موقع شاهد فور

حكم الزكاة واجب – سوء الظن بالله

July 4, 2024

حكم الزكاة واجب أو سنة - الجنينة الرئيسية / منوعات / حكم الزكاة واجب أو سنة الزكاة هي فريضة من الفرائض و الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي من الفروض المهمة التي حثنا الله تعالى على تأديتها، وهي حق واجب للمساكين والمحتاجين، وفي مقالنا نتعرف على حكم الزكاة هل هي فرض أم واجب.

ما حكم الزكاة - موضوع

مانع الزكاة لا يعد كافرا إلا إذا أنكرها وجحدها ، أو استهزأ بها. يقول الشيخ عطية صقر، رحمه الله تعالى: مانع الزكاة كالمقصر في أي ركن من أركان الإسلام، يسأل عن سبب منعه لها، فإن قال: إنها غير مفروضة أو استهزأ بها، فهو كافر لا محالة، لأنه أنكر ما علم من الدين بالضرورة. أما إن قال هي مفروضة، ولكن نفسي لا تطاوعني، أو أريد أن أتمتع بمالي الذي جمعته بجهدي، ولا أريد أن يأخذه مني غيري، فهو مسلم، ولكنه عاص مرتكب لكبيرة من الكبائر. حكم الزكاة واجب أو سنة. وعلينا في الحالة الأولى أن نستتيبه ـ أى نطلب منه أن يتوب ويعطى الزكاةـ حتى يؤمن بفرضيتها، فإن لم يتب؛ أقيم عليه الحد. وفي الحالة الثانية: ننصحه قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن استجاب فبها، وإلا قاطعناه كترجمة للإنكار بالقلب، ولا نقيم له وزنا، ولا احترما لعله يعود إلى الصواب. وهذا ما يجب أن نفعله مع كل مقصر في واجب من واجبات الدين، والكل يعرف ما قام به أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) في حرب المرتدين الذين منعوا الزكاة، كما جاء في الصحيحين حيث قال: "والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) لقاتلتهم عليه". يقول العلماء: على الحاكم أن يأخذ الزكاة قهرا ممن امتنع عنها ويعزره أي: يعاقبه.

وقَرَنَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الفقر في تعوُّذِهِ بالكفر، وهو شرُّ ما يُستعاذُ منه، دَلالةً على خَطَرِهِ؛ فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهمَّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ من عذاب القبر، لا إله إلا أنت))؛ رواه أبو داود، وهو صحيح الإسناد. وكلمة (الفقر) مأخوذة من فَقَرَ الأرضَ يَفقُرها إذا حفرها، وفَقَرَ الرَّجُلَ: كسر فَقار ظهره، فكأنَّ الفقر يَفتك بصاحبه حتى يجعل فيه حفرًا، بكسر فَقار ظهره. ولا شكَّ أننا اليوم، في ظلِّ هذه الأزمة المالية التي يعرفها العالم، وفي ظل اعتراف كثير من علماء الاقتصاد الغربيين بنجاعة النظام الإسلامي في تحريم الربا، وإقرار مبدأ التكافل والتآزر - نجد أنفسنا مرة أخرى معتزِّين بديننا، الذي يَعتبر المالَ مالَ الله، والناسَ مُوَكَّلين عليه، ومستخلفين فيه؛ كما قال – تعالى-: ﴿ وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ ﴾ [النور: 33]، وقوله – تعالى -: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه ﴾ [الحديد: 7].

ونفسه تشهد عليه بذلك، وهو بلسانه ينكره، ولا يتجاسر على التصريح به، ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك فيها كامنًا كمون النار في الزناد) [5925] ((زاد المعاد)) (3/211)، و((الصواعق المرسلة)) (4/1356)، و((الداء والدواء)) (1/138). 3- سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه: قال تعالى: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6] قال ابن القيم: (توعَّد الله سبحانه الظانين به ظنَّ السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا [الفتح: 6]) [5926] ((الداء والدواء)) (1/138). 4- يورث الإنسان الأخلاق السيئة: سوء الظن يورث الإنسان الأخلاق السيئة كالجبن والبخل والشح والحقد والحسد والتباغض قال ابن عباس: (الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل) [5927] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/47).

حسن الظن بالله

كيف يمكن علاج سوء الظن بالله؟ لا شكَّ أنَّ من أكبر أسباب سوء الظن بالله عز وجل هو عدم المعرفة الصحيحة لعلم الشريعة الإسلاميَّة ، فالجهل بالعلم الصحيح للشريعة يقود الإنسان إلى سوء الظن بالله وعدم الرضا بالقضاء والقدر، ولذلك لا بُدَّ للمسلم أن يتعلَّم علم الشريعة الصحيح الذي يُعينه على حسن الظن بالله، وكذلك لا بُدَّ أن يُدرك أنَّه ما من إنسان خلقه الله إلا ويعاني من الابتلاءات والهموم، وأنَّ الدنيا جُبلت على الكدر. وليعلم المسلم أنَّ المصائب والابتلاءات التي تصيب المسلمين الصابرين المحتسبين تختلف عن التي تصيب الكافرين أو المسلمين الجازعين القانطين من رحمة الله، فالذي يصبر ويحتسب ويرضى بقدر الله؛ يرضى الله عنه ويكتب له الأجر، وأمَّا الذي يسخط ويجزع فلا أجر له، وكلَّما كانت الهموم والابتلاءات للمسلم كثيرة كانت محبة الله له كبيرة، لذلك فإن الأنبياء -عليهم السلام- هم أكثر النَّاس بلاءً، و حتى يتحقق إيمان النَّاس لا بُدَّ من الابتلاءات والفتن ، يقول الله -سبحانه وتعالى-: { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}. [١] وإذا كان المسلم يدعو أثناء مصيبته دون أن يجد استجابة لدعائه؛ فإنَّ الله عز وجل جعل للدعاء ثلاث حالات؛ فإمَّا أن يُستجاب الدعاء بعينه في الدنيا، وإمَّا أن يُخبِّئه الله للمسلم يوم القيامة، وإمَّا أن يصرف عنه بالدعاء شر وبلاء، وإنَّ السعادة الحقيقيَّة تكون بالإيمان والتسليم لما جرت به المقادير، فإذا أصابت المؤمن سرَّاء شكر، وإن أصابته ضرَّاء صبر، ولذلك على المؤمن أن يثق بالله أنَّه لن يخذله، لأنَّه سبحانه لطيف بعباده ويختار لهم ما ينفعهم في الدنيا والآخرة.

لكن إن تأخر جوابه ، فلا يقنط من رحمة الله تعالى وسعة كرمه؛ فإن في القنوط سوء ظن بالله تعالى، وهو أمر محرم. قال الله تعالى: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ الحجر /56. وقال الله تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ يوسف /87. وسوء الظن هذا: مانع من الإجابة. ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي. فإذا تأخر جواب دعوته بأمر من أمور الدنيا؛ فإحسان الظن بالله تعالى، هو أن يرجو أن الله تعالى قد خار له في ذلك ، وقدّر له ما هو خير. أخرج الإمام أحمد في مسنده بسند جيد من حديث أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]