موقع شاهد فور

وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده

June 26, 2024
وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده أي إذا دخلوا الجنة قالوا هذا. وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء أي أرض الجنة. قيل: إنهم ورثوا الأرض التي كانت تكون لأهل النار لو كانوا مؤمنين ، قاله أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وأكثر المفسرين. وقيل: إنها أرض الدنيا على التقديم والتأخير. فنعم أجر العاملين قيل: هو من قولهم أي: نعم الثواب هذا. وقيل: هو من قول الله تعالى ، أي: نعم ثواب المحسنين هذا الذي أعطيتهم.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الزمر - الآية 74

[ ص: 134] ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ( 74) وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ( 75)) ( وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض) أي: أرض الجنة. وهو قوله عز وجل: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون " ( الأنبياء - 105) ( نتبوأ) ننزل ، ( من الجنة حيث نشاء) قال الله تعالى: ( فنعم أجر العاملين) ثواب المطيعين. ( وترى الملائكة حافين من حول العرش) أي: محدقين محيطين بالعرش ، مطيفين بحوافيه أي: بجوانبه ، ( يسبحون بحمد ربهم) قيل: هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد ؛ لأن التكليف يزول في ذلك اليوم ( وقضي بينهم بالحق) أي: قضي بين أهل الجنة والنار بالعدل ، ( وقيل الحمد لله رب العالمين) يقول أهل الجنة: شكرا لله ، حين تم وعد الله لهم. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلا فمر بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات ، فقال: عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه وأعجب ، فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عظم القرآن ، وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل ال حم في القرآن.

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ . تلاوة الشيخ د. ياسر الدوسري 🎤 - Youtube

وقيل الحمد لله رب العالمين. يجوز أن يكون توكيدا لجملة وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده ، ويجوز أن يكون حكاية قول آخر لقائلين من الملائكة والرسل وأهل الجنة ، فهو أعم من القول المتقدم الذي هو قول المسوقين إلى الجنة من المتقين ، فهذا قولهم يحمدون الله على عدل قضائه وجميع صفات كماله.

يصور الله عز وجل في هذه الآيات آخر المشاهد في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة، فبعد خروج النتائج ومعرفة كل إنسان مصيره ومنتهاه، تأتي الملائكة فتسوق المجرمين إلى النار زمراً، ومن الجانب الآخر تأتي ملائكة تقود أهل الجنة إلى مستقرهم في موكب مهيب يبشرونهم بخير محل وأكرم مقام، ثم تنتقل الملائكة أسراباً تحيط بعرش الرحمن وتحفه من كل جانب إيذاناً بانقضاء مشاهد ذلك اليوم العظيم. تفسير قوله تعالى: (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً... ) تفسير قوله تعالى: (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين) قال تعالى: قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:72]. وهذا هو قول الزبانية لهم، والمتكبرون: هم الذين تكبروا على الله، فما آمنوا به ولا بلقائه، وما عبدوه وحده، ولا أطاعوه، ولا استجابوا له، فبئس المنزل منزلهم، وبئس المقام مقامهم، وبئس المثوى مثواهم، وصفة التكبر صفة ذميمة، والمؤمنون الصالحون يجب أن تنتزع هذه الصفة من قلوبهم، فلا يتكبرون ولا يترفعون، ولا يعرضون عن الناس، بل هم متواضعون دائماً، أما المتكبرون الذين تكبروا على الله، فلم يؤمنوا به ولم يخافوه ولم يرهبوه ولم يطمعوا فيه ولم يرجوه فمصيرهم في جهنم والعياذ بالله.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]