تاريخ النشر: الثلاثاء 20 ربيع الأول 1435 هـ - 21-1-2014 م التقييم: رقم الفتوى: 237370 37273 0 220 السؤال عندما كنت أصلي، سمعت سبا لله تعالى، فتفلت عن يساري ثلاثا، على أساس أنها وسوسة شيطان، ولكني سمعته مرة أخرى بعد أن تفلت. إذا كان هذا السب ليس وسوسة من الشيطان، بل من نفسي: كيف تكون النفس المؤمنة، الحريصة على عبادة الله وطاعته، بهذا السوء؟ أرجو التوضيح. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنك لم تبين لنا هل سمعت السب من نفسك أو من غيرك، ولا شك أن سب الله تعالى أمر خطير، وهو يعتبر كفرا إذا صدر من عاقل واع لما يقول، وعلى من غلبه الوسواس على نفسه فصار يتفوه بالسب، أن يبادر للاستعاذة بالله تعالى من الشيطان ووساوسه؛ فقد ثبت في الحديث عن عثمان بن أبي العاص قال: يا رسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي، وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثا. قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. تكرر منه سب الله والرسول والدين وتأتيه الوساوس بأن ذلك لم يكن عن عمد - الإسلام سؤال وجواب. رواه مسلم. ثم إن الوساوس قد تعرض للمؤمن، ولكن خوفه منها دليل على صحة إيمانه؛ فإن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه، وأما الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة، بل يتلاعب به كيف أراد.
وعن أبي ذرٍّ -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " إذا غَضِب أحدُكم وهو قائم فليجلسْ؛ فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع "(رواه أحمد، والترمذي). ولتكفَّ لسانك ولتحذره؛ فإنه بابٌ إلى الجحيم، وفي الصحيحين عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " إن العبد ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم ". فرفع الصوت على أمك مِن العقوق لها، وخاصة في حالة الغضب، فكيف بالضرب والسب؟ نسأل الله العافية، والله تعالى حرَّم مجرد كلمة أفٍّ؛ قال الله تعالى في شأن الوالدين: { فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}[الإسراء: 23]. فبادرْ بالتوبة النصوح إلى الله تعالى لعل الله يغفر لك، ويتوب عليك؛ فإنَّ التائب من الذنب كمَن لا ذنب له. وتذكَّر أن الأم لها ثلاثة أرباع البرِّ؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: " أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " ثم أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " ثم أمُّك "، قال: ثم مَن؟ قال: " ثم أبوك ".
الحمد لله. سب الله أو الرسول أو الدين كفر وردة عن الإسلام بالإجماع ، وعلى فاعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا ، بأن يندم على ما فات ، ويعزم على عدم العود إليه ، فإن تاب تاب الله عليه ، قال تعالى: ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53. وعَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا) رواه مسلم (2759). فعليك بالتوبة والأوبة والإكثار من الأعمال الصالحة. وأما التفكير في أن السب كان عن عمد أم لا ، فهو من وسوسة الشيطان ، يريد أن يصرفك عن التوبة ، أو يضعف خوفك من الله واجتهادك في الصالحات ، فإنك إن علمت قبح ما صدر منك ، وخطره ، وعظم شأنه ، دعاك ذلك للاجتهاد في الخير ، وأورث في قلبك الانكسار والذل بين يدي الله ، وجعلك معلق الرجاء في فضله وإحسانه وعفوه عنك.
لم يرى للمتحابين مثل النكاح، وقال الشيخ: وظنَّه ضعف معناه الصحيح، وعمل الناس فيه فعلاً، قال: ابن عثيمين بعد أن عبر عن هذا الضعف: وأما إذا كانت المحبة بين الرجل والمرأة فليس صحيحًا بطبيعة الحال أفضل طريقة لحمايتك من الفساد والفسق هو الزواج منه إذا لم يتزوجها، فسيظل قلبه مرتبطًا به، وكذلك هو، قد يكون هناك إغراء، ويقول إنه يتمتع بشخصية ومعرفة نبيلة قد تسمع عن امرأة، وقد يرغب في ذلك تزوجها. يريد لهذا الرجل شخصية نبيلة ومعرفة ودين لكن هناك طرق عديدة للتواصل بين العشاق في هذه الحالة، يمكن للرجل التحدث إلى المرأة ويمكن للمرأة التحدث إلى الرجل تقول: تريد الزواج منه خوفا على فتنة، وإلا فالأصل هو مثلا إذا أخبرت المرأة ولي أمرها أنها تريد شيئا كهذا مثلا تناديه باسم عمر إن شاء الله له؟ ويسعده الله عندما يقدم ابنته حفصة لأبي بكر والعثماني ويحتاج الله القدير أن ينتبه لهذا النهي الذي يذكر وينقل عدوان العشاق. لم يرى للمتحابين مثل النكاح، الاجابة الحب بين الجنسين هو الذي يفرض نفسه على الإنسان، هو يسعى إلى الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه،
وبخصوص موقف المسلم من اختلاف العلماء في تصحيح حديث أو تضعيفه راجع الفتوى رقم: 259063. وعلى فرض كونه ضعيفا فمعناه صحيح، وواقع الناس العمل به، ولذا قال الشيخ ابن عثيمين بعد أن أشار إلى ضعفه: لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة، قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. لم يرى للمتحابين مثل النكاح من. اهـ. وهذا المحذور الذي ذكره والمتعلق بتجاوز حدود الله تعالى بين المتحابين مما ينبغي التنبه له.
السؤال: فضيلة الشيخ: هناك حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لم يُر للمتحابين مثل النكاح» فهل في هذا حجة لمن يجوِّز الحب بين النساء والرجال، جزاكم الله خيراً؟ الجواب: أولاً: هذا الحديث فيه ضعف ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، لكنه من الناحية الطبيعية أنه إذا قُدر أن يكون بين الرجل وبين امرأة من الناس محبة؛ فإن أكبر ما يدفع الفتنة والفاحشة أن يتزوجها؛ لأنه سوف يبقى قلبه معلقاً بها إن لم يتزوجها، وكذلك هي، فربما تحصل فتنة. قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه، لكن التواصل بين المتحابين على غير الوجه الشرعي هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق وقصم الظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل. لم يرى للمتحابين مثل النكاح في. ويقول: إنه يرغب في زواجها خوفاً من الفتنة، وإلا فالأصل أنه لو حصل أن المرأة تخبر وليها أنها تريد فلاناً مثلاً فيتصل به كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعلى عثمان رضي الله عنه، وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل فهذا محل الفتنة. المصدر: الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(26)