الخميس 8 يوليو 2021 05:48 م قال سفير سلطنة عمان لدى السعودية "فيصل بن تركي آل سعيد"، إن السلطنة والمملكة تعملان على تدشين المنفذ البري الرابط بين البلدين، قبل نهاية العام الجاري، لتأسيس شراكة جديدة بين البلدين. وفي حديث لـ"العربية. السعودية وعُمان: الاتفاق على تعزيز التعاون وافتتاح المنفذ الحدودي. نت"، قال "آل سعيد" إن المنفذ الحدودي يعد نقطة البداية للعمل لإتاحة العديد من الخدمات والفرص والنقلات النوعية التي يعول عليها القطاع الخاص على الأصعدة كافة بين البلدين. ونوه السفير العماني أن حدود التبادل التجاري بين البلدين تعتبر جداً متواضعة نظراً لما يدور في الوقت الراهن من نقاشات ستحمل نقلة نوعية اقتصادية بين البلدين. وفوض مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية الثلاثاء الماضي، برئاسة الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، بالتباحث والتوقيع على مشروعات اتفاقات بين المملكة وعمان في عدة مجالات. المصدر | الخليج الجديد+ متابعات
برزت الكثيرُ من الفرص ومجالات التعاون بين السعودية وسلطنة عُمان ولعل استكمال مشروع المنفذ البري الذي يربطُ بين البلدين هو أحد هذه المجالات والذي بدوره سيفتح فرصا كانت غير متاحة من قبل. وهو أول طريق دولي يربط المملكة بالسلطنة مخترقا صحراء الربع الخالي. السعودية وعمان تبحثان استكمال المنفذ البري بينهما وإقامة تكتل تجاري جديد. ويبدأ الطريق من طريق حرض - البطحاء بمحاذاة حدود المملكة مع الإمارات، وصولا إلى حدود عُمان، بمسافة 564 كلم. ويعول على الطريق الذي كلّف 1. 9 مليار ريال سعودي في أن يسهم بعد افتتاحِه في زيادةِ حجمِ التبادلِ التجاري والاستثماري بين البلدين، مسهلا وصول البضائعِ السعودية برا إلى موانئِ السلطنةِ ومناطقِها الاقتصاديةِ الحرة الواقعةِ مباشرة على بحر العرب كميناءي دقم وصلالة. كما سيفتحُ المجال للسلع الطازجة العمانية كالأسماك مثلا بالوصولِ بوقت قياسي إلى السعودية، فالطريق يختصرُ 800 كيلومتر من المسافة الأصلية التي كانت تمر عبر الإمارات في رحلةٍ كانت تستغرقُ أكثرَ من 15 ساعة. ولا يمكن إغفال دور هذا الطريق في تسهيلِ حركة مرور الحجاجِ والسياحِ بين البلدين، والطريق البري يقع في صلب استراتيجية النقل والخدمات اللوجستية التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مؤخرا، والتي بدورِها تصب في رؤية 2030.
بينما بلغ عدد المعدات المستخدمة 750 معدة ثقيلة، تلائم جغرافية الصحراء الواقعة في الربع الخالي، فيما بلغ حجم كمية الرمال المزاحة لتنفيذ الطريق 150 مليون متر مكعب، وحجم مواد الحماية من الرمال 12 مليون متر مكعب، وبلغ حجم طبقات الأسفلت مليون متر مكعب. كما زُود الطريق بكافة وسائل السلامة المرورية، بما في ذلك إنارة الجزء الأخير بطول 30 كيلو مترًاً، لتسهيل حركة مستخدمي الطريق بكل سهولة وأمان.
أعلنت السعودية وعمان افتتاح الطريق البري الرابط بين البلدين البالغ مسافته 564 كيلو مترا من تقاطع طريق البطحاء إلى منفذ الربع الخالي على الحدود السعودية العمانية، بتكلفة 1. 9 مليار ريال. ويعتبر هذا المشروع الرابط بين الدولتين أعجوبة هندسية نفذتها وزارة النقل والخدمات اللوجستية، نظرًاً لصعوبة التضاريس وقسوة المناخ في منطقة الربع الخالي، كما يعد واحداً من أهم المشاريع التي سعت الوزارة إلى تحقيقها، نظراً إلى ما يلعبه من دور كبير في تعزيز التبادل التجاري بين الدولتين، وتسهيله لحركة الحجاج والسياح.
واتفقا على توجيه الجهات المعنية للقيام بدراسة فرص الاستثمار المتبادل بينهما في التقنيات المتطورة والابتكار ومشاريع الطاقة والطاقة المتجددة والصناعة، والمجال الصحي والصناعات الدوائية، والتطوير العقاري، والسياحة، والبتروكيماويات، والصناعات التحويلية، وسلاسل الإمداد والشراكة اللوجستية، وتقنية المعلومات والتقنية المالية التي تعود بالنفع على البلدين أخذاً بالاعتبار الإمكانات المتاحة والفرص الطموحة، كما رحّب الجانبان بمشاركة الشركات السعودية للاستثمار في المشروعات النوعية التي تسعى السلطنة لتحقيقها. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكّدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويدعم ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وفي الشأن اليمني، أكّد الجانبان على تطابق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق.