ذات صلة تفسير سورة البلد للأطفال تفسير سورة الشرح للأطفال التهديد والوعيد للمطففين بدأت سورة المطففين بالتهديد والوعيد للمطففين، قال -تعالى-: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. [١] إنّ معنى "ويلٌ للمطففين"؛ أي هلاك وحسرة للمطففين؛ وهم الذين يغشّون بالوزن عندما يبيعون للناس شيئًا فيقومون بإنقاصه، ولكنّهم إذا اكتالوا على الناس أي إذا اشتروا منهم شيئًا ممّا يُباع بالكيل والوزن يستوفون حقّهم كامل، وإذا هم كالوا؛ أي إنّهم هم الذين قاموا بالبيع بالكيل فإنّهم يُنقصون ويخسرون ويقلّلون من البضاعة المشتراة. [٢] ومعنى قوله -تعالى-: " ألا يظنّ أولئك أنّهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لربّ العالمين "؛ أي ألا يؤمن هؤلاء المطففين بأنّهم سيُبعثون في الآخرة وسيُحاسب كل إنسان على عمله في ذلك اليوم العظيم؛ وهو يوم القيامة، حيث يقف العباد للعرض على خالقهم ويطول بهم الوقوف قبل أن يبدأ الحساب إجلالًا لله -تعالى-.
هل جوزي الكفار - إذ فعل بهم ذلك- جزاء وفاق ما كانوا يفعلونه في الدنيا من الشرور والآثام؟
كـَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ليس الأمر كما تصورتم من أنه لا حساب ولا جزاء، إن كتاب أصحاب الطاعة لفي عِلِّيين. وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ وما أعلمك - أيها الرسول - ما عِلِّيُّون؟! يَشۡهَدُهُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ يحضر هذا الكتاب مقربو كل سماء من الملائكة. إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٍ إن المكثرين من الطاعات لفي نعيم دائم يوم القيامة. عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ على الأسرّة المزينة ينظرون إلى ربهم، وإلى كل ما يبهج نفوسهم ويسرهم. تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ إذا رأيتهم رأيت في وجوههم أثر التنعّم حُسْنًا وبهاء. تفسير سورة المطففين الآية 26 تفسير السعدي - القران للجميع. يُسۡقَوۡنَ مِن رَّحِيقٖ مَّخۡتُومٍ يسقيهم خدمهم من خمر مختوم على إنائها. خِتَٰمُهُۥ مِسۡكٞۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلۡيَتَنَافَسِ ٱلۡمُتَنَٰفِسُونَ تفوح رائحة المسك منه إلى نهايته، وفي هذا الجزاء الكريم يجب أن يتسابق المتسابقون، بالعمل بما يرضي الله، وترك ما يسخطه. وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِيمٍ يُخْلط هذا الشراب المختوم من عين تَسْنيم. عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا ٱلۡمُقَرَّبُونَ وهي عين في أعلى الجنة يشرب منها المقربون صافية خالصة، ويشرب سائر المؤمنين منها، مخلوطة بغيرها.
يتنعمون وينظرون إلى ما أعد الله لهم من النعيم، وينظرون إلى وجه ربهم الكريم، وتعرف أيها الناظر إليهم (فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) ، أي: بهاء النعيم ونضارته ورونقه؛ لما عندهم من توالي للذة والسرور. (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ) ، وهو من أطيب ما يكون من الأشربة وألذها، وذلك الشراب مختوم بالمسك، ويحتمل أن المراد أنه مختوم عن أن يداخله شيء ينقص لذته، أو يفسد طعمه. في ذلك النعيم المقيم الذي لا يعلم حسنه ومقداره إلا الله (فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، أي: فليتسابقوا في المبادرة إليه بالأعمال الموصلة إليه، فهذا أولى ما بذلت فيه نفائس الأنفاس، وأحرى ما تزاحمت للوصول إليه فحول الرجال. مزاج هذا الشراب من تسنيم، وهي عين يشرب بها المقربون الذين سبق ذكرهم، وهي أعلى أشربة الجنة على الإطلاق، فلذلك كانت خالصة للمقربين، الذين هم أعلى الخلق منزلة، وممزوجة لأصحاب اليمين أي أنها مخلوطة بالرحيق وغيره من الأشربة اللذيذة. تفسير الآيات من (29-36) والمتعلقة بسوء معاملة الكفار للمؤمنين في الدنيا لما ذكر الله -تعالى- جزاء المجرمين وجزاء المؤمنين وذكر ما بينهما من التفاوت العظيم، أخبر أن المجرمين كانوا في الدنيا يسخرون بالمؤمنين ويستهزئون بهم، ويضحكون منهم ويتغامزون بهم عند مرورهم عليهم؛ وذلك احتقاراً لهم وازدراء، ورغم ذلك تراهم مطمئنين، لا يخطر الخوف على بالهم، (وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ) صباحًا أو مساء (انْقَلَبُوا فَكِهِينَ) أي: مسرورين مغتبطين.
[١٠] تُبيّن هذه الآيات كيف سيكون حال الكفّار والمؤمنين في الآخرة، فالكفّار كانوا يضحكون من المؤمنين في الدنيا ويسخرون منهم ويستهزئون بهم، وإذا فعلوا ذلك عادوا إلى أهلهم مسرورين ومبتهجين، وإذا رأوا المؤمنين قالوا إنّ هؤلاء ضالون أي منحرفين عن طريق الحق والصواب. "وما أرسلوا عليهم حافظين" ؛ أي إنّ الله -تعالى- لم يرسلهم ليكونوا شاهدين على أعمال المؤمنين وحافظين لها، وفي الآخرة سيضحك المؤمنين من الكافرين، وسيُسألون وهم جالسين على أسرّتهم وأرائكهم هل حصل الكفّار على جزائهم وعقابهم. [١١] المراجع ↑ سورة المطففين، آية:1-6 ^ أ ب المراغي، أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي ، صفحة 71. بتصرّف. ↑ سورة المطففين، آية:7-13 ↑ ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير ، صفحة 415. بتصرّف. ↑ ابن عطية، تفسير ابن عطية ، صفحة 451. بتصرّف. ↑ سورة المطففين، آية:14-17 ^ أ ب عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي ، صفحة 915. بتصرّف. ↑ سورة المطففين، آية:18-28 ^ أ ب ت محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير ، صفحة 616. بتصرّف. ↑ سورة المطففين، آية:29-36 ↑ محمد محمود حجازي، التفسير الواضح ، صفحة 839. بتصرّف.
عذاب شديد للذين يبخسون المكيال والميزان, الذين إذا اشتروا من الناس مكيلا أو موزونا يوفون لأنفسهم, وإذا باعوا الناس مكيلا أو موزونا ينقصون في المكيال والميزان, فكيف بحال من يسرقهما ويختلسهما, ويبخس الناس أشيائهم؟ إنه أولى بالوعيد من مطففي المكيال والميزان. ألا يعتقد أولئك المطففين أن الله تعالى باعثهم ومحاسبهم على أعملهم في يوم عظيم الهول؟ يوم يقوم الناس بين يدي الله, فيحاسبهم على القليل والكثير, وهم فيه خاضعين لله رب العالمين. ليس الحق فيما هم عليه من تطفيف الكيل والميزان, فليرتدعوا عن ذلك. إن مصير الفجار ومأواهم لفي ضيق, وما أدراك ما هذا الضيق؟ كتاب مكتوب كالرقم في الثوب لا ينسى ولا يمحى. عذاب شديد يومئذ للمكذبين؟ الذين يكذبون بوقوع يوم الجزاء, وما يكذب به إلا كل ظالم كثير الإثم, إذا تتلى عليه آيات القرآن قال: هذه أباطيل الأولين ليس الأمر كما زعمها, بل هو كلام الله ووحيه إلى نبيه, وإنما حجب قلوبهم عن التصديق به ما غشاها من كثرة ما يرتكبون من الذنوب. ليس الأمر كما زعم الكفار, بل إنهم يوم القيامة عن رؤية ربهم- جل وعلا- لمحجوبون. ثم إنهم لداخلو النار يقاسون حرها, ثم يقال لهم: هذا الجزاء الذي كنتم به تكذبون.
أم الدنيا لها عقل هبـــــــاء؟! أم الإنسان أصبح وهو يمشى.... أقل من الهباءة والفنـــــاء؟!
انتاج كتابي: خروف العيد