موقع شاهد فور

البيوت القديمة في نجد.. لوحة تشكيلية وسط الصحراء

June 28, 2024
عندما نذكر المنازل الطينية القديمة أو كما هي معروفة بـ«الدروب» والتي تتكون من عدد من الطوابق قد يصل بعضها إلى سبعة، وكيف كانت تحتوي عددًا من الأسر، كل منها تسكن في دور مع ملحقاته المعيشية، يسودهم التعاون والتكاتف، ونقارن ذلك بما يحرص عليه الجميع في وقتنا الحالي حيث بات كل شخص يطالب بالسكن في منزل خاص بعيدًا عن الآخرين، نجد أن الفارق بات شاسعًا، بين الحال كما كان في الماضي، وبينه اليوم، وهو ما يختصره كبار السن حين يتحدثون عن «الزمن الجميل» بحنين شديد، مشددين على أن تزاحم الأسر في «الدروب» كان يحكمه التعاون والتعاضد والتكاتف الأسري. متنوعة الأشكال يقول حنيف آل شيبان «البيوت الطينية القديمة كانت متنوعة الأشكال مثل «المربع» و«المشولق» و«المقدم»، وكانت متعددة الطوابق، تتسع لأكثر من عائلة وأسرة، وكان المنزل الطيني يأوي الجميع كما يأوي مواشيهم، كما كان أيضًا مستودعًا لتخزين الأعلاف والحبوب، وجميع أدوات الفلاحة، وكانت بيوت الطين الشعبية مصممة لتتناسب مع متطلبات الحياة، فتجد فيها كل ما يجمع الجد والأب والابن والحفيد، حيث غالبًا ما كانت تقطنها أربعة أجيال». ويضيف «كانت تلك البيوت تبنى بناء على الاحتياج، وغالبًا ما كانت تتشكل من سبعة طوابق وأحيانًا تسعة، ويصل ارتفاع الطابق الواحد ما بين 3 إلى 4 أمتار، وتميزت على الدوام بأنها نواة مجتمع ناجح».

البيوت الطينية القديمة الاصلية

2016-12-12 اللاذقية-سانا رغم تراجع عددها لا تزال بعض القرى في ريف محافظة اللاذقية تحتفظ ببيوتها الطينية القديمة التي كانت منتشرة قبل دخول الحجر والاسمنت للبيوت الحديثة لذلك قامت مديرية آثار اللاذقية مؤخرا بتثبيتها وتوثيقها باعتبار أنها تشكل تواصلا مع الماضي وتحفظ التراث الشعبي. ويقول مدير آثار اللاذقية المهندس ابراهيم خير بيك في تصريح لنشرة سانا سياحة ومجتمع.. "إن نموذج المنزل الريفي في كل بلدة يتأثر بالمحيط المجاور من آثار ومحميات وغابات وأنهار ففي فترة قديمة نوعا ما كانت البيوت في القرى والبلدات عبارة عن بيوت طينية قديمة حيث اعتمد أجدادنا على مواد البيئة الموجودة في المنطقة لبناء بيوتهم كالحجارة والأخشاب والقصب وأغصان الاشجار والتراب المجبول بالتبن". البيوت الريفية الطينية في اللاذقية مفرداتها المعمارية تدل على تاريخها القديم – S A N A. ويوضح المهندس خير بيك أن أهل القرية كانوا يعيشون في هذه المنازل قبل أن يدخل الحجر والاسمنت والحديد الصلب للمساكن المعاصرة" حيث شكل المنزل رغم بعض اختلافاته الطفيفة بين منطقة وأخرى أحد أبرز المفردات التراثية في المنظومة الريفية عامة لما اتسم به من ثراء وتنوع في التفاصيل وكذلك جمالية في الطراز التقليدي العام". ويضيف مدير آثار اللاذقية.. "في مناطق أخرى بني البيت الريفي القديم من حجر الدبش غير المنحوت المسقوف بالتراب والخشب بينما بنيت منازل أخرى من حجر نظيف مطلى بالكلس وسقفها على شكل قناطر وعقود وهناك منازل مبنية من حجر واسمنت وتتكون من عدة غرف ومسقوفة بالحديد والاسمنت المسلح وأخرى مسقوفة بالقرميد".

البيوت الطينية القديمة على بلوجر

واعتمدت طبيعة المسكن الذي يعيش فيه، بناءً على المواد المتوفرة عنده، والتي يستطيع الحصول عليها بسهولة. البيوت القديمة في نجد.. لوحة تشكيلية وسط الصحراء. مساكن الإنسان القديمة الكهوف اتخذت بعض القبائل قديماً الكهوف الموجودة في الجبال، أو الّتي عملوا على حفرها بأنفسهم، وقد وفرت لهم المسكن المناسب للعيش، وساعدت على حمايتهم من عوامل الطقس المختلفة، ومن هجوم الحيوانات المفترسة، وفي هذه المرحلة الزمنية، لم يتمكن الإنسان من اكتشاف أماكن بديلة للعيش. الخيم عندما بدأ الإنسان يهاجر من مكان إلى آخر، من أجل البحث عن الماء، والطعام، صار يفكر بوسيلة جديدة، للعيش فيها، ويتمكن من أخذها معه في تنقلاته، فاخترع الخيم، من جلود، وشعر، ووبر الحيوانات، والّتي كانت تساعده على السكن في الأماكن التي يجدها مناسبة له، كما كانت توفر له الحماية من الأمطار في الشتاء، ومن أشعة الشمس في الصيف، وسمي الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون في الخيم بالبدو الرحّل. البيوت الخشبية هي بيوت مصنوعة من خشب الأشجار القوية، والّتي تعتبر الشكل الأولي للبيوت المعروفة حديثاً، وكانت تُبنى على شكل مربع، أو دائرة، على حسب نوع الأشجار المستخدمة في تصميمها، وطبيعة المنطقة التي تتواجد فيها، وكانت تقترب البيوت الخشبية من بعضها البعض، مما أدى إلى تشكيل قرية صغيرة، يعيش فيها مجموعة من الناس، وما زالت تُستخدم هذه الأنواع من البيوت في بعض بلدان العالم.

البيوت الطينية القديمة الفرعونية على ضفاف

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

البيوت الطينية القديمة Pdf

الحجارة الجبلية: للمنازل الداخلية والمتاخمة للبر.

البيوت الطينية القديمة 2016

وقال المتحدث ذاته: "للبناء الطيني تاريخ عريق في هذه المناطق شبه الصحراوية"، مشيرا إلى "أن اختيار الأولين للطين في البناء لم يكن اعتباطيا، حيث إن هذه المادة بالإضافة إلى سهولتها، تتيح بخصائصها حماية مثالية من الحر والبرد، لافتا إلى أن "شباب اليوم أحلوا الإسمنت مكان الطين في تشييد منازلهم ومشاريعهم في أشد المناطق حرارة، مستنزفين بذلك موارد عديدة"، وفق تعبيره. وأكد أن التفريط في خصوصيات البناء المحلية وعدم الحفاظ على النسق العمراني الذي عرفت به المنطقة منذ القدم أدى إلى ما يمكن دعوته بفقدان هوية حضرية، مطالبا بضرورة إعادة ترميم البيوت الآيلة للسقوط وتشجيع المستثمرين على بناء مشاريعهم بمواد طينية طبيعية، مشيرا إلى أن استخدام الإسمنت في البناء "لا معنى له" ويهدد البيئة وصحة الإنسان، وفق تعبيره. الواحة تفقد جماليتها مسؤول بجماعة تزارين أكد أن زحف الإسمنت هو أكبر مشكل تواجهه الواحة في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن عوامل طبيعية ورغبة إنسان الواحة في تتبع التطور جعلا البناء الطيني يفقد رونقه وبساطته، مضيفا "على السكان أن يحافظوا على تاريخهم، وأن لا يستبدلونه بالإسمنت أولا كونه يعد إرثا تاريخيا وحضاريا، ثانيا للحفاظ على صحتهم وبيئتهم"، وفق تعبيره.

جذبت النوافذ والأبواب القديمة مصوراً سعودياً، حتى جال الأحياء القديمة في العاصمة الرياض لتوثيقها، وتصنيف أنواعها بعد ربطها بالحقب الزمنية المختلفة. وفي هذا الشأن، تحدث المصور الضوئي، محمد المالكي، إلى "العربية. البيوت الطينية في دواوير تزارين .. كنوز وإرث تاريخي مهدد بالزوال. نت" قائلاً: "الشبابيك والأبواب هي أكثر ما يجذبني في المباني القديمة والتاريخية، وخاصة تلك المبنية من الطين، فعند الوقوف أمام تلك المباني تستشعر منها بوح الذكريات والحراك الاجتماعي، كما أن أشكالها المختلفة وألوانها عامل جذب لكاميرا المصور، ومنها أيضاً تستطيع أن تقرأ التاريخ الأقرب لإنشاء هذه المباني". كما أضاف: "من خلال الشبابيك والأبواب تستطيع أن تفرق في تاريخ المباني المتجاورة، فمنها القديم المصنوع من الخشب المحلي أو الحساوي المعروف بطرازه التراثي القديم، ومنها ما هو مستورد من مصر والشام، وقد شارك هذا النوع فترة ما بعد السبعينيات بيوت الطين والحجر والمسلح، وما زالت هناك منازل حتى وقتنا الراهن يوجد عليها هذا النوع، وأعتقد أنه هو الأقوى، ثم حضر النوع الحديد المعروف ببساطة شكله. ويستعيد المالكي ذكرياته قائلاً: "قدومي منذ الطفولة إلى مدينة الرياض قبل نصف قرن، وسكني في منزل من الحجر، وبجوارنا مساكن متنوعة من مسلح وطين، كان له الأثر الكبير في اهتمامي بتصوير النوافذ والأبواب القديمة، فقد كانت البيئة الطفولية دائماً صورتها في مخيلتي وحاضرة، وملامح البيوت القديمة ساكنة في مخيلتي، ولا أكاد أفقدها حتى إنني ما زلت أذهب إلى الحي القديم الذي سكنته، وأتجول في الطرقات القديمة، حتى أقف أمام منزلي الذي عشت فيه طفولتي".

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]