سبب نزول سورة الكوثر، تمثل قصار السور القرآنية أهمية كبيرة وقيمة وفضل كبير، نظرا لأنها تشمل رسائل هامة في كلمات بسيطة. حيث يشهد الجزء الثلاثون من القرآن الكريم عدد من قصار السور التي لها قيمتها ووزنها داخل المصحف الشريف وفي حياتنا. ومن هنا سنتحدث في هذا الموضوع عن سورة الكوثر لنكتشف معا أسباب نزولها. متى نزلت سورة الكوثر ، و في أي مناسبة ؟ و ما المقصود من الكوثر ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. سورة الكوثر اختلف الكثير في كون السورة مكية او مدنية ولكنها في الغالب مكية، ويبلغ عدد آياتها 3 سور وتقع في الترتيب رقم 108 بين سور المصحف وتقع في الجزء الثلاثون أخر أجزاء كتاب الله تعالى، نزلت بعد سورة العاديات. قد يهمك ايضًا: سبب نزول سورة العاديات سبب نزول سورة الكوثر نزلت سورة الكوثر للرد على المنافقين والمشركين الذين أساءوا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ووصفوه "بالأبتر" أي بلا أبناء ذكور ، حيث كانوا وقتها يسمون من ليس لديه أ أبناء من الذكور، بالأبتر. وذلك عقب وفاة كل أبناء النبى محمد صلى الله عليه وسلم من الذكور ولم يبقى له سوى الاناث، حيث في نزول تلك السورة قصة شهيرة. حيث نزلت السورة في العاص بن وائل، وهو رجل رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لدى خروجه من المسجد ، حيث تحدث معه، وعندما رأى بعض من قوم قريش هذا الحديث عند المسجد قالوا له: من الذي كنت تحدث؟ قال: ذاك الأبتر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم ليثبت قلبه، فهو معجزة اله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم، لما في القرآن الكريم من أدلة وبراهين تثبت أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق ولا خالق سواه، ويدعو القرآن الكريم إلى عبادة الله تعالى وترك عبادة الشرك واهله، لذلك كل آية في القرآن الكريم لها مناسبة نزلت من أجلها، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أنزله على نبيه لكي يكون حجه على من يكفرون بالله تعالى ويشككون في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.
ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ* إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ}). [٢] ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- في شأن نزول هذه السُّورة أنّه: (لما قدم كعبُ بنُ الأشرفِ مكةَ؛ أتوْهُ فقالوا: نحنُ أهلُ السقايةِ والسدانةِ، وأنت سيدُ أهلِ يثربَ، فنحنُ خيرٌ أم هذا الصنيبيرُ المنبترُ من قومِه يزعمُ أنَّهُ خيرٌ منا؟ فقال: أنتم خيرٌ منه، فنزلتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ، [٣] فنزلت السُّورة ردَّاً على مزاعم كعب بن الأشرف الذي ادَّعى أنَّ قريشاً خيرٌ من النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-. [١] وللجمع بين هذا الآراء ومعرفة الرَّاجح منها، قام العلماء في البحث عن نوع سورة الكوثر هل هي مكِّية أم مدنيَّة؛ فهي عند الجمهور سورةٌ مكيَّة، بينما قال الحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة إنَّ سورة الكوثر من السُّور المدنيَّة، ودليلهم حديث أنس المُتقدِّم ذكره؛ حيث إنَّ أنس أسلم في بداية الهجرة، وقد ذكر في حديثه: "أُنزلت علي آنفاً سورة"، وكلمة آنفاً تدلُّ على الزَّمن القريب، ممَّا يعني أنَّ السُّورة نزلت في المدينة.
فالحمد لله الذي نصر عبده ونصر المؤمنين معه ورفع ذكرهم وجعل كلمتهم هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ولم يكون لهم إلا سوء الحظ في الدنيا والأخرة.
لطائفُ في سورة الكوثر من لطائف السورة القرآنية أنها جاءت في الترتيب بعد سورة الماعون التي ذكرت أوصافَ المُنافقينَ من بُخْلٍ وَرِياءٍ وتركٍ للصَّلاة ومنعٍ للزَّكاةِ، ولقد جاءت في الصَّفحةِ نفسِها مُتممةً للمواضيع المذكورة فيها؛ ففي مقابلة البخل جاءت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أي الكثير اللامنتهي، وفي مقابلة ترك الصلاة جاءت {فَصَلِّ} أي دُمْ عليها وحافظ، وفي مقابلة الرِّياءِ جاءت آية {لِرَبِّكَ} أي اسع لرضى الله لا لرضى الناس، وفي مقابلة منع الماعون جاءت {وَانْحَرْ} والمرادُ هنا التَّصََدُّقُ بلَحْمِ الأَضاحي للفقراء. Source:
تحتل صلة الرحم أهمية بالغة في البناء المجتمعي في الإسلام، لذا أولاها القرآن الكريم والسنة المطهرة عناية كبيرة، ترغيبا فيها وحثا عليها، وتحذيرا من عواقب تركها وقطعها. صلة الرحم - صحيفة الأيام البحرينية. قال تعالى: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. أولوا الأرحام الذين تقصدهم الآية هم: الوالدان في المرتبة الأولى، ثم ما يتفرع عنهما من الإخوة والأخوات وأبناء الإخوة وأبناء الأخوات والأعمام والعمات وأولادهم والأخوال والخالات وأولادهم. هؤلاء أوجب الإسلام دوام صلتهم ورتب على ذلك الأجر الوفير ونهى عن قطعهم ورتب على ذلك الوعيد الشديد. وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم رَوَى ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ عَنْ أبي ذَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "أَوْصَاني خَلِيلِي بِخِصَالٍ مِنَ الخَيْرِ، أَوْصَاني أنْ أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ دُوني ولا أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَوْصَانِي بِحُبّ المَسَاكينِ والدُّنُوّ مِنْهُمْ وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الحَقَّ وإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ (قطعت) وَأَوْصَانِي بِأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الاّ باللهِ فإنها كنز من كنوز الجنة".
ومن تمام التوفيق أن يستفيد المؤمن من إجازة أتيحت له، أو فراغ يجده فيقضيه في صلة رحمه، ويحتسب أجر ذلك ومثوبته. ألا فاتقوا الله ربكم، وصلوا أرحامكم ولو قطعوكم، وأحسنوا إليهم ولو أساءوا إليكم، واحلموا عنهم ولو جهلوا عليكم، فإن المكافئ ليس بواصل، وإنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها. وصلوا وسلموا على نبيكم...
التواضع معهم حتى لو كان القدر أو المستوى أعلى. الاعتزاز والفخر بالانتساب إليهم، ومعرفة شجرة العائلة وتاريخها وقصصها وأصلها.
قضاء الديون عن الفقراء منهم، مساعدتهم في النفقة والمصروف، دون إحساسهم بشيء غير مناسب كالمنة عليهم مثلا. توثيق صلتهم بالله، من خلال تشجيعهم على الذهاب للمحاضرات والندوات الدينية، ومحاولة عمل مسابقات ضمن نطاق العائلة. مقابلتهم بالابتسامة وبشاشة الوجه، وبحفاوة وحسن وكرم ضيافة. محاولة أن تبقى الكلمة واحدة والموقف واحدا، وتجنب الوقوع في الاختلافات أو التخريب وما شابه من نميمة وغيبة وعتاب كبير. خدمتهم، من خلال مساعدتهم في قضاء حوائجهم، والحصول على ما يريدون من خدمات في حال القدرة على ذلك. رد التحية وإفشاء السلام، والابتعاد كل البعد عن الهجرة حتى لو كانت فقط بالكلام. العدل والمساواة والإنصاف؛ سواء أكان الأمر متعلقا بالحقوق أو بالواجبات. تغافل الزلات البسيطة ومحاولة تجاوز المشاكل وعيوب معهم في حال وجدت، وقبول الأعذار والصبر على الأذية. الدعاء لهم بالخير والصلاح في الدنيا والآخرة. تجنب الحسد وتحديدا للمتفوقين علميا وعمليا منهم، من خلال مشاركتهم فرحة نجاحهم وإظهار الفرح لما حصدوه من خير ونجاح. محاولة معرفة أبرز المشاكل وعيوب التي تواجههم وإيجاد حلول لها، كالبطالة والمرض إضافة للفقر. صلة الرحم والأسباب المعينة عليها - الجماعة.نت. زيارة مرضاهم والمشاركة في جنائزهم وتعزيتهم، ومكافئتهم عند قيامهم بالمعروف.
أيها المسلمون: خطر قطيعة الرحم كبير، والقاطع ملعون بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ {الرعد:25} وفي آية أخرى ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ {محمد:22-24}. وهذه الآية تدل على أن تدبر القرآن سبب يؤدي إلى الصلة، كما أن ترك تدبره يؤدي إلى القطيعة؛ فإن ما في القرآن من الوعد على الصلة بالجنة يرغب المؤمنين فيها، وتحمل المشقة من أجلها، والصبر على الأذى في تحقيقها، وما فيه من الوعيد لقاطع الرحم، وما يستحقه من لعنة الله تعالى وغضبه وسوء منقلبه منفر من القطيعة، ويحمل قارئه على الصلة خوفا من عذاب الله تعالى. فكيف سيكون حال المؤمن مع الصلة والقطيعة إذا علم أن ثواب الصلة معجل بسعة الرزق وطول العمر، وأن عقوبة القطيعة هي أسرع العقوبات وقوعا على العبد؛ كما في حديث أَبِي بَكَرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللهُ الْعُقُوبَةَ لِصَاحِبِهِ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ"رواه أحمد.