ـ في علوم الفقه والحديث: أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي ويزيد بن هارون والسري بن عبدويه والحجَّاج بن محمد بن حماد بن سلمه بالإضافة إلى ثمامة بن الأشرس الذي لازمه الجاحظ في بغداد. ـ في الاعتزال وعلم الكلام: أبو الهذيل العلاَّف والنَّظَّام ومويس بن عمران وضرار بن عمر والكندي وبشر بن المعتمر الهلالي وثمامة بن أشرس النُّميري(17). و أحمد بن حنبل. وثَمَّةَ علماء ومفكرون آخرون لا تقلُّ أهمِّيَّتهم عن هؤلاء، والجاحـظ ذاته لم يَغفل عن ذكر معظمهم. اقوال واقتباسات الجاحظ | موسوعة أخضر للكتب. وإذا ما أضفنا إلى ذلك أصالة الجاحظ ونبوغه وألمعيَّته واتِّقاد قريحته، وجليل إسهامه وإبداعاته وجدناه يستحقُّ بجدارةٍ كاملةٍ كلَّ ما قاله فيه مريدوه ومحبُّوه والمعجبون به من تقريظاتٍ ساحرةٍ باهرةٍ، تكاد تبدو لمن لم يطَّلع على آثار الجاحظ وحياته وفكره أنَّها محض مبالغات. ومما أورده ياقوت الحموي، ويوجز فيه لنا ما سبق بلفظٍ أنيقٍ وتعبيرٍ رشيقٍ قولـه: «أبو عثمان الجاحظ، خطيبُ المسلمين، وشيخُ المتكلِّمين، ومَدْرَهُ المتقدمين والمتأخِّرين. إن تكلَّم حكى سحبان في البلاغة، وإن ناظر ضارع النَّظَّام في الجدال، وإن جدَّ خرج في مسك عامر بن عبد قيس، وإن هَزَلَ زاد على مزبد، حبيب القلوب، ومزاج الأرَّواح، وشيخ الأدب، ولسان العرب، كتبه رياضٌ زاهرةٌ، ورسائله أفنانٌ مثمرةٌ، ما نازعه منازعٌ إلا رشاه أنفاً، ولا تعرَّض لـه منقوصٌ إلا قدَّم لـه التَّواضع استبقاءً.
قال: «أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكأن الله — عز وجل — ألبسه من الجلالة وغشَّاه من نور الحكمة على حسب نية صاحبه وتقوى قائله؛ فإذا كان المعنى شريفًا، واللفظ بليغًا، وكان صحيحَ الطبع، بعيدًا من الاستكراه، ومنزَّهًا عن الاختلال، ومصونًا من التكلف، صنع في القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة، أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد ما لا يمتنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمها عقول الجهلة. » هذا وفي إنشاء الجاحظ كثيرٌ من أساليب الخطابة والجدل، وله جملة تدل على ذلك، قال: «ينبغي للكاتب أن يكون رقيق حواشي اللسان، عذب ينابيع البيان، إذا حاور سدَّد سهم الصواب إلى غرض المعنى، لا يكلم العامة بكلام الخاصة ولا الخاصةَ بكلام العامة. من هو الجاحظ. » ومما يشهد بسرعة جوابه وذلاقة لسانه قولُه لرجل آذاه: «أنت — والله — أحوج إلى هوان كريم إلى إكرام، ومن علم إلى عمل، ومن قدرة إلى عفو، ومن نعمة إلى شكر. » وفي أجوبته وأحاديثه قليل من السجع والصنعة بخلاف إنشائه، قال أبو سعد داود بن الهيثم: رأيت الجاحظ يكتب شيئًا، فتبسم، فقلت: ما يضحكك؟ فقال: «إذا لم يكن القرطاس صافيًا، والمداد ناميًا، والقلم مواتيًا، والقلب خاليًا، فلا عليك أن تكون كابيًا.
تعليقي: لو كنت مكان الراوي لقتلت الصبي ضربا وألحقت أباه به! نقطع الضوء عن عينيك إذا لم تنفق! يروي الجاحظ أن جماعة من أهل خراسان اجتمعوا في منزل ليلا ، فأحجموا عن إنارة المصباح وصبروا على الظلمة ما أمكنهم الصبر ، ولما اضطروا إلى الإنارة جمعوا النفقة اللازمة لذلك وأبى واحد منهم أن يشاركهم في النفقة ، فكانوا إذا جاء المصباح شدّوا عينيه بمنديل إلى أن يناموا ويطفئوا المصباح فيفرجون عن عينيه وذلك حتى لا يستفيد من نوره. تعليقي: لا حول ولا قوة إلا بالله …ههه في الحقيقة تذكّرت أيام دراستي الجامعية حيث كنا نقتصد بشدة على النفقة في الأكل ، بحكم أننا كنا نقطن في الحي الجامعي والمصاريف آنذاك كانت بالكاد تكفينا ، لكن قطعا لم نكن كجماعة خراسان! أكلي مع غيري زيادة في الأصل وقال أبو نواس: كان معنا في السفينة ، ونحن نريد بغداد ، رجل من أهل خراسان ، وكان من عقلائهم وفقهائهم ، فكان يأكل وحده. فقلت له: لم تأكل وحدك ؟ قال: ليس عليّ في هذا الموضع مسألة إنما المسألة على من أكل مع الجماعة ، لأن ذلك هو التكلّف. الجاحظ في ميزان أهل الحديث - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي. و أكلي وحدي هو الأصل وأكلي مع غيري زيادة في الأصل. كلام بكلام وكلام بفعال! ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺨﺮﺍﺳﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻊ ، ﺇﺫ ﻣﺮ ﺑﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﺴﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻫﻠﻢّ ﻋﺎﻓﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ.
لكن… في غضون ذلك؛ تسقط الكتب دفعةً واحدة فترديه قتيلاً مدفوناً تحت المؤلّفات. ذاك لم يكن سوى الجاحظ! يبدو أنّ عمرو زهد بالكتب، وعاش لأجل الكُتب… وماتَ بالكُتب! فكم من قارئ نهم، قد يتمنى أن تقتله المعرفة… الهوامش: [1] جميل جبر، الجاحظ، ومجتمع عصره في بغداد، دار صادر بيروت. [2] المرجع نفسه. [3] سنان ساتيك، أبو عثمان الجاحظ.. رائد النثر وإمام الفصاحة الذي قتلته كتبه، الجزيرة الوثائقية. [4] المرجع نفسه. مقالات قد تثير اهتمامك: إخَوان الصّفا… هذه حكايةُ رواد الفكر التنويري في التراث الإسلامي! 1\4 علي الوردي… ابن خلدون العراق! جورج طرابيشي… أن تنذر حياتكَ لإيقاظ العقل العربي جرجي زيدان: المسيحي الذي جعل التاريخ الإسلامي… حكاية حب المعتزلة… العقل العربي الإسلامي في بداية تشكّله! 1\3 المأمون و"محنة خلق القرآن"… صورة عباسية أخرى لاستغلال الديني في السياسي! 2/1
الجاحظ الشورى بقاح العقل، ورائد الصواب، والمستشير على طرف النجاح. الجاحظ ما رأيت سنانًا أنفذ من شماتة الأعداء. الجاحظ الحاكم العادل من لم يعجل بفصل القضاء دون استقصاء حجج الخصماء. الجاحظ إن القرابة يد واحدة على من ناوأهم وسيف واحد على من عاداهم. الجاحظ إن تباغض الأقرباء عارض دخيل وتحابهم واطد أصيل. الجاحظ لا خير فيمن كان خيره محضًا، وشرٌ منه من كان شره صرفًا. الجاحظ ليس كل صامت عن حجته مبطلًا في اعتقاده، ولا كل ناطق بها لا برهان له محقًا في انتحاله. الجاحظ لا يعرف الخطأ من يجهل الصواب. الجاحظ لا أعرف رفيقًا أطوع، ولا معلم أخضع ولا صاحبًا أظهر كفاية ولا أقل جناية ولا أقل تصلفًا وتكلفًا من كتاب. الجاحظ ما رأيت أحدًا يعيب الناس إلا لفضل ما به من العيوب. الجاحظ أول العيب أن تعيب ما ليس بعيب. الجاحظ يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثره. الجاحظ هل أعجبتك هذه الاقتباسات؟