موقع شاهد فور

تفسير انما النسيء زيادة في الكفر

June 28, 2024

تاريخ الإضافة: 10/10/2017 ميلادي - 20/1/1439 هجري الزيارات: 21124 تفسير: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله) ♦ الآية: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: التوبة (37).

  1. تفسير: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله)
  2. تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا..}
  3. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة براءة - قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر - الجزء رقم4

تفسير: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله)

وهذا الذي قاله مجاهد فيه نظر أيضًا، وكيف تصحّ حجّة أبي بكر وقد وقعت في ذي القعدة؟! وأنَّى هذا وقد قال الله تعالى: وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ الآية [التوبة:3]، وإنما نُودي به في حجّة أبي بكر، فلو لم تكن في ذي الحجّة لما قال تعالى: يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ؟!

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا..}

مع ورود عدة أحاديث أخرى بصيغ مختلفة بل ومتضاربة في الزمان والمكان يستند عليها في هذا الصيام، مع أن الأصل في العبادات الوقف لقوله تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)، فهل ثمّة تشريع من عند الله في هذا الصيام؟ يقولون إن الرسول عليه الصلاة والسلام رأى اليهود يصومون هذا اليوم فصامه وأمر بصيامه، فهل يقتدي الرسول باليهود في العبادة؟ كلا العبادة لا تؤخذ إلا من الله ولا يصدق عاقل أن نبي الأمة يتبع شرائع اليهود محرفي شريعة موسى في فرض صيامهم علينا. ففي هذا القول تصادم واضح مع المتواتر عنه عليه الصلاة والسلام أنه لا تشريع إلا من عند الله، ويتعارض مع المشهور عنه في أمره مخالفة اليهود والنصارى بقوله: (خالفوا اليهود والمجوس) فالأصل على هذا المبدأ أن ينهى الناس عن صيام عاشوراء لمخالفة اليهود لا أن يأمرهم بتقليدهم. كما أن قولهم إن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم المدينة ورأى اليهود يصومون عاشوراء، فيه إشكال كبير كما ذكره ابن حجر في الفتح لأن الرسول قدم المدينة في ربيع الأول، فكيف رآهم يصومون عاشوراء؟ وإن لم يكن يعلم بصيامهم إلا في السنة الثانية من الهجرة فلا يكون ثمة مجال لأمر المسلمين بصيامه إلا في السنة الثالثة وهذا الاحتمال لا يستقيم على حال لأن صيام رمضان قد فرض في السنة الثانية من الهجرة وبإيجاب رمضان سقط صيام عاشوراء من الوجوب أو حتى الندب والاستحباب.

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة براءة - قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر - الجزء رقم4

السائل الكريم، أهلا وسهلاً بك، كان العرب في الجاهليّة أصحاب حروب وغارات، فالقبيلة القوية تغزو الضعيفة لتكسب الغنائم من العبيد والمواشي والممتلكات، وكان لهم أشهر يجعلون القتال فيها محرماً بينهم، إلا لدفاعٍ عن النفس أو الأرض، وكان هذا التحريم نافذاً في زمن الجاهلية قبل الإسلام، وهذه الأشهر أربعة، ثلاثة متوالية هي: ذي القعدة ذو الحجة محرم شهر يأتي منفصلاً وهو: رجب. إلا أن العرب في كثير من الأحيان كان يشقّ عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهرٍ متوالية لا يَغِيرون فيها، فقالوا: "لئن توالت علينا ثلاثة أشهر لا نُصيب فيها شيئاً لنهلكَنّ"، فلجأت إلى ما يسمى (النسيء)، وهو: التأخير، أي تأخير حُرمة شهر محرَّم إلى شهر آخر حتى يتسنّى لهم القتال فيه. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة براءة - قوله تعالى إنما النسيء زيادة في الكفر - الجزء رقم4. حيث كانوا إذا جاء شهرٌ حرام وهم محاربون أحلّوه، وحرّموا مكانه شهراً آخر، فيستحلّون شهر محرم، ويحرمون شهر صفر مثلاً، فإن احتاجوا أيضاً أحلّوه وحرموا ربيعاً الأول، وكذلك كانوا يفعلون، وعندما جاء الإسلام أقرَّ حرمة هذه الأشهر، ولذلك تُسَمَّى بالأشهر الحُرُمْ. وقد عاب الله -تعالى- عليهم تحليل ما حُرم من الأشهر، وقال عنه زيادة في الكفر، قال تعالى: ( يُحِلّونَهُ عامًا وَيُحَرِّمونَهُ عامًا لِيُواطِئوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّـهُ) ، "التوبة:47" أي: عدة الأشهر الأربعة التي حرمها الله، وقال: ( يُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).

– إنما الزيادة التي قمتم بإضافتها من عبارات وقناعات لا تنتمي لله مثل ( أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد) ، ( هذه هي إرادة الله) ، ( إرادة الله لا تريد لنا أن نحقق السعادة في حياتنا) ، ( الله خلقنا في عذاب وألم وفشل) ، فتلك العبارات والقناعات والقوانين الزائدة التي اخترعتموها أنتم ومجتمعاتكم سوف تجعلكم في الضلال تعيشون ، أنتم تقومون بجعل الحلال حرام والحرام حلال! ، تلك الأشياء الزائدة محببة لرؤسكم ولمخاوفكم لأنها تمنحكم الإحترام والتقدير من الآخرين وأيضاً تشعرون بالآمان فأنتم تسيرون في القطيع ولا أحد يعترض عليكم أو أن كذلك الناس يعيشون في العذاب في الفشل في الغباء فما الداعي للتفكر والتعقل واستخدام نعم الله ، وبالتالي فأنتم كافرين بالله ، والله لا يهدي القوم الكافرين. عبدالرحمن مجدي هل ساعدك هذا المقال ؟

والله أعلم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]