ومن أهم رثائياته بكائيته المشهورة طواه الردى التي رثا فيها أوسط أولاده لمّا وافته المنية، وابتدع فيها صوراً جديدة في أوانه، من أهمها صورة الولد وهو ينازع ويذوي كما يذوي القضيب من الرند. ولم يقف ابن الرومي عند فضائل فقيده، وواسطة عقده، وإنما أغرق في ذكر وَقْع الفجيعة على نفسه التي ناءت بها حملاً ثقيلاً حتى أشفق عليها من الألم وفداحة المصاب، كما قدّم في كل بيت من القصيدة صورة جديدة لنفس ابنه التي تسّاقط أنفساً تساقط درٍ من نظام بلا عقد، يكمن فيها من جمال اللغة، وبراعة الوصف، وحسن التصوير، ما يجعلها، في بابها، أجمل توقيع على وقع الزمن.
إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ
السرّ.
نستقي من الردى جعل الردى أي الموت والهلاك شيئًا يُستقى منه، حذف المشبه به وهو النهر، وأبقى على شيء من لوازمه وهو استعارة مكنية. ابن الرومي في رثائية "طواه الردى" | صحيفة الخليج. لن نكون للعدى كالعبيد تشبيه مجمل؛ حيث حذف وجه الشبه وهو الذل وأبقي على المشبه وهم أبناء الوطن، والمشبه به العبيد والكاف أداة التشبيه. مجدنا التليد شبّه المجد بشيء ماديّ يصبح قديمًا، فحذف المشبّه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنيّة. :مَوطِني الحسامُ وَاليَراعُ لا الكَلامُ وَالنِزاع رَمزَنا:مَجدَنا وَعَهدنا وَواجب إِلى الوفا يَهزُّنا:عِزُّنا:غايةٌ تشرّفُ وَرايَةٌ تُرَفرفُ:يا هَناك في عُلاك:قاهِرًا عِداك:مَوطِني يُخبر الشاعر وطنه أنّ عصر الكلام قد انتهى وأنّ عصر التحذيرات قد اندثر، فالعصر الآن هو عصر السيف واليراع والثورة بالحناجر، هذا هو عصر الانتقام والقتال، عصر إعادة الموازين لما كانت عليه قبل ذلك لما كان العرب هم أسياد الأرض من خلال الخلافات التي تعاقبت على حكم العالم العربي والإسلامي. ثمّ يردف الشاعر بالقول مخاطبًا الوطن: أنت يا موطني تبقى في عُلاك مهما تكالبت الأيادي عليك، ومهما تفنن المغتصبون في إيذائك، ستبقى أنتَ في مكانك حيث تعلو فوق الجميع، هناك حيث تقهر كل أعدائك، هناك حيث رايات مجدك ترفرف عاليًا في السماء فوق السحاب.
للشاعر ذو الرمة في رحيل ابن من ابنائه الثلاثة ************************************************** ام لولو عضومتقدم الجنس: تاريخ التسجيل: 25/12/2010 عدد المساهمات: 2560 نقاط: 3741 موضوع: رد: قصيدة طواهُ الرّدى الخميس 19 مارس - 8:13 دائما متميز في الانتقاء سلمت على روعه طرحك ************************************************** قصيدة طواهُ الرّدى صفحة 1 من اصل 1 صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى منتديات العرب:: منتدى الشعر الفصيح انتقل الى:
ذات صلة شعر عن الحرية أجمل قصائد محمود درويش قصيدة عن إنسان وضعوا على فمه السلاسل ربطوا يديه بصخرة الموتى، وقالوا: أنت قاتل! أخذوا طعامه والملابس والبيارق ورموه في زنزانة الموتى وقالوا: أنت سارق! طردوه من كل المرافئ أخذوا حبيبته الصغيرة ثم قالوا: أنت لاجئ يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل نيرون مات، ولم تمت روماً... بعينيها تقاتل وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل..! قصيدة الخبز كان يوماً غامضاً... تخرج الشمس إلى عاداتها كسلى رماد معدنيّ يملأ الشرق.. وكان الماء في أوردة الغيم وفي كل أنابيب البيوت يابساً كان خريفاً يائساً في عمر بيروت وكان الموت يمتدّ من القصر إلى الراديو إلى بائعة الجنس إلى سوق الخضار ما الذي أيقظك الآن تمام الخامسة كان إبراهيم رسّام المياه وسياجاً للحروب وكسولاً عندما يوقظه الفجر ولكنّ لإبراهيم أطفالاً من الليّلك والشمس يريدون رغيفاً وحليب كان إبراهيم رسّاماً وأب كان حيّاً من دجاج وجنوب وغضب وبسيطاً كصليب المساحات صغيرة مقعد في غرفة. لا شيء... لا شيء وكان الرسم بالماء وطن والتفاصيل لكم. وجهي أنا برقيّة هل تقرؤون الماء كي تتّفق الآن؟ البياض الأسود احتل المسافات أنا الورد الذي لا يومئ القيد الذي يأتي من الحرية الفوضى أو العجز الذي يأخذ شكل الوطن- البوليس هل كان الوطن انطباعاً أم صراعاً وضياعاً أم خلاص وجهي أنا برقيّة الحنطة في حقل الرصاص تمام الخامسة؟ كنت تعرف هي بيروت الفوارق هي بيروت الحرائق إنّهم يغتصبون الخبز والإنسان منذ الخامسة.. .. لم يكن للحبر في يوم من الأيّام هذا الطعم، هذا الدم هذا الملمس الهامس هذا الهاجس الكونيّ هذا الجوهر الكلي هذا الصوت هذا الوقت هذا اللون هذا الفنّ هذا الاندفاع البشريّ.