موقع شاهد فور

شرح حديث كل مخموم القلب صدوق اللسان

June 25, 2024

وقد أمر الله تعالى عبادَه في كتابه بلزوم التقوى، وكرَّر ذلك في مواضع كثيرة؛ لأنها أصل الخير كله، وفي تركها حصول الشر كلِّه. فوائد من حديث "كل مخموم القلب، صدوق اللسان". والأصل في التقوى أنها عطاءٌ وفضل مِن الله جل جلاله؛ لأنها لا تكون إلا باستحضارِ عظمته، ولا يحصل ذلك إلا لِمُوَفَّقٍ مِن عباد الله المُخْلَصِينُ، جعلنا الله برحمته منهم، آمين. الصفة الثانية من صفات مخموم القلب: النقاءُ ، والنقاء النظافة، وهو المطلوب من الخم والكنس، وفي كلامه عليه الصلاة والسلام لفٌّ ونشر، كما لو قال عليه الصلاة والسلام: (مخموم القلب هو التقي الذي جعلته التقوى نقي القلب؛ أي: مخمومه)، ثم فسَّر النقاء بأنه الخلوُّ من الغل والبغي والحقد والحسد. وإلى هذا المعنى تمَّتِ الإشارةُ قبل، فالتقوى مثمرة للنقاء؛ إذ لَمَّا حَلَّتْ بقلب العبد ألجأَتْه إلى العمل الموصل إلى نقاء القلب، ونقاء القلب ثمرة التقوى، وهو الخلوُّ من الإثم والبغي والغل والحسد، وعلى هذا تكون هذه الصفات الأربع توكيدًا وبيانًا لمعنى النقاء الذي وَلَّدَتْه التقوى. ويستفاد من هذه الجهة أن التقوى تُوَلِّدُ النقاءَ ولا بد، فإن كان قلب العبد محشوًّا بأمراض الإثم والبغي والغل والحسد، دلَّ على عدم صحة تقواه.

فوائد من حديث "كل مخموم القلب، صدوق اللسان"

الرئيسية صور إسلامية كل مخموم القلب صدوق اللسان 04-مارس-2017 03:33:07 م التاريخ الأسئلة والأجوبة النوع الوصف عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب صدوق اللسان" قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" تعليقات

وبهذا التشبيه جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم الذي يجتهد في تطهير قلبِه كالذي يسعى في تنظيف مكان إقامته وسكنه ، وفيه إشارات: أولها: أن الناس يَذُمُّون مَن يرضى الجلوس أو الإقامة بموضع تكثُرُ فيه القمامة والأوساخ، ولا يتردَّدون في وصفه بأوصاف القذر والنتن، فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول: إذا كان ترك مكانك متسخًا - مذمومًا عند العقلاء، فكذلك يجب أن يكون الحال مع مَن ترك قلبه متسخًا بالصفات الذميمة الناقصة، ففيه حثٌّ على الاجتهاد في تطهير القلوب بتلميح رقيق عذب خفيف، دون شدة أو تعنيف. مخموم القلب صدوق اللسان. ثانيها: أن النفس تنشرحُ في المكان النظيف، ويحصل لها فيه من الراحة والطمأنينة ما لا يحصل في المكان المتَّسِخ، وكذلك الذي يُطهِّر قلبه من الأوصاف المذمومة، ويجعل قلبه نقيًّا طاهرًا، فإن الناس تنشرح عنده، وتسعَدُ بسماع كلامه، وتطمئن لكل قول يلقيه، فإذا تكلَّم انتفع ونفع، وإذا صمَتَ نزلت بصَمْتِه الرحمةُ والسكينة. ثالثها: مخموم على وزن مفعول، وفيه تلميح إلى أن خَمَّ القلبِ وتنقيتَه من الصفات القبيحة لا يكون إلا بتوفيق الله تعالى، ومنه يُفهَمُ ما يستغربه الناس مِن حال فساد مَن اصطُلِحَ عليهم تجوزًا علماء! فالعامة تتصور أن حفظ المسائل، والقدرة على استحضارها وعرضها - كفيلٌ بأن يجعل صاحبه عالِمًا مصلحًا موجِّهًا، والأمر ليس كذلك، فمِن شرط العلم الصلاح، فإن كان منه خِلوًا، انتقل إلى أن يكون معلومًا، ولا يُسمَّى ناقله عالِمًا، بل حافظًا أو ناقلًا.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]