موقع شاهد فور

ختامها مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

June 28, 2024

الذي يستحق التكريم بجدارة ويُكتب اسمه بماء الذهب هو صاحب الفكرة والمشروع، وأعني به المهندس (حسين بحري). وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

  1. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون بالرسم العثماني

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون بالرسم العثماني

وتتكرر القصة في أبناء آدم حسدا على دنيا، أو غيرة من صلاح وهمة أو غير ذلك. ومن أقبح الحسد: ما يكون من المنعمين والسباقين في كثير من مجالات الحياة، وكأنما يريدون احتكارها لأنفسهم. يقول صاحب الظلال: (إنه لمن ألأم الحسد: أن يحسد ذو النعمة الموهوب، لقد يحسد المحروم ويكون الحسد منه رذيلة، أما أن يحسد المغمور بالنعمة فهذا هو الشر الأصيل العميق). ومن أبواب السقوط في التنافس غير الشريف ما يكون بين الأنداد والمتشابهين من علماء الفن الواحد، أو المهنة الواحدة، أو المنزلة الاجتماعية، أو المرتبة الإدارية.. حيث يتتبع كل واحد سقطات الآخر، بدلا من أن يعمل الفكر والجهد لتقديم الأنفع والأصلح والأبدع. ويشخص ابن قدامة المقدسي هذا المرض فيقول: (تعلم أن النفس قد جبلت على حب الرفعة، فهي لا تحب أن يعلوها جنسها، فإذا علا عليها شق عليها، وكرهته، وأحبت زوال ذلك ليقع التساوي، وهذا أمر مركوز في الطباع فأما إن أحب أن يسبق أقرانه، ويطلع على ما لم يدركوه، فإنه لا يأثم بذلك، لأنه لم يؤثر زوال ما عندهم عنهم، بل أحب الارتفاع عنهم، ليزيد حظه عند ربه). والأمر خطير يحتاج إلى ضبط المشاعر، وتنقية القلب وإخلاص القصد لئلا يخرج هذا التنافس عن الحد المحمود إلى الحسد والتباغض.

جميعاً نتسابق في الدنيا ونتنافس من يكون الأفضل، من يكون الأجمل، بتصرفاتنا وأفعالنا وأقوالنا سواء كان في العمل أو في البيت أو حياتنا العامة. نرى كثيراً من يقول: «فلان أفضل من فلان».. نشعر بالغيرة.. نجتهد ونثابر ونكافح ونعمل بكل قوتنا ليقول علينا نفس الكلام بل أكثر لنسعد ونبتهج ونبتسم ونرتاح. ماذا لو هذي الغيرة التي نشعر بها بيننا في الأمور الدنيوية، تكون فيما يقربنا من الله. ماذا لو فعلنا هذا وتسابقنا إلى الله سبحانه وتنافسنا لأجل آخرتنا؟ لماذا لا نتنافس ليقول الله سبحانه لملائكته «إني أحب فلاناً فأحبوه». ما أعظم هذه المنزلة شرف عظيم «محبة الله سبحانه».. قال تعالى: ‏(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون). شهر عظيم نحن في ظلاله، شهر العتق والغفران شهر الصدقات والإحسان تضاعف فيه الحسنات وتجاب به الدعوات شهر رمضان الكريم. كن من المجتهدين فيه، من المنافسين، من المستغفرين، المسبحين، القارئين القرآن، الذاكرين المنجزين بالأعمال المرضية للرحمن، كن من الداعين لك ولأهل بيتك ولمن تحب. تحدّ نفسك ونافس بأنك تنجز ولو بقليل ربما بنظرك أنت هو عمل بسيط، ولكنه ربما عند الله سبحانه وتعالى كبير، لا تحقرن من المعروف شيئاً.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]