موقع شاهد فور

اذا كثر الخبث

June 25, 2024

إذا كثر الخبث في قصص الأنبياء عبرة للمعتبرين قال الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى" [يوسف: من الآية111]، ومن العبر المستفادة من قصة نبي الله صالح عليه السلام وقومه ثمود الذين كانت تتحكم فيهم طغمة فاسدة، تدير بهواها دفة أمورهم، أن المجتمع متى ما استسلم لما يهوى أولئك السفهاء المفسدين فإن مصيره مصيرهم سواء بسواء. خططت تلك الفئة الباغية لقتل الناقة ثم لقتل صالح عليه السلام ونفذت نصف الجريمة ثم لم يكن من المجتمع حراك قبل ولا بعد الجريمة، كان مجتمعا سلبيا تقوم بتدبير دفة أموره فئة قليلة متنفذة فاسدة وتظل الأكثرية فيه صامتة متواطئة. إن السلبية ليست عذراً للمجتمع، فلا بد للمجتمع من دور رائد في تنحية الظالمين وعدم تمكينهم من النطق باسمهم وتولي زمام الأمور، فإذا تخلى المجتمع عن هذا الدور فلا يلومن إلا نفسه يوم ينزل العذاب الشامل وتحل النقمة العامة كتلك التي نزلت على ثمود، نعم لم يكن المتآمرون غير تسعة ولم يكن المنفذ للجريمة المؤامرة إلا واحداً ولكن المجتمع تغافل عن دور أولئك الطغاة وتركهم يمرحون ويسرحون ويتصرفون في مصيره وفي مستقبله، إن هؤلاء المجرمين لم يجروا البلاء على أنفسهم فحسب بل كان بلاء عاماً نال المقترف بيده والساكت ذا الموقف السلبي، ولم ينج إلا من لحق بسفينة التي كان ربانها صالح عليه السلام.

نعم .. إذا كثر الخبث

الحمد لله. أولا: ظهور الأوبئة العامة ، وإن كان الله تعالى قد رتّبها على أسباب مادية معقولة يدركها المتخصص؛ إلا أن هذا لا ينافي أن يكون الله تعالى قد قدر هذه المصائب ، والأحداث الكونية العامة، بسبب ما أحدث العباد، وما عملوه من معصية الله، والكفر به. فلا تعارض بين السبب المادي الطبيعي، وهو من خلق الله وتقديره وتدبيره، وبين تعلق هذه الأقضية بأعمال العباد، وأحوالهم مع رب العالمين، وهي كذلك: من خلق الله وتدبيره وتقديره. قال الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ الشورى/30. حديث ويل للعرب من شر قد اقترب. وقال الله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ الروم/41. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " فاعلم أن الله سبحانه أتقن كل شيء صنعه، وأحسن كل شيء خلقه، فهو عند مبدإ خلقه بريء من الآفات والعلل، تام المنفعة لما هيئ وخلق له، وإنما تعرض له الآفات بعد ذلك بأمور أخر، من مجاورة أو امتزاج واختلاط، أو أسباب أخر تقتضي فساده، فلو ترك على خلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به، لم يفسد.

إذا كثر الخبث

ورواه أيضا أحمد في المسند بلفظ:... فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا فِيهِمْ يَوْمَئِذٍ أُنَاسٌ صَالِحُونَ؟ قَالَ: بَلَى. وفي لفظ لابن حبان في صحيحه: يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ نِقْمَتِهِ وَفِيهِمُ الصَّالِحُونَ، فَيُصَابُونَ مَعَهُمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ. نعم .. إذا كثر الخبث. فأنت ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بأن فيهم صالحين، قال القرطبي في التذكرة: إذا كثر المفسدون وقَلَّ الصالحون هلك المفسدون والصالحون معهم إذا لم يأمروا بالمعروف ويكرهوا ما صنع المفسدون، وهو معنى قوله: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة. اهـ. والله أعلم.

استشكال حول حديث أنهلك وفينا الصالحون والجواب عنه - إسلام ويب - مركز الفتوى

وهذه الذنوب المذكورة في الحديث: عند تأمّل عقوباتها ، نرى أنها من جنسها، فالجزاء من جنس العمل. " قالوا: وقد دل الكتاب والسنة في أكثر من مائة موضع على أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر ، كما قال تعالى ( جَزَاءً وِفَاقًا) أي: وفق أعمالهم ، وهذا ثابت شرعا وقدرا " انتهى من "عون المعبود مع حاشية ابن القيم" (12 / 176). فظهور الفواحش والتعالن بها ، من شأنه أن ينزل عقابا يكافئ ملذتها. وظلم الناس لبعضهم البعض في أرزاقهم بالغش والخداع في الميزان، تقابله عقوبة حبس الرزق بالجفاف والمجاعات وظلم السلطان للرعية. ومنع الناس لزكاتهم وحرمانها المحتاجين لها، يعاقب الناس عليه بعقوبة من جنس ذنبهم هذا فتحبس عنهم نعمة المطر. ومباشرة الناس للغدر ونقض العهود، يعاقبون عليه بجنس هذا الذنب وذلك بغدر الأعداء بهم وهجومهم عليهم. وعدم حكم الأئمة بالشرع، هو في حقيقته رفع للعدل والعلم، ونشر للجهل والتظالم. " وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه: فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة ، سببا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب. وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف ، سببا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استُرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ، ظهرت في صور ولاتهم!!

ما معنى الخبث في الحديث - موسوعة

نالت القضيتان السابقتان من المتابعة والنقاش ما لم تنله قضية المطرب الأجنبي الذي كان يغني وسط نسائنا من "بنات الحمايل"، وكانت كل واحدة تحاول أن تحظى بـ "سيلفي" معه، لدرجة أنهن كن يقتربن منه بشكل لا يرضاه شخص في قلبه ذرة من غيرة، المشكلة أن صورهن واضحة في المقطع الذي انتشر. انطلقت فتيات في شارع التحلية في جدة وهن يرتدين بناطيل "الجينز"، ويبتسمن للجمهور الذي كان يحييهن في الشارع، ووجوههن واضحة كذلك. ثم جاء العريس الذي يراقص عروسه التي ترتدي فستانا يكشف أغلب جسدها، وكلاهما معروفان ومن عائلتين أشهر من النار على علم. راقبت هذه وتلك وعلمت أن التركيز على الأمور الصغيرة يحرمنا فعلا حماية المجتمع من الكبائر التي تهلك الأمم، حتى وإن كان فيها "صالحون".

حديث ويل للعرب من شر قد اقترب

تابعت خلال الأيام الماضية "تغريدات" ومناقشات حادة بين موافقي ومعارضي أحد أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أجرى مقابلات مع قنوات فضائية برفقة زوجته التي كانت مكشوفة الوجه. بادرت مجموعة من قبيلة الرجل بإصدار بيان "براءة" مما فعله "ابن عمهم"، ويكيلون له الاتهامات. عندما سألت في أحد المواقع عن علاقة القبيلة بهكذا سلوك فردي، تبرع كثيرون بمخالفتي وتقديم التبريرات على أن هذا هو الصحيح. طبعا، غني عن القول إننا مجتمع لا يزال يعاني تركيبته القبلية والعائلية التي تخشى أن يصلها "عار" ما يفعله أي من أفرادها. تلك الحادثة ذكرتني بحادثة أخرى بطلتها "ناشطة" حاولت أن تدخل الأراضي السعودية وهي تقود سيارتها، على الرغم من علمها بأن القوانين تمنع هذا الأمر. قدمت عائلة الفتاة خطاب اعتذار و"براءة" مما فعلته الفتاة. تخيلوا لو أن كل واحد ارتكب محظورا أو دخل سجنا أو كان لا يصلي، وهي أهم من كل ما سبق، صدر بحقه خطاب براءة من عائلته أو قبيلته، سوف يؤدي هذا إلى إزالة مفهوم القبيلة، لأننا جميعا مقصرون وخطاؤون. الحق أن ما يدور في المجتمع من مشكلات أو تجاوزات، من قبل أشخاص محسوبين على فئة أو قبيلة أو عائلة، تشغلنا عن التعامل مع مشكلات حقيقية تحتاج إلى حلول واضحة وجريئة.

وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ. وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا. وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ. وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ. وفي الإسناد: ابن أبي مالك، واسمه: خَالِدُ بْنُ يَزِيد. قال الذهبي رحمه الله تعالى: " خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك أبو هاشم الهمداني الدمشقي، عن: أبيه، وعطية بن الحارث. وعنه: ابن أبي الحواري، وهشام الأزرق. ضعَّفوه " انتهى من "الكاشف" (1 / 370). وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " خالد ابن يزيد ابن عبد الرحمن ابن أبي مالك، وقد ينسب إلى جد أبيه، أبو هاشم الدمشقي، ضعيف مع كونه كان فقيها، وقد اتهمه ابن معين " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 191).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]