موقع شاهد فور

وفي الأرض قطع متجاورات

June 2, 2024

بمعنى أن في هذه القطع من الأرض المتجاورة، جنات من أعناب، أي بساتين من أعناب أي أصناف عديدة من العنب. وزرع أي ما يزرع أي ينثر بذوره على الأرض، مثل القمح والشعير والأرز. وكل من هذه الأنواع من الزرع تحتوي على عدة أصناف. ونخيل من عدة أصناف. وهذه الأصناف من النخيل منها صنوان أي يحمل فرخ أو فروخ قائمة على ساق واحد، أي جذع النخلة الأم. أو غير صنوان، بمعنى النخيل لا يحمل فرخ أو فروخ على جذعه، كما نشاهده في النخيل. وقوله تعالى:{ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ}. بمعنى أن كل هذه الأنواع من النباتات من أصناف العنب وأصناف الزرع وأصناف النخيل تروى بنفس الكمية من الماء. وقوله تعالى:{ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}. خطبة عن عبادة التفكر:(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. بمعنى أن أصناف العنب تختلف في الطعم والمذاق، ونفضل بعضها على بعض في الأكل لكون طعمها ومذاقها مختلف. وكذلك الحال في أصناف الزرع مثل أصناف القمح. وكذلك الحال في أصناف النخيل. هذا وإن هذه الأصناف من العنب والزرع والنخيل مزروعة في قطع متجاورة، أي في أرض واحدة مقسمة إلى عدة قطع، فهي متجاورة. ولكون القطع متجاورة فهي مزروعة في نوع واحد من التربة. ومسلط عليها بيئة واحدة أي تسقى بماء واحد من المطر، وتتلقى كمية ضوء من الشمس واحدة، ودرجة حرارة واحدة وهواء واحد يحتوي على ثاني أوكسيد الكاربون الذي يحتاجه النبات لعملية التركيب الضوئي لصنع الطعام لنفسه.

( وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ) - موضة الأزياء

وغير الصنوان: ما كان على أصل واحد ، كسائر الأشجار ، ومنه سمي عم الرجل صنو أبيه ، كما جاء في الحديث الصحيح: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر: " أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه ؟ ". وقال سفيان الثوري ، وشعبة ، عن أبى إسحاق ، عن البراء ، رضي الله عنه: الصنوان: هي النخلات في أصل واحد ، وغير الصنوان: المتفرقات. وقاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وقوله: ( يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل) قال الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم: ( ونفضل بعضها على بعض في الأكل) قال: " الدقل والفارسي ، والحلو والحامض ". إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الرعد - قوله تعالى وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان - الجزء رقم7. رواه الترمذي وقال: حسن غريب. أي: هذا الاختلاف في أجناس الثمرات والزروع ، في أشكالها وألوانها ، وطعومها وروائحها ، وأوراقها وأزهارها. فهذا في غاية الحلاوة وذا في غاية الحموضة ، وذا في غاية المرارة وذا عفص ، وهذا عذب وهذا جمع هذا وهذا ، ثم يستحيل إلى طعم آخر بإذن الله تعالى. وهذا أصفر وهذا أحمر ، وهذا أبيض وهذا أسود وهذا أزرق. وكذلك الزهورات مع أن كلها يستمد من طبيعة واحدة ، وهو الماء ، مع هذا الاختلاف الكبير الذي لا ينحصر ولا ينضبط ، ففي ذلك آيات لمن كان واعيا ، وهذا من أعظم الدلالات على الفاعل المختار ، الذي بقدرته فاوت بين الأشياء وخلقها على ما يريد; ولهذا قال تعالى: ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)

خطبة عن عبادة التفكر:(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم

وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ يعني قرى متجاورات. و (الصّنوان) من النخل: النخلتان أو النخلات يكون أصلها واحدا. وَغَيْرُ صِنْوانٍ يعني متفرق الأصول. ومن هذا قيل: بعض الرجل صنو أبيه. وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ أي في الثمر.

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الرعد - قوله تعالى وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان - الجزء رقم7

﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾: فهذه آياتٌ دالّةٌ على وجود الله سبحانه وتعالى، وهنا توجيهٌ للتّعاون بين العقول لتبحث في آيات ربّ العقول، فكلّ إنسانٍ يستفيد من عقل الآخر، ومن شاور النّاس شاركهم في عقولهم. ([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب المناقب، باب مناقب العبّاس بن عبد المطّلب t، الحديث رقم (3758).

وقد اثبت العلم الحديث هذه الحقائق العلمية واستطاع الباحثون تعرف الخريطة الوراثية لكل جنس ونوع وصنف نباتي ودراسته جينيا وهذا إعجاز مخف في تلك الآية القرآنية.

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]