موقع شاهد فور

و ذكر فان الذكري تنفع

June 25, 2024

والنوع الثانى من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ فى أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع. وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}. وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التى لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.

{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}ا

من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور فى الاعتقاد والسنة قال عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: "من كان مستنا فليستن بمن قد مات،فإن الحى لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد،كانوا أفضل هذه الأمة؛ أبرها قلوبا، وأعمقها علما، و أقلها تكلفا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، و إقامة دينه، فاعرفوا فضلهم، واتبعوهم على أثرهم وسيرتهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" من كتاب إغاثة اللهفان قال حذيفة بن اليمان رضى الله عنه: " اتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من قبلكم، فوالله لئن سبقتكم (استقمتم) لقد سبقتم سبقا بعيدا، و إن تركتموه يمينا أو شمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا".

باب قوله تعالى :{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }

‏ وأما ما كانت مضرته راجحة، فإن الله لا يأمر به‏. ‏‏ الدعاء
رابعًا: كل ما كان هناك مراعاة لأحوال المراد تذكيرهم: من حيث لغة التخاطُب، ونفسيَّاتهم، ومشاعرهم، وأعمارهم، وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما إلى ذلك، كان التذكير أكثر وضوحًا وبيانًا ونفعًا؛ ولذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4]. خامسًا: أن يحرص الجميع على تخصيص مساحة ولو دقائق معدودة يوميًّا للتذكير، فالموظف في عمله بحاجة للتذكير بأهمية الأمانة في العمل وإنجازه بالدقة المطلوبة وفي الوقت المحدد، والأولاد بحاجة للتذكير بالاهتمام بالصلاة والمحافظة عليها، والاهتمام بواجباتهم المدرسية وإنجازها ومراجعتها، والتلميذ في مدرسته والطالب في جامعته بحاجة للتذكير، وكُلٌّ في موقعه بحاجة للتذكير، فتخصيص وقت يسير في حدود خمس إلى عشر دقائق للتذكير بين فترة وأخرى فيه خيرٌ كثيرٌ ونفْعٌ كبير إن شاء الله تعالى. سادسًا: تواجه عملية التذكير بعض الصعوبات؛ كإعراض المراد تذكيرهم وعدم مُبالاتهم، أو الاستهزاء والسخرية؛ ولذلك يتطلب من المُذَكِّرْ أن يكون هدفه الأساس من التذكير وجه الله تعالى، ويستشعر عظمة هذا العمل، وحسن الجزاء من الله تعالى، وأن يكون قُدْوته في هذا العمل الجليل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدِّمتهم خاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتذكر ما لاقوه من إعراض واستهزاء وسخرية؛ بل وصل الأمر إلى شتمهم وضربهم وطردهم من ديارهم وحتى قتلهم.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]