مدارس الرقي الأهلية - YouTube
مدارس الرقي - YouTube
من خلال هذه الصفحة يمكنك التقدم بطلب التسجيل في مدارس الشمس الأهلية ولجميع المراحل الدراسية ، سيقوم مكتب القبول والتسجيل بالتواصل معك لاحقا لمتابعة طلب التسجيل نأمل تسجيل طلب مستقل لكل طالب في حال تسجيل الأخوة
من القائل فيا عجبا لمن ربيت طفلا
هو من الأَبياتِ المشهورةِ الِّتي يُضرَبُ بِها المثَلُ فيمَن يُنكِرُ إِحسانَ مَن أَحسنَ إليهِ، ويُجازِيه بِالإحسَانِ إِساءةً، لنقرأ: أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ ……. فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي وَكَمْ عَلَّمْتُـهُ نَظْمَ القَوَافي ……. فَلَـمَّـا قَالَ قَافِيةً هَجـانِي هذان البيتان منسوبان إلى مَعْن بن أَوس، ونجد ذلك في كتاب الحريري (دُرّة الغوّاص في أوهام الخواصّ)- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ص 182، ويحيلنا المحقق إلى ديوان معن، ص 37. يقول الحريري:"الرواية الصحيحة فيه (استدّ) بالسين المبهمة، ويكون المراد بها السَّداد في الرمي، وقد رواه بعضهم بالشين المعجمة التي هي بمعنى القوة". من القائل فيا عجبا لمن ربيت طفلا - إسألنا. المشهورُ في البيتِ الأَوَّلِ (فلمّـا اشْتَدَّ) بِالشِّينِ المعجَمَةِ، مِن الاشْتِدادِ والشِّدَّة، بمَعنَى: القُوَّةِ، يُقَالُ اشْتَدَّ الشَّيءُ، أيْ قَوِيَ وصَلُبَ، وشَدَّ عَضُدَه: قَـوَّاهُ. هذا هو المشهورُ على ألسِنَـةِ النَّاسِ في هذا البَيت. غير أن الرواية التي ترد في معظم كتب التراث- (اسْتَـدَّ) بِالسَّينِ المهمَلَة، مِن السَّدادِ بمعنَى: الاستِقَامة، والمرادُ: السَّدادُ في المرمَى، وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم ، كالخليلِ بنِ أحمدَ في (العَين)، والجوهريُّ في (الصَّحَاح)، وابنُ مَنظورٍ في (اللِّسان) وغيرُهم.
ورد في كتاب (العين) للخليل الفراهيدي: "والسَّدادُ: مصدر ومنه السَّديد قال: أُعلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَومٍ... فلما استَدَّ ساعدُه رَماني" في (لسان العرب) لابن منظور ورد أنَّ رواية (اشتدَّ) تصحيفٌ وليست بشيء. قال ابن منظور: " وأَما السَّداد بالفتح فإِنما معناه الإِصابة في المنطق- أَن يكون الرجل مُسَدَّدًا، ويقال إِنه لذو سَداد في منطقه وتدبيره، وكذلك في الرمي، يقال: سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام، وسَدَّدْتُه تسديدًا، واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام وقال: أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ.... معن بن أوس - فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً .. أُلقَّـمُهُ... - حكم. فلما اسْتَدَّ ساعِدُه رَماني قال الأَصمعي اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء". قال ابن بَرَِي: هذا البيت يُنسب إلى معن بن أوس قاله في ابن أخت له، وقال ابن دُرَيد هو لمالك بن فهم الأزدي، وكان اسم ابنه سُلَيمة، رماه بسهم فقتله، فقال البيت. قال ابن برّي: ورأيته في شعر عَقيل بن عُلَّـفة في ابنه عُميس حين رماه بسهم، وبعده البيت: فلا ظفِرتْ يمينُك حين ترمي وشُلَّتْ منك حاملةُ البَنانِ" انتهى كلام ابن منظور... أما الشاعر فالغالب في كتب الأدب -وهي كثيرة- أنه أوس بن مَعْن المُزَني، وهو شاعر مخضرم (ت.
يورد ابن دريد القصة في كتابه (الاشتقاق)، ص 497 وهناك قرأت شكل الاسم مختلفًا (سَلِيمة) بفتح السين، (وليس كما روى صاحب اللسان بلفظ= سُلَيمة)، وذُكر في الاشتقاق أن مالكًا قتل أباه، وأضاف بعد البيت: "ويُروى اشتدَّ". أخلص إلى القول أن الغالب في الروايات هو (استدَّ) بالسين، وأن الشاعر هو معن بن أوس، وأختم بما قاله الثعالبي في (لباب الأدباء) في مادة (معن بن أوس): "ومن أمثاله السائرة... أعلمه الرواية كل يوم فلما قال قافية هجاني وهذا من الحسن على ما لا خفاء به. " ولاحظنا هنا كذلك أن صدر البيت اختلف، فبدلاً من "وكم علمته نظم القوافي" ذكر الثعالبي: "أعلمه الرواية كل يوم". إضافة في هذا السياق: في الأمثال ورد: سمّن كلبك يأكلك، جزاء سِـنِـمَّـار، يلاقي الذي لاقاه مجير أم عامر... وفي الدارجة: خيرًا تعمل شرًا تلقى. بدل المعروف لطّ كفوف... إلخ
فلما اشتد ساعده رماني مثل للتنكر من المعروف، قاله أحد شعراء العرب حزنًا على ما فعله ناكر المعروف، كان قد رباه وعلمه من أمور الدنيا ما يستطيع أن يشتد به صلبه، فلما صار الفتى شابًا قويًا استقوى على معلمه ومربيه مما أحزنه وأحس أنه ضيع الوقت في معاملة هذا الناكر للمعروف فهجاه الشاعر بهذه الأبيات.