوح كلّي ، اقتراحه بكل جوانبه ومتطلباته. عيد ميلاد مريم اغنيه. وبكل مسؤولية أعطت موافقتها لدعوته تعالى ، فانسجمت معها والتزمت بها ، رغم أنّ الطفل " جُعل لسقوط كثير من الناس وقيام كثيرٍ منهم وآيةً معرّضة للرفض. وانت سينفذ سيف في نفسك لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة " ( لوقا ٢: ٣٤ – ٣٥).

ومن سمائها تراقب حياتنا وتقدّم لنا ابنها مصدر حياتنا المسيحيّة ونهايتها. أيتها العذراء مريم ، أُمّ الله وأُمّنا! أعطنا ابنٓكِ ، نوراً لدربنا في وادي الدموع ، واجعلي من هذه الدموع ، إبتساماتِ إيمان ورجاء ومحبة. تشفعي لأجلنا لنكون في حياتنا ، هياكل حيّة ، نحملُ للعالم البائس واليأس ، المُخلّص الحبيب يسوع المسيح. المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]