موقع شاهد فور

معنى طوبى للغرباء

June 1, 2024

د. يوسف القرضاوي روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء"[1] (صدق رسول الله). الغُربة غربتان إن الغُربة غُربتان... غُربة البدن: بالبعد عن الأوطان، وفِراق الأهل والخلاَّن. وهي غربة تثير - ولا شك - عواطف الحنين دائما، ومشاعر القلق والخوف في كثير من الأحيان، وفي درجات يتفاوت فيها الناس. الغُربة الحقَّة والغُربة الأخرى هي غُربة الروح والفكر... ما معنى طوبى للغرباء - إسألنا. غُربة الغاية والوِجهة، غُربة العقيدة والسلوك... وهذه هي الغُربة حقا. فإن صاحبها يعيش وحيدًا وإن كان بين جماهير الناس، مستوحشا وإن ازدحمت من حوله المواكب، إنه يعيش بين الناس ولسان حاله يقول: أنا في أمة تداركها الله *** غريب كصالح في ثمود. هذه هي الغربة التي وصف النبي صلى الله عليه وسلم أصحابها في هذا الحديث، وجعل لهم الطُوبى، "فطوبى للغرباء". طوبى للغرباء في آخر الزمان... بدأ الإسلام غريبا بين أقوام لا يؤمنون، بين أقوام يصدُّون عنه، ويحادُّون الله ورسوله، ويصبُّون الصاب والعلقم على كل مَن آمن بهذا الدين. بدأ الإسلام بين نُزَّاع من القبائل من هنا ومن هناك، اعتنقوا دين الله، وآمنوا به، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فرضوا بكل ما يُصيبهم في سبيله، ثم أراد الله لهذا الدين ليقوى وينتشر شيئا فشيئا، حتى عمَّ الآفاق، وظهر على الدين كله، وجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا.

  1. ما معنى طوبى للغرباء - إسألنا

ما معنى طوبى للغرباء - إسألنا

[13] رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الزهد (7/189)، وأحمد في الزهد صـ262، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (78)،. [14] رواه أحمد في المسند (12327)، وقال محققوه: حديث قوي بطرقه وشواهده, وهذا إسناد حسن، والترمذي في الأمثال (2869)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وأبو يعلى في المسند (6/190)، عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5854). [15] رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الجهاد (4/206) عن عبد الرحمن بن جبير.

هي شجرة في الجنة، يظل الإنسان سائرًا في ظلها لمدة مئة عام، ومن صفاتها أنها يخرج منها ثياب أهل الجنة من سندس واستبرق، كما جاء في الحديث: «عن رسولِ اللهِ أنَّه قال له رجُلٌ: يا رسولَ اللهِ ما طُوبَى؟ قال: شجرةٌ في الجنَّةِ مسيرةُ مِئةِ سَنةٍ، ثيابُ أهلِ الجنَّةِ تخرُجُ مِن أكمامِها. »[2] وأنها في جنة الفردوس وهي أيضًا تخرج منها الفاكهة مثل العنب، طول العنقود منها كطول المسافة التي يسيرها الغراب السريع بدون توقف لمدة شهر. كما جاء في الحديث: «جاء أعرابيٌّ إلى رسولِ اللهِ فقال: ما حوْضُك الَّذي تُحدِّثُ عنه؟ فذكر الحديثَ إلى أن قال: فقال الأعرابيُّ: يا رسولَ اللهِ فيها فاكهةٌ؟ قال: نعم، وفيها شجرةٌ تُدعَى طوبي هي تُطابِقُ الفردوس، فقال: أيَّ شجرةِ أرضِنا تُشبِهُ؟ قال: ليس تُشبِهُ شيئًا من شجرِ أرضِك ولكن أتيتَ الشَّامَ؟، قال: لا يا رسولَ اللهِ. قال: فإنَّها تُشبِهُ شجرةً بالشَّامِ تُدعَى الجَوْزةَ تنبُتُ على ساقٍ واحدٍ، ثمَّ ينتشِرُ أعلاها، قال: فما عِظَمُ أصلِها؟ قال: لو ارتحلْتَ جذْعةٌ من إبلِ أهلِك ما قطعتَها حتَّى تنكسِرَ تُرقوتُها هِرَمًا، قال: فيها عنبٌ؟ قال: نعم، قال: فما عِظَمُ العُنقودِ منها؟ قال: مسيرةُ شهرٍ للغُرابِ الأبقعِ لا يقعُ ولا ينثني ولا يفتُرُ، قال: فما عِظَمُ الحبَّةِ منه؟ قال: هل ذبح أبوك تيْسًا من غنمِه عظيمًا، فسلخ إهابَه، فأعطاه أمَّك، فقال: ادْبَغي هذا، ثمَّ افْري لنا منه ذَنوبًا يروي ماشيَتَنا؟ قال: نعم، قال: فإنَّ تلك الحبَّةَ تُشبِعُني وأهلَ بيتي، فقال النَّبيُّ: وعامَّةَ عشيرتِك.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]