موقع شاهد فور

ونريد ان نمن على الذين استضعفوا

June 28, 2024

{ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون} أي خربنا قصورهم وأبنيتهم بالهلاك والتدمير الإهلاك وإخراب الأبنية، وقيل: ما كان يصنع من التدبير في أمر موسى عليه السلام وإخماد كلمته.

  1. الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)!

الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)!

وقد كان رسول الله وصحبه الأوائل من المستضعفين في الأرض، وفجأة حضرتهم المنة، وجاء الإحسان، وتحقق البرهان؛ (وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ)[الأنفال: ٢٦]. وكم من أمم وأقوام، استُضعفوا ونيل منهم، ونُهبت حقوقهم، ثم أبدل الله خوفهم أمنا، وبلّغهم سعادتهم، ومكنهم دينا ودعوة وصلاحا، بسبب ثباتهم على دينهم ورفضهم التبديل؛ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا مِنكُم وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم فِي الأَرضِ كَمَا استَخلَفَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دينَهُمُ الَّذِي ارتَضى لَهُم وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعدِ خَوفِهِم أَمنًا يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شَيئًا وَمَن كَفَرَ بَعدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الفاسِقونَ)[النور: ٥٥]. وكم من عالم صبور، وعابد وقور، أتاه الامتنان بعد مراحل من الصبر والاحتساب، واحتساء النكبات، لعلمه بأن ذلك هو الطريق، وأنه مسار المصلحين عبر التاريخ، ولا انفكاك عنه، أو مناص عن سلوكه..! ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض. وإذا آلمتك الحياة بقضّها وقضيضها، ومرها وشرها؛ فعش مع مثلك تلك النصوص، واستلهم منها العظة، واستطعم العبرة، واملأ قلبك باليقين، والتفاؤل، والعمل، وضم لها السيرة النبوية، وقصص اللذين عانوا ولاقوا، ثم كانت لهم العافية والعاقبة، فانهل منها وتعلم؛ (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يوسف: 21].

وللرد على ذلك الصلف والظلم بعث الله- سبحانه وتعالى- موسى بن عمران طفلا رضيعا, لا حول له ولا قوة, يتهدد به فرعون وملكه, فيغزو قصره رغم أنفه ويعيش فيه. ثم ينهار جبروت الفرعون أمام ما وضع الله- تعالى- في هذا الرضيع من أسرار. وتكفي في ذلك الإشارة إلى أن الفرعون لم يتمكن من قتل هذا الرضيع على الرغم من ميلاده في عام كان القانون الفرعوني يحتم فيه قتل كل الذكور من مواليد المؤمنين. وكان ذلك بسبب أن الله- تعالى- أدخل هذا الطفل الرضيع في رعايته, وألقى عليه محبة من عنده, وساق تابوته الى داخل قصر الفرعون, فلم يستطع قتله على الرغم من عداوته الشديدة لقومه, وخوفه منهم. الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)!. وبعد أن تلقى موسى- عليه السلام- رسالة ربه, تحدى بها الفرعون وجنده, فنصره الله- تعالى- عليهم نصرا مؤزرا. وعرض القرآن الكريم لهذه القصة جاء ليؤكد لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين به في زمانه, ومن بعده إلى قيام الساعة حقيقة أنه لا سلطان في هذا الوجود لغير الله- تعالى-, ولا نجاة من مخاطر هذا الوجود إلا بإرادته ورحمته, وذلك لأن سلطان العباد قاصر ومحدود, وقدراتهم على الإنقاذ محدودة, فعلى كل من يريد النصر والتمكين أن يكون مع الله, فمن كان في جانب الله- تعالى- وتمسك بإيمانه به, وتوكل عليه كان الله معه, ومنحه العزة والتمكين في الأرض.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]