موقع شاهد فور

يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم

June 28, 2024

تفسير: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق) ♦ الآية: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النساء (171). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ يا أهل الكتاب ﴾ يريد: النَّصارى ﴿ لا تغلوا ﴾ لا تتجاوزوا الحدَّ ولا تتشدَّدوا ﴿ فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الحق ﴾ فليس له ولدٌ ولا زوجة ولا شريك وقوله: ﴿ وكلمته ألقاها ﴾ يعني: أنَّه قال له: كن فيكون ﴿ وروحٌ منه ﴾ أَيْ: روحٌ مخلوقٌ من عنده ﴿ ولا تقولوا ثلاثة ﴾ أَيْ: لا تقولوا: آلهتنا ثلاثة يعني قولهم: اللَّهُ وصاحبته وابنه تعالى الله عن ذلك ﴿ انتهوا خيراً لكم ﴾ أَي: ائتوا بالانتهاء عن هذا خيراً لكم مما أنتم عليه.

تفسير: (قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا)

وقوله ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل عطف على النهي عن الغلو ، وهو عطف عام من وجه على خاص من وجه; ففيه فائدة عطف العام على الخاص وعطف الخاص على العام ، وهذا نهي لأهل الكتاب الحاضرين عن متابعة تعاليم الغلاة من أحبارهم ورهبانهم الذين أساءوا فهم الشريعة عن هوى منهم مخالف للدليل ، فلذلك سمي تغاليهم أهواء; لأنها كذلك في نفس الأمر وإن كان المخاطبون لا يعرفون أنها أهواء فضلوا ودعوا إلى ضلالتهم [ ص: 291] فأضلوا كثيرا مثل ( قيافا) حبر اليهود الذي كفر عيسى عليه السلام وحكم بأنه يقتل ، ومثل ( المجمع الملكاني) الذي سجل عقيدة التثليث. يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق. ‌‌‌ وقوله ( من قبل) معناه من قبلكم. وقد كثر في كلام العرب حذف ما تضاف إليه قبل وبعد وغير وحسب ودون وأسماء الجهات ، وكثر أن تكون هذه الأسماء مبنية على الضم حينئذ ، ويندر أن تكون معربة إلا إذا نكرت. وقد وجه النحويون حالة إعراب هذه الأسماء إذا لم تنكر بأنها على تقدير لفظ المضاف إليه تفرقة بين حالة بنائها الغالبة وحالة إعرابها النادرة ، وهو كشف لسر لطيف من أسرار اللغة. وقوله وضلوا عن سواء السبيل مقابل لقوله قد ضلوا من قبل فهذا ضلال آخر ، فتعين أن سواء السبيل الذي ضلوا عنه هو الإسلام.

وأما الحماية من الشهوات، فكذلك جاءت في عدة أساليب منها: 1- بيان خطر المعصية في الدنيا، {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا}، {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ}. 2 - بيان خطرها في الآخرة، {إوَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، {قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}. 3 - بيان أن المعصية سبب الضلال، {وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}. 4 - أنها سبب الغي{،وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}. ولاشك أن آثار المعصية - ولاسيما الكبائر منها - كثيرة جداً، سواء على العاصي نفسه، أو على المجتمع، أو على البيئة، وقد بين ابن القيم رحمه الله كثيراً منها في كتابه المعروف (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي). على أن ثمة وسائل قرآنية عامة تعمل على حماية المسلم، والمجتمع المسلم من الانحرافات، من أهمها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه آيات كثيرة تدل عليه، والجهاد لكل معاند من كافر أو مارق أو خارج على الجماعة، والعقوبات الشرعية من القصاص والديات والحدود والتعزيرات.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]