أشد الأحزان هو أن تذكر أيام السرور والهناء عندما تكون في أشد حالات التعاسة والشقاء. هَلْ سمعت بأن الحزن يعيد ما فات وأن الهمّ يصلح الخطأ فلماذا الحزن والهم؟
لو أردت بناء جدران حولك لتمنع الحزن من الوصول إليك فاعلم أنّ هذه الجدران ستمنع السعادة من الوصول إليك كذلك. ليس الحزن إلّا صدأ يغشى النفس، والعمل بنشاط هو الذي ينقي النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها. إنّ الحزن الصامت يهمس في القلب حتى يحطمه. حفنة من السعادة في كفة الميزان وجبل من الحزن في الكفة الأخرى. حين تخذلك جميع الأشياء التي حولك لا تحاول أن تثق بها مجدداً، فقط حاول أن تثق بأنّك تستطيع العيش دونها. من يترك في قلبك فرحاً ويمسح من عينيك دمعة عالقة ويربت على كتفك ذات حزن يستحق أن يدعى صديقاً. حين يغمرك الحزن تأمل قلبك من جديد، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدر بهجتك. القلم صديقك الذي يبقى معك ما دمت تهتم به، وهو أداتك التي تعكس شخصك على مرآة الورق، إنّه هبة الله لبعض من الناس الذين يحملونه سلاحاً ومناراً يترجم بؤس قلوبهم وجراحهم إلى قناديل تضيء دروب السعادة للآخرين. ليست المشكلة في أن تخطئ حتى لو كان خطؤك جسيماً، وليست الميزة في أن تعترف بالخطأ وتتقبل النصح، إنّما العمل الجبار الذي ينتظرك حقاً هو أن لا تعود للخطأ أبداً.