موقع شاهد فور

ايلون ماسك شريحة الدماغ

June 26, 2024

هل تذكر قصة فيلم الكوميديا المصري الليمبي 8 جيجا؟ تزرع شريحة في دماغ شخص، فيتمكن من تحميل كل المراجع التي يحتاجها في عقله، فيتحول إلى محامٍ ناجح للغاية.. فكرة مشابهة، وإن كانت أكثر تعقيدًا تقترب من التنفيذ على أرض الواقع عبر تكنولوجيا شريحة الدماغ «نيورالينك» التي يعمل أغنى رجل في العالم، الملياردير إيلون ماسك، على إخراجها للنور أقرب مما تتصور. شريحة الدماغ: إيلون ماسك يحقق نبوءة «اللمبي 8 جيجا» – إضاءات. يقول إيلون ماسك إن شركته أجرت تجربة زرع الشريحة في أدمغة حيوانات التجارب، وبينها الخنازير والقردة، التي تمكنت من ممارسة ألعاب الفيديو باستخدام عقلها فقط دون تحريك أعصابها. والآن، تخطط الشركة لبدء التجارب على البشر خلال الشهور القليلة المقبلة، إذ لن يحتاج الخاضع للتجربة إلا لعملية جراحية بسيطة للغاية، تغرس فيها شريحة صغيرة جدًا، أقل من الجنيه المعدني في دماغه، وبعدها ستختفي مشكلاته الطبية مهما كان عددها. تجارب غامضة كان الوضع التنفذي لأبحاث نيورالينك غامضًا إلى حد ما. أعلن ماسك عن تأسيس الشركة في 2016، كشركة متخصصة في علوم الأعصاب، تركز على إنتاج شريحة دماغية ذات نطاق ترددي عالٍ يمكنها توصيل أدمغة البشر مباشرة مع الهواتف وأجهزة الكمبيوتر. تعتمد التقنية على بناء أنظمة ذات خيوط رفيعة للغاية، أدق من خصلة شعر الإنسان، تحمل الأقطاب الكهربائية ليمكن زرعها في الدماغ، لتشكل هذه الخيوط قناة عالية السعة تربط الدماغ بجهاز كمبيوتر، في نظام من المفترض أن يكون أقوى بكثير من كل أنظمة التوصيل التي يبحثها العلماء حتى الآن.

  1. شريحة الدماغ: إيلون ماسك يحقق نبوءة «اللمبي 8 جيجا» – إضاءات

شريحة الدماغ: إيلون ماسك يحقق نبوءة «اللمبي 8 جيجا» &Ndash; إضاءات

لكن يبدو أن شيئا لا يمكنه أن يثبط عزيمة هذا الملياردير الذي يعتزم إرسال مستوطنين إلى المريخ ويخشى أن تحوّل تقنيات الذكاء الاصطناعي البشر إلى ما يشبه "القطط الأليفة" مع أجهزة الكمبيوتر. ومن شأن هذه الشريحة جعل الإنسان يبلغ مرحلة "انصهار" مع الذكاء الاصطناعي. وتحدث ماسك عن إمكان أن تتيح هذه الابتكارات التواصل من خلال الأفكار بصورتها الخام من دون الحاجة للغات بشرية، من طريق "تخاطر غير لغوي يكون توافقيا ومفاهيميا". ويحلم فريقه أيضا بإنهاء الأوجاع المبرحة وعلاج حالات الاكتئاب والإدمان وكشف ألغاز الوعي.

يرى فريق أن ما قدمه "إيلون ماسك" تقنية ثورية تُغيّر من مفهوم الذكاء البشري، وتؤدي إلى ظهور جيل جديد من الجنس البشري ذي قدرات فائقة التطور تحقق التفوق البشري Human Supremacy. وهناك فريق آخر يرى أن "ماسك" قد باع الوهم للشغوفين بالتطور التكنولوجي، وقدم لهم شريحة تستطيع فقط قراءة حالة الدماغ البشري، يستطيع جهاز طبي قديم أن يقدمها، الفرق فقط أن تقوم بدفع أموال طائلة مقابل فتح حفرة دقيقة داخل الدماغ بها شريحة إلكترونية لكي تحصل على هذه القراءات. وما بين هذا وذاك، فإن التقنية –حتى الآن- ليست بالتقنية الثورية كما أنها ليست بالوهم، بل هي خطوة في سباق التطور التكنولوجي، وفكرة تم برهنتها نظريًّا حتى الآن، سوف تكتسب رشادتها بمرور الوقت وندرك حدود وظيفتها واستخدامها، وقد نجدها يومًا ما سبيلًا لعلاج كثير من الأمراض المستعصية، أو وسيلة للتخاطر الذهني بين الأفراد عن بعد بدلًا من الهواتف الذكية، دون أن تصبح أداة سحرية لتحقيق التفوق البشري أو مجرد واجهة كمبيوتر لقراءة نشاط الدماغ البشري. فحوالي ألف عام تفصل بين أول محاولة بشرية فاشلة للطيران وبين اختراع الطائرة، وفي ذلك لا أقول إن فكرة "ماسك" سوف تأخذ ألف عام حتى نراها، ولا أقول حتى إنها ستأخد بضع سنوات، فلا داعي للتهويل أو التهوين، والأجدر أن نضع كل فكرة في سياقها الحقيقي، وأن ندرك تبعاتها وتداعياتها دون الاندفاع بالإنسانية إلى حافة الهاوية.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]